كتاب وآراء

زيارة لاريجاني في غير مكانها.

كتب في : الخميس 14 اغسطس 2025 - 12:18 مساءً بقلم : حسين عطايا

 

لاشك ان زيارة امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الى بيروت يوم امس الاربعاء ، اتت للتشويش على قرارات الحكومة اللبنانية فيما خص حصرية السلاح ، بعد العديد من التصريحات لمسؤلين ايرانيين ومنهم لاريجاني ذاته مما يُعتبر تدخلاً سافراً في الشؤون اللبنانية ، وهذه ظاهرة يعتمدها القادة الايرانيين وكانهم اوصياء على الحياة السياسية في لبنان ، ويأتي ذلك دعماً لما يسمونه مقاومة وهي ليست سوى ربيبة النظام الايراني والتي لاشك انها تضررت كثيراً بعد حرب الاسناد التي خاضها حزب الله بعدما تضرر النظام الايراني نفسه بعد حربه مع إسرائيل والولايات المتحدة . من هنا تأتي زيارة السيد لاريجاني فقط لترميم بعض الامور المتعلقة في الحفاظ ماتبقى من قوة حزب الله ورصيده السياسي والعسكري بعد قرارات الحكومة اللبنانية الاخيرة والتي اختارت ان الدولة اللبنانية وحدها لها الحق في امتلاك حصربة السلاح على الاراضي اللبنانية وهذا ما سمعه الضيف لاريجاني اثناء زيارته للقصر الجمهوري ولقائه رئيس الجمهورية " جوزاف عون " واخبره ان لبنان لا يتدخل بشؤون الدول الصديقة وهو لايقبل بتدخل احد في الشؤون اللبنانية ويالتالي لبنان دولة ذات سيادة لا تقبل التدخل في شؤنها ، وقد سمع اكثر منها من رئيس الحكومة اثناء زيارة لاريجاني اثناء لقائه في السراي الحكومي وقد قال الرئيس نواف سلام " ان قرارات حصربة السلاح شأن لبناني وغير مسموح ان يُناقش هذا القرار في دول اخرى " وبالتالي ، لو اردنا تقييم هذه الزيارة لاعتبرناها فاشلة وبكل المعايير والمقاييس منذ أن حطت طائرة لاريجاني في مطار بيروت حتى مغادرتها ، حيث كان الاستقبال لحظة خروج المسؤل الايراني من المطار ضعيه وهزيل جداً لا يتعدى الحضور عشرات الاشخاص ولم يقتصر ذلك على هذا الامر بل تعداه الى ما تم تداوله عن عدم استقبال وزير الخارجية " يوسف رجي " للزائر وما دار من لغط ونُقل احاديث من قبل الطرفين ، عدا عن موجة غضب رافقت الزيارة من قبل اكثرية اللبنانيين والدعوات حول عدم استقبال المسؤلين اللبنانيين الزائر لا بل طال البعض بقطع العلاقات مع ايران وسحب السفير . هذا كله ناتج عن عملية تدخل وقحة في السياسة اللبنانية من قبل القادة والمسؤلين الايرانيين خصوصاً بعد حرب الاسناد التي دخلها حزب الله ونتائجها الكارثية على لبنان . فإذا العالاقات اللينانية الايرانية تمر في لحظة من اسواء اللحظات التي تمر بها العلاقات بين الدول ، وذلك يتطلب إعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لتكون وكما قال رئيس الجمهورية من دولة لدولة وليس بين دولة وإحدى المكونات في لبنان ، والمساعدات يجب ان تمر عبر مؤسسات الدول اللبنانية فقط ، ذلك يكشف الحقيقة الكاملة لا بل يؤكد على ان الزيارة اظهرت فشلها وبكل المقاييس منذ لحظتها الاولى حتى انتهائها .

بداية الصفحة