حوادث

اعترافات المتهمة بحريق مستشفى حلوان | شروق: «أنا اللي حرقت قسم العناية المركزة»

كتب في : الخميس 21 اغسطس 2025 - 1:24 صباحاً بقلم : المصرية للأخبار

 

16 مريضًا كانوا داخل العناية المركزة، جميعهم صحتهم حرجة، وينتظرون قدرًا لا مفر منه، إما أن ينالهم الله من عفوه ويشفيهم، أو يعفو عنهم آلام المرض ويقابله وجه كريم، هذان السيناريوهان لا ثالث لهما في نظرهم، لكن كان هناك سيناريو آخر يعد ببطء، كتبته ونفذته ممرضة؛ أرادت في لحظة جنونية دون سابق إنظار أن تشعل النيران في المستشفى تحديدًا غرفة الرعاية، وكان لها ما أرادت، النيران نشبت، وأصبح المرضى يواجهون عذابين، عذاب المرض وعذاب الحرق، لولا تدخل العناية الإلهية وإنقاذهم قبل أن تأكل أجسامهم النيران كما تأكل الحطب، تفاصيل أخرى عن حريق مستشفى حلوان العام والأسباب التي جعلت «شروق»، الممرضة، تُقدم على حرق العناية المركزة في السطور التالية. 

◄ بيان الصحة: «نقلنا 16 مريضًا عبر سيارات إسعاف مجهزة إلى 3 مستشفيات»

◄ د.جمال فرويز: واضح أنها مصابة بهوس الحرائق.. وهى متلازمة معروفة فىالطب النفسي

 

نشب حريق داخل مستشفى حلوان العام، الحريق كان ضخمًا، لكن العناية الإلهية تدخلت في اللحظات الأخيرة وتكلل جهود العاملين في المستشفى أن يُطفئوا الحريق قبل أن يمتد لغرف أخرى وأن ينقذوا المرضى من ألسنة اللهب. 

◄ حريق مدبر 

إلى هنا كان الوضع طبيعيًا، الموجة الحارة سبق وأن تسببت في حرائق كثيرة، ومن المؤكد أنها السبب في الحريق، وطالما أنه تم إخماده والسيطرة عليه دون إصابات، فسوف يمر مرور الكرام، لكن الأمر لم يمر  مرور الكرام، فالتقارير المبدئية أشارت أن الحريق لم يكن ناتجًا عن ماس كهربائي بسبب الحرارة، بل حدث بفعل فاعل. 

التقارير أيضا أكدت أن الحريق الذي نشب في الطابق الثالث بقسم الرعاية المركزة، كان مقصودًا، والشهود وقتها أفادوا بأن الحريق نشب فجأة في غرفة العناية، المجهزة تجهيزًا كاملا، وأنه من المستبعد أن يحدث حريق بهذا الشكل بسبب الحرارة، وأنه من المؤكد أن هناك من أشعل الحريق قاصدًا. 

أصابع الاتهام كانت تشير إلى الكثيرين، لكن بدأت تنحصر شيئا فشيئا في أشخاص بعينهم، وتحديدًا المسموح لهم بدخول العناية المركزة، سواء كانوا أطباء أو ممرضين. 

بعد التحري، وسؤال شهود العيان، أفادت إحدى الممرضات؛ بأن زميلتها كانت واقفة تتابع الحريق دون أن تشارك في إخماده، هذه الجملة العابرة كانت كفيلة لالتقاط طرف الخيط، وبالفعل بعد أن استجوبت، اعترفت: «أنا اللي حرقت العناية المركزة في المستشفى»!

◄ الممرضة 

شروق، فتاة تعمل ممرضة في المستشفى منذ فترة، تبلغ من العمر 23 عاما، وتم خطبتها قبل نحو عام من لاعب بأحد أندية الدوري الممتاز، لكن، الحالة النفسية، وفقا لما أدلى به جيرانها، تنتابها حالة من حالات التشنجات، وسبق أن تم الكشف عليها أكثر من مرة. 

هنا، كانت هناك إشارة صريحة بأن شروق، تعاني من مرض نفسي، وأن ما أقدمت عليه كان بسبب ذلك. 

اعترافات «شروق»، بعد القبض عليها مباشرة، أشارت أيضا إلى ذلك، فقد قالت في اعترافاتها: أنا لم أكن أخطط أن أشعل النيران في المستشفى، وأن ما كان يجول في خاطرى في هذه اللحظة، أن أرى النيران وهي تشتعل وترعب الناس، مضيفًة: «دي متلازمة عندي، أنا بحب أشوف النار وهي مولعة وبترعب الناس». 

لم يكن هذا هو الحريق الوحيد الذي أشعلته «شروق»؛ فقد أدلت في اعترافاتها أنها أمسكت بالقداحة «الولاعة»، وأشعلت 4 حرائق، بغرف مختلفة، الحريق الأول كان في حدود الساعة 12 بعد منتصف الليل، صباح يوم الأربعاء قبل الماضي، حيث أشعلت النيران في سرير مريض، وبعد الحريق الأول بحوالي ساعة، أشعلت النيران في غرفتين، ثم في المرة الرابعة أشعلت النيران في غرفة العناية المركزة الموجودة في الطابق الثالث. 

بعد الكشف عن شروق، واتهامها بإشعال الحريق، اسند البعض هذه الفرضية باعتبار أنها كانت على خلافات مع مدير المستشفى، وأن هذه الخلافات كانت السبب فيما أقدمت على فعله، لكن في اعترافات شروق، لم تقل أن السبب خلافات، بل كل ما أشارت إليه أنها رغبة خاصة لديها في إشعال الحريق. 

وبينما كانت شروق تعترف بالواقعة، وتحكي تفاصيلها، بل وقامت بتمثيل الواقعة أمام النيابة العامة، كانت على الناحية الأخرى والدة شروق تنفي ما نسب إلى ابنتها من اتهامات، حيث قالت في حديثها لـ«أخبار الحوادث»: «بنتي شروق مستحيل تعمل كدا، دي كلمتني يوم التلات وقالت لي كنا هنولع وفيه فيشة ولعت، وإنهم أنقذوا المرضى، وطفوا الحريق، ولم يصب أي أحد، هل يعقل بنتي تعمل ده كله، دي لسه صغيرة وفي عز شبابها والجميع بيشيد بتربيتها، ده غير إن بنتي قصيرة، طولها 155 سم، ومستحيل توصل للفيش عشان تولع فيها، ده غير كمان إن التقرير الجنائي لسة مطلعش، يعني مفيش حاجة لسه تثبت إن هي عملت كدا، أمال بيتهموها على أي أساس». 

واستكملت حديثها قائلة:» اللي محدش يعرفه إن كان فيه تصليح تكييفات الأسبوع الماضي، فطبيعي إن اللي حصل ده يكون بسبب ماس كهربائي، شروق بنتي أنا عرفاها ومستحيل تعمل كدا وربنا يظهر براءتها إن شاء الله».

◄ إخلاء المرضى 

وقالت وزارة الصحة، في بيان لها؛ إنه تم التعامل مع الحادث وفق البروتوكولات المتبعة، وأخلى الطابق بشكل آمن من خلال طاقم مستشفى حلوان العام الذي نفذ عملية إخلاء المرضى بسرعة ودقة، مع ضمان سلامتهم الكاملة، إلى جانب التنسيق المباشر مع الجهات المختصة، بما في ذلك قوات الدفاع المدني، للسيطرة على الحريق.

وكشف البيان؛ أنه نقل 16 مريضًا عبر سيارات إسعاف مجهزة، تحت إشراف طبي متخصص، إلى مستشفيات حميات حلوان، والنصر للتأمين الصحي، والتبين المركزي، مع ضمان استقرار حالتهم الصحية واستمرار تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة.

وأشارت وزارة الصحة والسكان، إلى أنه يجري حاليًا تقييم شامل للحادث لضمان استمرارية تقديم الخدمات الطبية بأعلى معايير الأمان والجودة، مؤكدة التزامها الكامل بتنفيذ الإجراءات القياسية في إدارة الأزمات، مع الحرص على سلامة المرضى واستدامة تقديم الخدمات الصحية وفقًا للمعايير العالمية.

◄ متلازمة «البيرومانيا» 

و أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي؛ أن شروق من المحتمل أنها تعاني من اضطراب نفسي، يسمى البيرومانيا ppyromani، وهو ليس مرضًا، ولكن يشير إلى هوس الحرائق، وتبدأ الإصابة به في سن مبكرة، خصوصًا في مرحلة المراهقة، مضيفًا: «لو صح فعلا أنها ارتكبت هذا الحريق، فهذا يشير إلى شعورها بحرمان عاطفي شديد، لذلك تبحث عما يعوض هذه الفجوة لديها، وعليه، تقوم بعملية تعويضية بإشعالها النيران، كنوع من تفريغ للطاقة السلبية العنيفة.

بداية الصفحة