إقتصاد وأعمال

فوضى السجائر.. الأكشاك والمحلات ترفع الأسعار لزيادة أرباحها (إنفوجرافيك)

كتب في : الثلاثاء 28 نوفمبر 2017 - 12:34 صباحاً بقلم : عبد العزيز عبد النيى

يقف أحمد إسماعيل، أمام كشك بأحد شوارع المهندسين، يسأل البائع عن ثمن علبة سجائر صنف "إل إم" أبيض، فأجابه بأن سعرها 28 جنيها، بعد الزيادة الأخيرة في الأسعار. جادل إسماعيل البائع قليلا، محاولا أن يقنعه أن سعرها الرسمي أقل من ذلك، "الشركة إللي بتبيع النوع ده قالت إن تمنه 27 جنيه".

 

لكن الإجابة جاءت من البائع سريعا "الشركة بتبيعها لنا بـ 27 جنيه فلازم أزود جنيه علشان أكسب". إسماعيل ليس الوحيد الذي يشكو أن الأكشاك والمحلات تبيع السجائر بأسعار أعلى من تلك التي حددتها الشركات.

 

ففي جولة لمصراوي على عدد كبير من أكشاك السجائر وجدنا أن جميعها تبيع السجائر بزيادة جنيه أو جنيهين زيادة عن السعر الذي أعلنته شركات السجائر المحلية والأجنبية، بعد زيادة الضريبة عليها.

اسعار السجائر وكان مجلس النواب وافق الأسبوع الماضي على زيادة ضريبة القيمة المضافة على السجائر، وأصدر وزير المالية، عمرو الجارحي، يوم الخميس الماضي، قرارا يحدد الأسعار الاسترشادية لبيع السجائر والتي تتخذ أساسا لحساب الضريبة على القيمة المضافة.

 

وتبع هذا القرار إصدار شركات السجائر العاملة في مصر، أسعارها الجديدة والتي ترواحت نسبة الزيادة فيها بين 2 إلى 4 جنيهات بحسب نوع السجائر.

وقال على حسنين، صحاب كشك في منطقة إمبابة، لمصراوي، إنه يشتري علبة السجائر من صنف "مارلبورو" على سبيل المثال بحوالي 33.5 جنيه، وإنه إذا التزم ببيعها بالسعر الرسمي وهو 34 جنيها، فإنه لن يكسب سوى نصف جنيه فقط، وهو ما أعتبره مكسب غير مجدي.

 

"الخرطوشة فيها 10 علب سجائر، سعرها في الجملة حوالي 335 جنيه، يعني العلبة واقفة عليا، بـ 33.5 جنيه، لو بعتها بالسعر الرسمي، يبقى هكسب خمسة جنيه في كل خرطوشة، تبقى مش جايبة همها، علشان كدة أنا ببيع العلبة بـ 35 جنيه، علشان أعرف أكسب 15 جنيه في كل خرطوشة".

ويقول السيد محمود، مالك كشك بمنطقة الزمالك، إن بيع السجائر بالثمن الذي تحدده الشركات لا يحقق أي ربح للبائع. ويضيف "ده أنا أقفل وأنام في بيتي أحسن لو ما زودتش على السعر الرسمي".

 

وتعتبر وزارة المالية قيام الموزعين والتجار ببيع السجائر بأسعار أعلى من التي تحددها الشركات المنتجة "تهربا ضريبيا" يستوجب المحاكمة.

وقال وليد فؤاد، مالك كشك في منطفة الكيت كات إن "الشركات لما بتبيع لنا مش بتأخذ في اعتبارها وجود هامش ربح مجزي لبايع التجزئة".

 

وبحسب أكثر من فاتورة شراء ومستند رسمي حصل عليه مصراوي، فإن شركات توزيع السجائر تبيع لتجار التجزئة، السجائر بأسعار أقل من السعر الرسمي للمستهلك بما يتراوح ما بين 25 إلى 50 قرشا على كل علبة سجائر على أغلب الأصناف.

 

وفي مستند لشركة الشرقية للدخان حددت هامش الربح التاجر على كل علبة سجائر يبيعها ما بين 25 إلى 50 قرشا.

 

وبحسب مصطفى إبراهيم، مالك كشك في شارع جامعة الدول العربية، فإن بعض تجار الجملة يرفعون سعر البيع رغم أن الشركة محددة السعر من قبل، مما يضطر تجار التجزئة لرفع الأسعار أيضا.

 

اشترى إبراهيم خرطوشة سجائر كليوباترا كينج بسعر 145 جنيها وهو ما يعني أن سعر العلبة 14.5 جنيه في حين أن الشركة حددت سعرها للمستهلك 14 جنيها.

 

واضطر إبراهيم -أمام ارتفاع سعر خرطوشة السجائر- لبيع علبة سجائر كليوباترا كينج بـ 15 جنيها، حتى يحصل على ربح، على حد قوله. ويبرر فوزي علي، صاحب كشك بشارع الأزهر، بيعه لأسعار السجائر بسعر أعلى من المعلن بقوله "طبيعي لما الحكومة ترفع الأسعار، يقل مكسبي، ولازم أزود عن السعر المحدد علشان أعرف أدفع كهربا وإيجار ومصاريفي".

 

فيما يقول وفيق المليجي، صاحب كشك في شارع المعز إنه يبيع السجائر طبقا للسعر الذي حددته الشركات، فيما عدا سجائر الكليوباترا، حيث لم يصله السعر الرسمي حتى الآن من الشركة أو الموزع.

 

وفي أعقاب قرار رفع الأسعار السجائر، شنت شرطة التموين عدة حملات على الأكشاك للتأكد من بيع السجائر بالسعر المحدد من قبل الشركات، وقال بيان لوزارة الداخلية يوم الأربعاء الماضي أنها حررت 33 قضية لبيع سجائر بأكثر من سعرها.

 

بداية الصفحة