كتاب وآراء

أطفال ضحايا

كتب في : الأربعاء 09 اغسطس 2017 - 1:10 صباحاً بقلم : حنان نصر

الوطن ليس مسمي دولة فقط  الوطن هو أسرة تحوي أطفالها وتحميهم  من شوائب وسلبيات المجتمع وانحرافه.

والانحراف هو العدو الأكبر الذي نحاربه داخل الدولة

العدو ليس فقط علي حدود الدولة يتربص ليستعمرنا ، العدو أسرة لا تتحمل مسئولية أطفالها وتحولهم من زهور ببساتين المستقبل إلى آفات تتسبب في قتل ملايين من البشر بالانحراف والإدمان والسرقة وارتكاب الجرائم  وهم ضحايا التفكك الأسري والهجر وانعدام المسئولية وانتشار الإدمان .

 أطفال ضحايا للانانية وانعدام الضمير ومن هنا تبدأ تسميتهم بأطفال الشوارع . من هم دون سن البلوغ أو أقل من ثمانية عشرة عامآ وقد يكون بعض هؤلاء الأطفال دون مأوى أو قد تكون روابطهم الاسرية مفككة مما يدفع بعض الأشخاص إلى استغلالهم والمتاجرة بهم بالتسول أو الأعمال الغير مشروعة

وهي ظاهرة اجتماعية من أكثر الظواهر إنتهاكآ لحقوق الطفل آخذة فالتوسع بشكل مستمر وتعتبر قضية اجتماعية من الدرجة الأولى لأي مجتمع يسعى للتطور والنمو حيث لها أبعاد ثقافية وتربوية وسياسية واقتصادية ..الخ

وللحد منها يستلزم القيام بعلاج شامل متعدد الاتجاهات ، والبداية تكون عن طريق التدخل في محاولة للوصول إلى تأمين وإعادة تأهيل هؤلاء المشردين وإعادة دمجهم في المجتمع

وتتعدد الأسباب المؤدية إلى تشرد هؤلاء الأطفال

وهي الطلاق : وهو من الأسباب الرئيسية في تفشي هذه الظاهرة وخاصة طلاق الأسر الفقيرة

ومنها الفقر : يتسبب الفقر في عدم قدرة الأسرة على رعاية أبنائها وتغطية احتياجاتهم من ملبس، ومأكل و مشرب وعلاج 

فلا يجد الطفل مهرب غير التسول فالشوارع ليشبع احتياجاته

وأحيانا يطرد الأب طفله رغمآ عنه.

 وايضآ ممارسة الآباء للأعمال المنحرفة فيحترف الأبناء نفس العمل

ومنها المشاكل الاسرية :

الأطفال حساسون بطبعهم ويتأثرون بما حولهم من سلبيات وتوتر وبالتالي يهرب الطفل من العنف والضغوطات الأسرية ويميل الطفل إلى التحرر والحرية

ومنها ايضآ : غياب الوعي الأسري وعدم الاهتمام بوسائل الترفيه بالنسبة للطفل  داخل الأسرة وقيام الطفل بالبحث عن هذه الأمور في الشارع

واللامبالاة والسلبية من جانب العائلة وعدم الاصغاء إلى الطفل وإيجاد

لغة حوار معه ، إضافة إلى عدم تلبية حاجاته

والتسرّب التعليمي وعدم قدرة الأسرة على مواجهة الأعباء المدرسية ودفع الأطفال إلى العمل والتسول فالشوارع وكثرة النسّل وتلازمه مع سوء الحالة الاقتصادية وبالتالي تفاقم حدة مشكلة الإسكان وزيادة البؤر المستقبلة لأطفال الشوارع والتجمعات العشوائية ، وينتج عنها العديد من المشكلات الصحية : منها التسمم الغذائي ويحدث للأطفال نتيجة  أكل أطعمة فاسدة انتهت صلاحيتها للإستخدام الآدمي نتيجة قهر الجوع الذي اكل بطونهم وانتشار الأمراض مثل

التيفود نتيجة تناول بقايا الطعام من القمامة أو وجبة طعام تجمّع عليها الذباب. وأيضا الملاريا وأمراض الصدر الناتجة من  عوادم السيارات وبرد الشتاء القارس .حيث يمارسون الأنشطة الهامشية كالسرقة والتسول و يُعد أطفال الشوارع الأكثر عرضة للعنف والاعتداءات وخاصة  الاعتداء الجنسي

 وأرى يجب وضع حدآ لهذا الانتهاك والحق في الحماية والوقاية من العنف، واتخاذ إجراءات قانونية حاسمة لحماية هؤلاء الاطفال من الاعتداءات الجنسية وغيرها

وإلى متى يظل هؤلاء الأطفال مهمشين منُتهك حقوقهم وفاقدين لهويتهم ?

تساؤل يبحث عن إجابة  ؟؟.

بداية الصفحة