أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، عن أمله في الإعلان عن الاتفاق على تعزيز التعاون العسكري مع روسيا مطلع أغسطس، رغم تأكيد البنتاغون على استمرار تباعد المواقف بشأن سوريا بين واشنطن وموسكو.

وعلى هامش مؤتمر لدول جنوب شرق آسيا في لاوس امس، بحث كيري مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، للمرة الثانية هذا الشهر، المقترح الأميركي الرامي لتعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي في سوريا.

والخطة الأميركية، تقضي بتبادل واشنطن وموسكو معلومات المخابرات لتنسيق الضربات ضد جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة بسوريا، ومنع القوات الجوية السورية من مهاجمة جماعات المعارضة المسلحة المعتدلة.

وفي مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، أشار كيري أنه يأمل في أن المناقشات مع روسيا يمكن أن تؤدي الى نتيجة ملموسة في أوائل أغسطس، مشيرا إلى إحراز تقدم بشأن الشراكة العسكرية المحتملة بين الجانبين.

إلا أن كلام كيري عن تقدم يقابله تأكيد وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، أن الروس ما زالوا "بعيدين" عن مواقف الولايات المتحدة حول سوريا التي تشهد منذ عام 2011 نزاعا مسلحا، أوقع أكثر من 280 ألف قتيل.

وقال كارتر إن المفاوضات التي يجريها كيري تهدف إلى تحديد ما إذا كان الروس "مستعدين لاتخاذ الموقف الصائب في سوريا"، أي "دعم انتقال سياسي" يفضي الى تخلي بشار الأسد عن السلطة و"محاربة المتطرفين".

وأضاف، في مؤتمر صحفي بمقر البنتاغون، "كنا نأمل في دعم الروس لحل سياسي يضع حدا للحرب الأهلية" بسوريا، لكنهم "لا يزالون بعيدين كل البعد.. وهذا ما يحاول كيري التوصل اليه لإقناع الروس بأن يتخذوا موقفا صائبا".

وتدعم روسيا القوات السورية الحكومية وتشن منذ أشهر غارات جوية على مواقع المعارضة المسلحة، في حين تقول الولايات المتحدة، منذ اندلاع النزاع، إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته دون أن تقدم على أي خطوة جدية لوقف النزاع.

يشار إلى أن كيري كان قد عقد مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولافروف الأسبوع الماضي في موسكو حول الخطة الأميركية، واتفقا على "إجراءات ملموسة" لإنقاذ الهدنة ومحاربة الجماعات المتشددة بسوريا.

ويبدو أن هذه الخطة التي يتبناها كيري لا تقنع المؤسسة العسكرية الأميركية، فمدير الاستخبارات، جيمس كلابر، أعرب لصحيفة واشنطن بوست الخميس عن تحفظات، بينها "تقاسم المعلومات الاستخباراتية مع الروس".

وكان رئيس أركان الجيوش الأميركية، الجنرال جو دانفورد، قال، من جانبه، "لم نتوصل إلى اتفاق يقوم على الثقة" مع موسكو، قبل أن يضيف "سيكون هناك اجراءات محددة في أي اتفاق مع الروس من شأنها حماية أمننا".