الأدب

' على باب الأماني '

كتب في : السبت 26 اغسطس 2023 - 6:50 مساءً بقلم : سناء الحافى

 

و إنّي على باب الأماني مكابره

و قلبي شريدٌ.. و الوجوهُ مسافره

أرى غُربتي عُمراً مباحًا.. ولا أعي

إذا ما أراني التِّيهُ فيها مصائرَه

أرى أن خوفي من غدٍ ليس ينجلي

و ما عدت أخشى و التصاريفُ كافره

أَ جرمٌ هوَ الحلمُ الذي في تخيُّلي

أ إثمٌ يسوق الخوف روحاً مهاجره

فلستُ ألاقي ما رجوتُ بخاطري

كأنّي و داء القهر نُحيي مشاعره

أنا لم أكن يوماً أُغالي تصبّري

ألا ليتني أدركت صبري و آخره

أهذا فؤادي كم تباهى بجندِهِ

فلمّا أضاع العمر جافى عساكره

فأمسى هو المكسور يخشى ملامتي

ويغشى رداءُ الذلّ جهراً عشائرَه

و إنّي لأدري أنّ في الصبر راحة

و لكنّني في بعدهِ لست صابره

حواسي أراها في الليالي مكيدةً

فكنتُ بها أرجو النّهار وَ باكِـره

فدلّلتُهُ حتّى يَبوح بسرّهِ

و ما أبقت الأيام عزّ أكابِره

و كم مال نحوي ذلك السرّ و انثنى

و كم لذّة قد نلتها منه جاهره

فأسكنتهُ قلبي و عقلي و مهجتي

فحكم الهوى دمعٌ.. يُلبّي أوامرَه

و أيقنتُ أنّي في هواهُ ضحيَّةً

وهل في تمادي الدّمع أحيى ضمائره

فلست أرجيه ولست أخافهُ

فأسدل من بعد الفراق ستائرَه

فيا ليت لي في كلّ أمرٍ بصيرةً

و لي من حكايات الزمان بشائره

مضى العمر.. حتى صار فينا مؤجلاً

كتأجيلِ موتٍ دسَّ فينا مقابرَه

فيَقتَصُّ مِنّا ما تبقّى بمكْـرهِ

كأنّا عبيدٌ ...باع فيهم مفاخرَه

بداية الصفحة