كتاب وآراء

الباب الملكي لعبور المستقبل

كتب في : الأربعاء 02 اغسطس 2017 - 7:18 مساءً بقلم : مصطفي كمال الأمير

بمناسبة ذكري العيد الوطني للمغرب عيد العرش ١٨ عاماً علي جلوس الملك محمد السادس ابن الحسن الثاني الملك الراحل وشقيق الآمير رشيد

الأئمة في مساجد المغرب يدعون من فوق المنابر للأسرة العلوية الحاكمة منذ عام 1666والملك
محمد السادس بعد مرور ١٨ عاما للجلوس علي العرش 
ونجاحه في بناء دولة عصرية حديثة مقارنة بدول الجوار في موريتانيا جنوبا والجزائر شرقا ( هناك خلاف حدودي دائم بسبب الصحراء الغربية عطل الإتحاد المغاربي ) 
مع الحفاظ علي الجذور العربية الإسلامية وعمل توازن بين الأصالة بالحفاظ علي التراث والثقافة والمعاصرة 
مع تشبع المجتمع الأرستقراطي بالثقافة الفرنسية

وللتعريف بالمغرب الشقيق أنه يتبع نظام حكم ملكي 
دستوري مع إحتفاظ الملك بوزارة الدفاع منذ محاولة الإنقلاب الدامية للجنرال أوفقير بالصخيرات في 1972ويرأس
الحكومة حاليا سعد العثماني بدلاً من عبدالإله بن كيران عن التيار الإسلامي 
بعد تعديل الدستور في 2012

المغاربة مسلمون من أهل السنة ( شافعي. حنفي. حنبلي . مالكي) ويتبعون المذهب المالكي وقراءة مصحف ورش عن نافع
ويتميز المغرب بالمعمار الأندلسي الفسيفساء الشهيرة ( الزليج ) في الحمامات المغربية والبيوت والمساجد العديدة منها العتيقة 
وأشهرها مسجد القرويين بمدينة فاس والحديثة منها بالدار البيضاء مسجد الحسن الثاني الأكبر في إفريقيا 
ويعتز المغاربة بأسمائهم وجذورهم العربية والأمازيغية ( الريافة والشلوح ) ولباسهم الزي المغربي التقليدي في مناسباتهم الإجتماعية والوطنية والدينية 
يقومون دائما بذبح الأضاحي ( الحولي ) لإكتفائهم ذاتيا من لحوم الأغنام والأبقار والثروة السمكية والحيوانية الداجنة أيضا لإنتشار المراعي والمزارع في البوادي والوديان والسهول والجبال والعيون المعدنية الطبيعية التي تميز بيئة وطبيعة المغرب المتنوعة مناخيا وجغرافيا وتقافيا 
وقد شهدت طفرة زراعية وصناعية وتجارية هائلة نظرا للسياسات الحكيمة في بناء السدود المائية للحفاظ علي مياه الأمطار وتوليد الطاقة وتأكيد إستقلال المغرب مائيا ( مع الدول العربية في ليبيا واليمن والسعودية والإمارات وعمان ولبنان ) 
وإستقلال المغرب غذائيا أيضا لنجاح السياسات الزراعية في التعاونيات الفلاحية وتعويض المزارعين عند حفر الآبار الجوفية وخزانات مياه الأمطار مع تنوع زراعة المحاصيل ومنها حشيشة الكيف بإقليم كتامه شمالا وجنوبا زراعة الزيتون والتمر والخضر والفواكه الموسمية وشرقا الموالح والقمح والذرة

مع تقديم تسهيلات صحية بيطرية وفلاحية ( بذور وأسمدة وأعلاف ) للمستثمرين وملاك الأراضي
مما أدي الي وفرة وجودة المحاصيل للتصدير الي الخارج لأوروبا التي تربطها إتفاقية للصيد البحري في السواحل المغربية في الأطلنطي 
مع وجود علاقات تفضيلية تجاريا بالمغرب لسهولة النقل مع تحسين الخدمات الصحية والإجتماعية والتعليمية بالقري والأقاليم للحد من هجرة القرويين لضواحي المدن للبحث عن عمل وحياة أفضل أو للهجرة غير الشرعية بحرا الي الشمال في أوروبا القريبة جغرافيا وتاريخيا 
وبدرجة أقل السفر سابقا الي ليبيا ودول الخليج الذي يمتلك شيوخه وأمراءه الفيلات والقصور والإستثمارات في المغرب
لا سيما في أغادير ومدينة إيفران الجبلبة الشهيرة لتساقط الجليد شتاءَ
ليساهموا في تنشيط قطاع السياحة للإستمتاع بالشواطيء علي المحيط الأطلنطي غربا والمتوسط شمالا مع الجنسيات الأخري من أوروبا وأمريكا الذي ساهمت في بناء أستوديوهات ورزازات الشهيرة بمجسمات المعابد الفرعونية لتصوير الأفلام الملحمية التاريخية والتي تتطلب أجواء عربية وإسلامية 
وهناك أفلام شهيرة تم تصويرها منها مملكة الجنة

ويشتهر المغرب بإنتاج وتصدير معدن الفوسفات مع 
السواعد المغربية المهاجرة لأوروبا 
لا سيما في فرنسا وبلجيكا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا وإنجلترا وأمريكا وكندا 
والذين يفوق عددهم ربع المواطنين المغاربة وتحويلاتهم المالية الكبيرة لداخل الوطن ولديهم وزارة للهجرة خاصة بهم مع نواب لهم في البرلمان المغربي

ويقوم المهاجرون المغاربة بعبور ضفاف البحر المتوسط سنويا بعائلاتهم وسياراتهم برا وبحرا وجوا بالملايين لقضاء إجازة الصيف مع العائلة لربط الأبناء بجذورهم الوطنية 
وهنا علينا الإشادة بجودة الصناعات المغربية والعبارات البحرية وشبكة الطرق السيارة السريعة في المغرب وجودة قطارات السكك الحديدية 
وجاري تطوير مطارات الدولة لمواكبة منظومة التطوير الشاملة 
مع إنتشار المسابح ونافورات المياه بالميادين العامة وهو مانفتقده نحن في مصر بلاد وادي النيل 
وتم إنشاء محطات شمسية عملاقة في الجنوب ومحطات توربينات للرياح في الشمال 
وقد تم مؤخرا رفع الدعم عن أسعار الطاقة ومواد الوقود وتوجيه الأموال الي قطاعات الصحة والتعليم والعمران السكني بأسعار تنافسية 
مما أعطي دفعة هائلة لهذه القطاعات بطول وعرض البلاد لتلبية الطلب المتزايد علي السكن 
وللقضاء علي العشوائيات ( مدن الصفيح ) ومحاربة الفقر والبطالة وذلك بتوفير فرص العمل بالمعامل والمصانع ويتم تصنيع سيارات رينو الفرنسية وداتشيا بالمغرب في مدينة طنجة المغربية 
نقطة إلتقاء العالم قبالة مضيق جبل طارق بن زياد فاتح الأندلس ليحكمها العرب 800 عام متتالية 
هناك اتجاه في المغرب حالياً لاصدار قرارات بتعويم الدرهم المغربي كما حدث مع الجنيه النصري تنفيذا لشروط صندوق النقد الدولي 
ولازالت إسبانيا تحتل مدينتي سبتة ومليلية علي الساحل المغربي شمالا وجزر الخالدات شرقا وتتحالف إسبانيا مع الجزائر ضد المغرب 
ومؤخرا تنازعت معها إسبانيا علي جزيرة ليلي بالمتوسط

والشعب المغربي محب للموسيقي لا سيما 
الكلاسيكية والتراثية منها الملحون والشعبي ( الشيخات ) والطرب الأندلسي 
وتسمع دائما صوت أم كلثوم تشدو في المقاهي مع إنفتاحهم علي موسيقي البلاد العربية من مصر والشام والخليج 
ويقام مهرجان موازين سنويا بالرباط للتمازج بين الثقافات الموسيقية 
وهناك الكثير من اليهود المغاربة الذين فروا مع المسلمين خوفا من الإضطهاد عند سقوط غرناطة بالإندلس وكان لهم تأثير في الحياة التجارية والإجتماعية والسياسية وكانت لهم أحياءهم الخاصة ( الملاح ) قبل الهجرة الي إسرائيل عند قيام دولتها ثم الهجرة الثانية في التسعينيات بعد هجمات الدارالبيضاء التي لايزال البعض منهم فيها

وقد قامت قناة الجزيرة القطرية المعادية لمصر بتعبئة وشحن العرب والمغاربة ضد الدولة المصرية والمصريين النين تزوجوا بالآلاف من مغربيات في أوروبا والخليج خلال 4 عقود ومستقرين أسريا بأبنائهم وقاموا بتأسيس شركات ونشاط تجاري 
وهناك مشروعات ونشاط ملحوظ لشركة المقاولون العرب هناك ورئيسها سابقا المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق 
بمايعني متابعته للتطورات في جميع الدول العاملة بها الشركة 
وهنا علينا الإستفادة من التجربة المغربية المتكاملة مائيا وزراعيا وفي الصيد البحري وتبادل الخبرات والمصالح والتعاون للعمل معا في مشروع 1000 يوم تماما كما فعل يوسف الصديق ونجاحه في إنقاذ مصر من المجاعة في سنوات القحط والجفاف فقام بإستصلاح الفيوم الحالية في ألف يوم 
ومنها جاء إسمها للإستفادة من موقعها الجغرافي في وسط البلاد لتكون مخزنا لصوامع الغلال ثم نقلها برا وبحرا في نهر النيل الي كل أنحاء مصر المحروسة التي تعاني من الفقر المائي وأزمة سد إثيوبيا وتعاني من الفقر الإداري وإنعدام الرؤية للمستقبل .

بداية الصفحة