كتاب وآراء

بني وطني ، إتقوا الله في أنفسكم ( عيلة الدوغري ماتت )

كتب في : الجمعة 24 مارس 2017 - 7:54 صباحاً بقلم : مصطفى كمال الأمير

عائلة الدوغري هي رواية مصرية للأديب نعمان عاشور تم تحويلها لمسرحية ومسلسل تلفزيوني مات معظم ابطاله حالياً 
خليك دوغري هي كلمة اخري ضاعت اندثرت واختفت من حياتنا حاليا ايضا بعدما اصبح من سماتنا العيش في المنطقة الرمادية حاليا 
وسماتها التلون كالحرباء والأفاعي والكذب والغش والنفاق والافتراء والغدر والخيانة والجحود ونكران الجميل
والخداع فيما بيننا أصبح شيئا عاديا نقبله ونتعايش معه بدلاً من رفضه وإنكاره 
نخادع حتي ربنا أيضاً الذي ندعوه يوميا في كل ركعة من صلواتنا ان يهدينا الصراط المستقيم 
لكننا لا نري هذا الطريق ولا نسير علي هذا الصراط أبدا

تري الإنسان عندما يمرض صحياً يكون مختلفا تماماً عما كان قبلها وبعدها 
او عندما يموت له عزيز او يصاب بأزمة مالية او يفقد سلطته ومنصبه ونفوذه 
يكون فيها وديعا مستكينا 
الي ان يعود المارد الشرير بالخروج من القمقم لتدمير نفسه والعالم كله اللي بقي شمال علشان اليمين خلاص موش شغال
من هو صديقك اليوم يصبح عدوك غداً 
والعكس صحيح 
ولتذهب القيم والاصول والمبادىء الي الجحيم 
وتبقي المبالغ والمصلحة والحوارات والاشتغالات بلغة شباب اليوم 
( لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة ) 
ومن امثال زمان امشي عدل يحتار عدوك فيك إذا الاستقامة واجبة ومطلوبة حتي مع أعدائك

دوغري هي لفظ تركي من عشرات الكلمات المتداولة في لغتنا العامية المصرية doğru دُوغْرِي
(مثل كلمات شنطة طرشي سميط اسطي كوبري لوكاندة ) الي اخره
منذ ايام احتلال الاتراك في مصر والتي استمرت اكثر من ٤٠٠ عاما في مصر 
بعدما قتل التركي سليم الأول القائد المملوكي طومان باي في معركة مرج دابق في الشام 
ثم قام بتعليق راسه علي باب زويلة في قاهرة المعز الذي يوجد بها شارعين باسماء القاتل والمقتول متجاورين معا في حي الزيتون بكوبري القبة الشهير بالقاهرة

انعدم الوفاء بين البشر انفسهم فقاموا بتربية الحيوانات الأكثر وفاء منهم وأشهرها الكلاب مع وفاءها لأصحابها حتي بعد موتهم 
بل ان البشر عندما يتشاجرون يسبون بعضهم بالكلاب 
وهذا غير صحيح ابدا لأن الكلاب معروفة بالوفاء وهي أوفي منهم كثيرا جداً

تعمل الخير في البشر وترميه في البحر ينقلب إليك شرا مع الجحود ونكران للجميل 
المصالح بتتصالح مفيش صاحب يتصاحب ولا راجل بقي راجل
إذا غابت الأمانة انتظروا الساعة ،، قالها صدقاً رسول الله 
اما وقد غابت الأمانة وظهر الغش والفساد في البر والبحر في زمن الندالة والخيانة 
اذا الإيمان ضاع فلا أمان 
ولا دنيا لمن لم يحيي دينه
إحنا بكل أسف لا حصلنا دين ولا دنيا ،،

احنا بقينا شعب قاطع .... جلياط ومتجلط
نعم قاطع تماماً كما يحدث للحليب واللبن عندما يتجلط ويخسر ولا يصلح لأي شيئ 
قاطع لصلة الرحم وقاطع طريق رحمة ربنا ايضًاً 
أصبحنا مجرد جزراً معزولة بعيدة عن اَهلها ومعارفها ومجتمعها مشوهة نفسياً وغير قابلة للتغيير والإصلاح
أصبنا بالجلطة الاجتماعية فرديا وجماعيا ونحتاج للدواء الشافي لزيادة تدفق السيولة للدم الدافئ في عروق علاقاتنا الاجتماعية الانانية الباردة
نعاني من السكتة الانسانية في علاقاتنا مع الجيران والاصدقاء الحقيقيين الذين أصبحوا عملة نادرة في هذا الزمن المزيف الخادع
الأجنبي الغريب عنا اصبح اكثر دفئا وإحساسا بنا ومستعد للمساعدة ومد يد العون كلما استطاع ذلك

بينما أقاربك واهلك وعشيرتك اصيبوا بالجفاء وجفاف المشاعر الانسانية التي امرنا بها ديننا الحنيف
صلة الدم والدين والوطن والنسب تقطعت وتمزقت لصالح صلة المال والمصلحة مع شعار ميكافيللي بشع هو لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة !!!
ناس زمان قالوا عن صلة الدم " الدم عمره ما يبقي مياه "
لكنه في أيامنا هذه الدم أصبح مياه معدنية تباع لأول مشتري

كل منا حاليا يحمل جرحا غائرا من بَعضُنَا البعض 
نعاني منها جميعاً لكن لا يوجد احد يشعر بالوجع والألم في جراح الاخرين

أغلبنا اصبح عنيداً جداً لدرجة الغباوة مما ضاعف من تعاستنا وشقاءنا في حياتنا 
رغم معرفتنا بالمثل الدارج في ثقافتنا بأن "العند يورث الكفر " والعياذ بالله 
لهذا فإن الشقاء والتعاسة التي نعاني منها غالباً ما تكون بسبب العناد والغرور والاستبداد بالرأي

تنكرنا لكل مبادئنا الاخلاقية والدينية طلياً للدنيا وملذّاتها او لتحقيق مصلحة شخصية علي حساب قيمنا ومبادئنا وعلي رقاب الآخرين

الكذب والنفاق اصبح جزأً أساسياً في حياتنا اليومية وهناك بيننا من يكذب كلما يتنفس !!

عقولنا تحجرت بعدما أتلفها الهوي 
والتعصب للمذهب او للطائفة او للتعصب الديني والسياسي وحتي الرياضي " ذهبنا يوم تمذهبنا "

مما أدي لإنهيار الثقة والإحترام ومثال ذلك علي فقدان الثقة هو كوب الماء الصافي عندما يختلط مع نقطة دم !!! 
لا يصلح بعدها استخدامه في اي شيء سواء للشرب او للنظافة
إعادة بناء الثقة والاحترام مجددا أصعب كثيرا بعد خيانة الأمانة وغياب القدوة الحسنة 
نعم ولدنا جميعاً أحراراً 
لكننا ( الا نادرا) أصبحنا عبيدا للمال او للولد او للشهوة او للسلطة او للمصلحة او للحزب او للجماعة او لاشياء اخري جعلت حريتنا ناقصة حتي وفاتنا

كرامتك من كرامة اخوك هذا ما تعلمناه صغاراً لكننا نسيناه عندما كبرنا وعكسنا الآية لتصبح ان كرامتك في اهانة اخوك المصري
هذه الأمراض النفسية العديدة التي اصابتنا لابد لها من حل وعلاج سريع للشفاء والتعافي منها 
وهذا الدور الأساسي للهيئات الدينية والاجتماعية والإعلامية والثقافية
الرجوع الي الحق فضيلة نفتقدها حالياً 
لكن في النهاية الحق احق ان يتبع 
اننا ندعوا الله يوميا في صلواتنا ان يهدينا نعمة الصراط المستقيم لكننا نذهب بإرادتنا دائماً في طريق اخر تماماً هو طريق الضلال والغضب من الله الذي نسأله تعالي الرضا والهداية وقول كلمة الحق وعمل الخير

إحنا مصر 
شعب واحد 
قلب واحد 
رب واحد 
لا شعب تاني ولا ثالث ولا رابع 
لا شعب كنيسة ولا شعب جامع 
كنّا في الميدان أيد واحدة وسط شارع 
من زمان سعد باشا كنّا واحد 
وقبله بارك عيسي والعذراء مصر 
هلال بكبر وصليب يهلل الله واحد 
شعب مصر 
احنا مصر 
الكاتب مصطفي كمال الأمير

بداية الصفحة