كتاب وآراء

العرب الحمر ونهاية التاريخ

كتب في : الأحد 16 يوليو 2017 - 12:54 مساءً بقلم : مصطفي كمال الأمير

في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العرب حاليا والغير مسبوقة في تاريخهم 
ربما علينا التذكير بالأوضاع السياسيه في الأندلس أيام يعقوب المنصور وآل الأحمر وقصر الحمراء بمدينة غرناطة ودولة عرب الطوائف الذين تناحروا في الأندلس لسنوات طويلة 
بعدما أسسها عبدالرحمن الداخل " صقر قريش" 
ثم انهيار الدوله المركزيه الامويه في دمشق وقيام الدولة العباسية
وانتهوا في الأندلس الي اكثر من 20 ولايه متناحره فيما بينها وتحالفوا حتي مع أعداءهم الإسبان مما أدي الي سقوطهم تباعا بين انياب الأغواط والقشتاليين 
بعد ان تحالفت الملكة ايزابيلا والملك فيرديناند للقضاء نهائيا علي العرب ووجودهم الحضاري هناك لمده تقارب 800 عام في الأندلس جنوب اوروبا

بل قاموا بتزييف التاريخ وجعلهم مجرد غزاة برابرة 
سفاكين للدماء 
فيما حكم اليهود فلسطين 80 عاما فقط تحت حكم النبي الملك داوود وإبنه سليمان الحكيم 
فأصبحت فلسطين أرضهم الموعودة وهم شعب الله المختار 
فيما أصبحنا نحن العرب شعب الله المحتار 
ثم سقطت غرناطة كآخر القلاع العربيه الاسلامية وقهر الإسبان العرب والمسلمين هناك بالقتل أو التنصير أو النجاة بحياتهم بدون أبنائهم وأموالهم 
وهرب معهم من الأندلس "اليهود" الي دول المغرب العربي ومصر 
خوفا من "الإضطهاد المسيحي" لهم 
بعدما تعايشوا هناك مع العرب والمسلمين في الأندلس لمئات السنين في سلام وتسامح بدون عنصرية أو تطهير ديني أو عرقي ضدهم 
الوضع العربي اليوم للأسف يتشابه الي حد كبير جدا مع الوضع في الأندلس قبل سقوطها 
فبعد تحرر الدول العربيه من الأستعمار الغربي خلال النصف الأخير من القرن العشرين بفضل الثورات وحركات التحرر الوطني من الأستعمار البريطاني والفرنسي والايطالي 
ثم امتداده في الاحتلال الاسرائيلي والامريكي 
وبعد ما يزيد عن نصف قرن من استحمار الشعوب علي يد زمره حاكمه فاسده ومفسده متأمركه احيانا اشتراكيه او شموليه بوليسيه احيانا اخري 
تجمع بين الجمهوريه والملكيه فيما يسمي الجملوكيات الجديده..

تحققت إذن نهاية التاريخ التي تنبأ بها الكتاب الأمريكان فرانسيس فوكوياما وصامويل هانتنجتون ونفذها بكل خبث اليهودي برنارد لويس في أمريكا وهنري ليفي في فرنسا

اننا في عالم اليوم نزيد عن 22 دوله عربيه تعيش في فتن وصراعات وحروب أهليه واحتلال للقدس وفلسطين وهضبة الجولان وأكل الجسد العربي بالقطعة 
فبعد العراق والصومال ولبنان وليبيا والسودان واليمن وسوريا وافغانستان وباكستان اسلاميا 
جاء الأن الدور علي ايران فهم في الغرب مصممون علي أن يمصوا دمائنا حتي آخر قطره دم وآخر قطرة نفط في بلادنا الغنية بكل شىء 
لكنها فقيرة جدا لعزم وهمم الرجال لرؤية استراتيجيه للمستقبل وبوصله واحدة للجميع مع رؤية للمسقبل تحدد الأهداف والأولويات للعمل علي هدف واحد وهو الوحدة العربية التى اصبحت قرارا حتميا ومصيريا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقي من الوطن العربي الكبير 
الذي تحول الي أكبر رقعة للعب الشطرنج علي حساب بلادنا ودمائنا ومواردنا

فقد تأخرنا كثيرا واضعنا الكثير من الفرص والتاربخ لا يرحم ابدا اصحاب الفرص الضائعة 
ودائما مايخسر العرب في لعبة الأمم لأسباب كثيرة منها تفرقهم وأنانيتهم وخيانة الأعراب لبعضهم البعض 
ولا بأس من سرد للتاريخ المعاصر فبعد أن فشل الغرب الإستعماري وأمريكا في تركيع العدو الأصفر وهو التنين الصيني علي مدار عقود طويلة بمختلف الطرق السياسية والعسكرية والإقتصادية 
توجهوا بعدها الى العدو الأحمر وهو الدُب الروسي والمعسكر الشيوعي لحلف وارسو عن طريق أوروبا الشرقية بداية بحركة تضامن البولنديه وزعيمها ليخ فاليسا وبالتعاون مع بابا روما يوحنا بول البولندي الذي أطلق الشرارة الأولي لتفكيك الإتحاد السوفييتي القوة العظمي الثانية في العالم حينها ومن ثم تساقطت دول المعسكر الشرقي وحلف وارسو وكان عام 1989 وسقوط جدار برلين الفاصل بين ألمانيا الغربية والشرقية منذ الحرب العالمية الثانية 1945 التي قام فيها أدولف هتلر المسيحي بإبادة اليهود علي أرض أوروبا 
ثم تحالفوا بعدها "معا" ضد العرب والمسلمين الذين دفعوا الثمن غاليا من دمائهم وأرضهم في فلسطين في قارة آسيا لقيام دولة إسرائيل هناك للتكفير عن عقدة الذنب الذي ارتكبهً الأوربيين المسيحيين الذين تناسوا تماما ان يهوذا الإسخربوطي هو الذي باع السيد المسيح ووشي به للرومان ب30 درهم من الفضة 
بعدها توجهت أمريكا والغرب الي العدو الأخضر العالم الاسلامي
فاستخدموا رئيس العراق السابق صدام حسين في إشعال الحرب العراقية الأيرانية وخسائرها البشرية بمئات الآلاف من الجنود والمدنيين طوال عقد كامل من القتال وحرب المدن وحرب الناقلات للقضاء علي بعضهم البعض بمزاعم تصدير الثورة الأيرانية لدول الخليج والمَد الفارسي الى آخر أكاذيبهم 
ثم طمعوه بغزو الكويت فأكل الطعم كاملا ثم حرب الخليج الأولي وفرض الحظر الجوي علي شمال وجنوب العراق والنفط مقابل الغذاء 
ثم نشوب حرب الخليج الثانية بأكاذيب ودعاوي كاذبة وباطلة من إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وحتي سقوط بغداد في أبريل 2003 وتقسيم العراق الي دول طائفية 
مهدت لاحقا لظهور حركات أكثر تطرفا من القاعدة وهي تنظيم داعش وجبهة النصرة
وماتلاها من تأليب الثورات في أوكرانيا وجورجيا لأضعاف وعزل روسيا التي انتصرت عليهما في حربها مع جورجيا ثم ضمها شبه جزيرة القيرم من اوكرانيا 
تم أعادوا نفس المحاولة لكنها فشلت في ايران بزعامة مير حسين موسوي والأصلاحيين الذين إختفوا بعدها 
ثم سيناريو ثورات ربيع السراب العربي بنفس الطريقة التي تتخذ شعارات رنانة عن الديموقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والأقليات 
وهو ما انتهي بنا الي الوصول الي السراب الكبير بعد قتل وتشريد الملايين من العرب وتدمير الجيوش العربية القوية في العراق وليبيا وسوريا واليمن 
وكانت مصر العظيمة وجيشها القوي الجائزة الكبري لهذه اللعبة الخبيثة بمقدرات ومصائر الشعوب والأوطان ..
وكما نري جميعا فالأمريكان والغرب لايملون ولايكلون ويعملون بكل جديه وخبث علي تركيعنا وردنا الي الباديه والصحراء لرعي الغنم والإبل 
كما فعلوا مع الهنود الحمر في أمريكا الذين سرقوا أرضهم ثم استعبدوا الزنوج الأفارقة لبناء حضارة أمريكا 
وبعد تدمير الحضارات العريقة الآشورية والبابلية في العراق وحضارة تدمُر في سوريا وحضارة سبأ في اليمن 
وتخلف العرب حضاريا لمئات السنوات بعد نضوب حقول النفط والدم العربي 
أما العرب فهم لا يقرؤون وإذا قرؤا لايفهمون 
وإذا فهموا فيكون ذلك متأخرا جدا وبعد فوت الأوان 
وهم عاجزون بين جهلة وخونة .. 
الوطن العربي يواجه أكبر تحدي في تاريخه بعد الاستقلال عن الاستعمار الغربي ٢٢ دولة عربية تحارب بعضها في وضع أشبه بإمارات الأندلس المتناحرة قبل سقوطها 
نحن أول أمة في التاريخ تهزم"نفسها"بنفسها وتقدم خدمة لأعدائها المستمتعين جداً بذلك 
أخيرا عودة لعرب الطوائف هل تكون غرناطة اليوم هي مكة او المدينة او الأثنان معا لاقدر الله

بداية الصفحة