عالم

الخسارة التاريخية.. كيف عاقبت إسطنبول وأخواتها أردوغان؟

كتب في : الثلاثاء 02 إبريل 2019 - 1:26 صباحاً بقلم : منى مجاهد

مثلت خسارة حزب العدالة والتنمية التركي بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان لمدينة إسطنبول والعاصمة أنقرة للمرة الأولى منذ 25 عاما، وعدد من المدن الكبرى في الانتخابات البلدية، صفعة تاريخية موجهة للرئيس وحزبه، وفشلا لـ"النظام الرئاسي"، بحسب محللين.

 

واعترف الرئيس التركي، مساء الأحد، بخساره حزبه الحاكم، حزب العدالة والتنمية، في عدد من البلديات بمدن مهمة، بعد ساعات من بدء فرز الأصوات في الانتخابات المحلية.

 

وبحسب آخر النتائج الرسمية، فاز حزب الشعب الجمهوري المعارض ببلديات إسطنبول وأنقرة وأزمير ومارسين وأنطاليا ومدن أخرى، في تطور انتخابي غير مسبوق منذ فترة طويلة.

 

ورغم فوز التحالف الذي يضم حزب العدالة والتنمية والحزب القومي بأكثر من نصف البلديات عل ىمستوى البلاد، فقد اعتبر الخبير في الشأن التركي محمد عبد القادر خسارة الحزب الحاكم للبلديات الكبرى "نقطة تحول تاريخية" أظهرت مدى تأثر شعبية الرئيس أردوغان بسبب سياساته الخارجية والداخلية.

 

انتخابات ذات طابع رئاسي

 

وقال عبد القادر لموقع "سكاي نيوز عربية": "هذه خسارة كبيرة لأردوغان الذي قاد بنفسه الحملات الانتخابية وحضر أكثر من 100 لقاء جماهيري".

 

ورفع أردوغان سقف الانتخابات البلدية عندما شن حرب ضد المعارضين، ولجأ إلى اتهام خصومه السياسيين بالإرهاب والخيانة، بحسب الكاتب السياسي بركات قار.

 

وقال قار: "أردوغان قاد الحملات وكأنه في انتخابات رئاسية وليست بلدية، وخطابه المليء بالتخوين والإرهاب، انعكس عليه سلبا".

الاقتصاد المتدهور

 

وجاءت الانتخابات في وقت يواجه الاقتصاد التركي تحديا كبيرا، بعدما انزلقت الليرة إلى مستويات غير مسبوقة وارتفع التضخم والأسعار بينما طال الركود الأسواق.

 

ولم تفلح بعض الإجراءات الأخيرة من الحكومة التركية بشأن ضبط الأسعار أو توزيع سلع بأسعار مخفضة في مناطق عديدة في إنقاذ حزب العدالة من خسارة تاريخية في أهم مدينة وفي العاصمة ومدن كبرى.

 

وقال المحلل السياسي التركي محمد زاهد غول إن الناخب التركي بعث برسالة واضحة بفشل السياسات الاقتصادية التي انتهجها أردوغان عبر صهره بيرات ألبيرق.

 

وأشار في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أن "الأزمة الاقتصادية كان لها تأثير كبير على هذه الانتخابات".

 

فشل النظام الرئاسي؟

 

وتعد الانتخابات البلدية أول استحقاق انتخابي شعبي بعد تحول النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي أتاح لأردوغان صلاحيات شبه مطلقة، وهو ما "جعل الرئيس وحزب العدالة والتنمية الحاكم يتحملان مسؤولية كافة السياسات الأمنية والاقتصادية، لتتحول الانتخابات البلدية إلى ما يشبه استفتاء جديد على هذا النظام" بحسب عبد القادر.

 

ويؤكد فقدان المدن الكبرى "فشل النظام الرئاسي"، وفق زاهد غول الذي اعتبر أن "النتائج تشير إلى أن هذا النظام يجب أن يذهب إلى المساءلة".

 

فقد "وضع الناخب التركي رأيه جليا في النظام الرئاسي من خلال التصويت على سياساته الأمنية والاقتصادية".

 

ويتوقع قار من جانبه، أن تمثل هذه النتائج تحديا كبيرا للنظام الرئاسي الجديد، بينما "سيكون من الصعب على أردوغان قيادة البلاد بذات الأسلوب مع الانقسامات التي خلقها والشعبية التي تدهورت فعليا، بينما ستلقي بظلالها على الحزب الحاكم داخليا".

بداية الصفحة