كتاب وآراء

التفاوض تحت النار بالشروط الاسرائيلية .

كتب في : الأحد 17 نوفمبر 2024 - 6:16 مساءً بقلم : حسين عطايا

 

ثمة ازمة ثقة بين لبنان " حزب الله " وإسرائيل حول مفاوضات وقف إطلاق النار للحرب الدائرة في لبنان ، مع كل غارة جديدة تقوم بها طائرات العدو الصهيوني ، ومع كل قرية او منطقة تسقط امام جنود العدو تزيد شروطها وتزداد وتيرة الشروط ، وهي تضغط اكثر فاكثر في الميدان ، كما تزداد شهيتها في دخول مناطق جديدة لتُخضعها لسلطة قواتها آملة ان تُشكل زيادة في الضغط اكثر فاكثر على حزب الله تدفعه للتنازل في ساحات الجبهة المفتوحة مما يؤثر بالسياسة ويُسهل الموافقة على شروط نتنياهو وحكومته . من هنا اتت ورقة او مسودة الاتفاق التي كانت قد سلمتها السفيرة الامريكية في بيروت " ليزا جونسون " يوم الخميس الماضي لرئيس مجلس النواب " نبيه بري " ، والتي بدوره ارسل منها نسختين واحدة لقيادة حزب الله الحالية ولرئيس حكومة تصريف الاعمال " نجيب ميقاتي " ، ووعد ان يُسلم الرد اللبناني نهار الاثنين " اي غداً " ، وقد وردت بعض المعلومات من واشنطن أن الوسيط الامريكي " آموس هوكستين " سيصل للبنان نهار الثلاثاء القادم للبحث في بعض المقترحات او التحفظات اللبنانية ومن ثم ينتقل الى تل ابيب ليلتقي رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو وفريقه المكلف التواصل مع الامريكيين حول موضوع صفقة الحل مع لبنان . هنا لابد من الاشارة ان مسودة ورقة الحل التي تسلمها الرئيس بري اتت بعد يوم من لقاء الرئيس الامريكي المنتخب " دونالد ترامب " مع الرئيس الحالي المنتهية ولايته " جو بايدن " ، وقد نُقل عن موافقة ترامب على استكمال الوساطة الامريكية ، كما ان المعلومات الاتية من واشنطن تحدثت عن وجود وزير الشؤن الاستراتيجية في حكومة العدو " رون دريمر " خلال الفترة ذاتها وقام بعدة اتصالات ولقاءات حول الصفقة المرتقبة بين لبنان واسرائيل ، وقد صدر اكثر من تصريح لمسؤلين إسرائيليين عن قرب التوصل لحل للحرب الدائرة مع لبنان . لذا ، قد تكون هي المرة الاولى التي اقترب فيها التوصل لحل وقد تكون قد ضاقت اكثر فاكثر مساحة الخلافات على التوصل لحل ، وفي ذات الوقت تعمد القوات الاسرائيلية على الضغط اكثر في الميدان وفي استهدافاتها على مجمل الاراضي اللبنانية لاسيما في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية ، وذلك من خلال اشتداد عمليات القصف الجوي على مناطق الضاحية وزيادة إنذارات الاخلاء التي يوزعها الناطق باسم جيش العدو . هذا الامر يرخي بثقله على لبنان مما يضع حزب الله تحت الضغط الجدي ومن خلفه ايران لارغامهما على تنازلات حقيقية في ميدان السياسة توصلاً لحلول في ظل الضربات المتزايدة والتي تُرخي بثقلها على الوضع في لبنان نتيجة الازمات والمصاعب التي تعانيها إدارات الدولة اللبنانية والشعب اللبناني والكلفة الباهظة التي يتكبدها لبنان الشعب والدولة . من هنا ، وفي تصريحه الاخير لوحظ تغيير في لهجة الرئيس نبيه بري في انتقاله من التشاؤل الى التفاؤل وهذا ما يُبين عن بعض التقدم في الحلول التي قد تكون باباً للتوصل إلى حل للحرب الدائرة .

بداية الصفحة