الأدب

بين القلب والقدر...

كتب في : السبت 03 ديسمبر 2016 بقلم : صالح شرف الدين

وآهٍ  منكِ يا ذكـــرى هواها

تُعاندنــــي ويهزمني بهاهـا

وكلّ حبيبة للقلـــــبِ تهـوى

تغادره ولا يبقـــــى سواهــا

ويمسك في حبال الوهم قلبي

ونار الشوق يشعلها لماهـــا

ويفنيني الحنين لذكرياتـــــي

تُذوّبُني ويعجزني لقـــــاها

وتبكيها الأماكـــن راجياتٍ

تناجيها وتسألهــــــا دواها

فنور البدر لا يخفيه هجـــرٌ

ولا بدر يهـــلّ بلا رؤاهـا

أمرّ على موطن ذكرياتــي

وأخشى أن يلاحقني جواها

إلى النسيان تحدوني همومي

تساورني ويدميني نِداهــــا

عيون ترفض الهجران جبا

فابحر مستهاما في صفاهــا

وتصحبها ثواني العمر شوقا

بغير القرب لا يُروى ظماها

فراقٌ لــن تداويه دموعــــي

 هي الأقدار قد رفعت لواها

بنات العقل يسعدها خضوعٌ

ويبقى القلب يعشق من هواها

فيحيا القربَ في الأحلام دهرا

وتسعده إلى أقصى مداهــــــا

وعين الحب يغمضها فيلقى

حبيبتـَـه وفي أبهى رداهـــا

يعانقهــــــا تعانقه بشــــــوق

وروح الشوق قد بلغت مناها

إذا في الأرض أعجزنا لقاءٌ

فكم نهوى لقاءً في سماهــــا

فنعلــــو ثم نعلـــو ثم نعلــــو

تداوي القلبَ في أعلى عُلاها

..............................

صالح شرف الدين

ديسمبر 2016م

بداية الصفحة