كتاب وآراء

حزب الله والانقلاب على الدولة .

كتب في : الجمعة 26 سبتمبر 2025 - 11:44 صباحاً بقلم : حسين عطايا

 

ثمة عقلية يتميز بها حزب الله ، وبتفكير الالغائي المتأصل بعمله ونهجه ، وهو الانقلاب على الاتفاقات وكل التفاهمات التي يسعى اليها لتقطيع مرحلة ، ثم يسترد قوته فينقلب عليها وكأن شيئاً لم يكن . ففي عهد الرئيس ميشال سليمان وفي فترة الحوار مع الرئيس سليمان توصل الحزب وفي ظل قيادة حسن نصرالله الى تفاهم حول حيادية لبنان سُمي حينها النأي بالنفس عما يدور في سوريا ، فوافق ووقع على التفاهم وبعد فترة قليلة خرج رئيس كتلة حزب الله محمد رعد ليقول " بلوا واشربوا ميته " كما انه في فترة حرب العام ٢٠٠٦ وفي ظل مشاركته بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة وافق وبقوة على القرار ١٧٠١ ومن ثم بعد ان استرد عافيته انقلب على القرار وعاد للعمل داخل مناطق الجنوب حتى بالقرب من الحدود الدولية وحفر الانفاق والمواقع القريبة من الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلة وبذلك انقلب على القرار الاممي ،وحتى في اثناء جلسات الحوار الوطني يوم طُلب منه التوسط مع النظام السوري للحصول على وثيقة تُثبت لبنانية مزارع شبعا عاد وانقلب عليها وتناسى الموضوع ، وفي ذلك حليفه نبيه بري ليس استثناء ففي مناسبة ذكرى اختفاء موسى الصدر غي ٣١ اب ٢٠٠٦ وفي مهرجان صور تحديداً سمى حكومة الرئيس السنيورة بحكومة المقاومة وبعد ايام فقط انقلب عليها وبدأ بإطلاق الاوصاف المشينة عليها وشارك بحصار السراية بالمخيم الشهير لجماعة الثامن من اذار في حينه والذي انتهى بعد اجتياح بيروت في السابع من ايار يوم سماه حسن نصرالله " يوماً مجيداً " . في ظل هكذا تاريخ لم يعد مستغرباً تصرف حزب الله ونكرانه لتعهداته ، بل المستغرب ان يفي حزب الله بالتزاماته وللذكرى وفي فترة قريبة يوم وافق مع شريكه نبيه بري على اتفاف السابع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي ٢٠٢٤ ، في وقف الاعمال العدائية مع اسرائيل ، وقع على الاتفاق والذي ينص صراحة على من يحق لهم بالاحتفاظ بسلاحهم في لبنان وهم خمس فئات " الجيش اللبناني ، قوى الامن الداخلي ، الامن العام ، امن الدولة وشرطة البلديات ، وكذلك وافق على خطاب القسم لرئيس الجمهورية ومن ثم دخل حكومة الرئيس نواف سلام ووافق على بيانها الوزاري والذي ينص صراحة على حصربة السلاح بيد الدولة ، إلا انه عاد وتنكر لكل ذلك ولا زال يرفض تسليم سلاحه . إذن ، هذا نهج متكامل وإسلوب حياة وسياسة يتبعها حزب الله في تنكره لموافقاته وتواقيعه والانقلاب عليها إلى ان اتى يوم امس وبشهادة من حليفه في الثنائية الرئيس نبيه بري انه بعد موافقته على اتفاق عدم إضاءة صخرة الروشة والتزامه ببيان رسمي منه بعدم مخالفة العلم والخبر الذي حصلت عليه إحدى الجمعيات الموالية له ، عاد وانقلب عصر الامس وقام بكل ما يخالف موافقته لا بل كال الشتائم والكلام البذيء والذي يُعبر عن ثقافته وثقافة مناصريه وبيئته بحق رئيس الحكومة اللبنانية " الرئيس نواف سلام ". ، بذلك بدا واقعاً وواضحاً اسلوب ونهج حزب الله في كيفية تعاطيه بالسياسة وتنكره لكل ما يؤكد مظاهر الدولة اللبنانية ويسعى للنيل منها ومن هيبتها لا بل يعطي الفرص للعدو الصهيوني للأستمرار بالاغتيالات والقصف المجاني له للعبث بلبنان وكأنه شريكاً للعدو في النيل من الدولة اللبنانية . وفي هذا المجال اعطى للتصريح السفير توم براك مصداقية في قوله ان الدولة اللبنانية تتحدث بشيء وغير قادرة على التنفيذ خصوصاً في مجال حصرية السلاح وهذا ما طبقه بالامس فإذا كانت الاجهزة الامنية مجتمعة غير قادرة على تنفيذ تعميم إداري فكيف بها تنفذ قرار حصرية السلاح على مجمل الاراضي اللبنانية ؟؟؟؟!.

بداية الصفحة