العالم العربى

الريس السيسي: سياستنا الخارجية منفتحة على الجميع.. ونتطلع إلي التعاون مع «الآسيان»

كتب في : الجمعة 04 سبتمبر 2015 بقلم : رشا الفضالى

وتوجه الرئيس، مباشرة إلى القصر الجمهوري حيث كان في استقباله نظيره الاندونيسي جوكويو ويدودو، وأجريت مراسم الاستقبال الرسمية، واستعراض حرس الشرف وعزف السلام الوطني للبلدين، فضلاً عن إطلاق المدفعية ترحيباً بالسيسي.

وعقد الرئيس، لقاءً ثنائياً مع نظيره الاندونيسي، أعقبه اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس الاندونيسي رحب بالرئيس السيسي، مشيراً إلى أن مصر كانت في طليعة الدول التي اعترفت بإندونيسيا عقب استقلالها، مؤكداً عمق العلاقات التاريخية والصداقة الوثيقة التي تجمع بين البلدين وشعبيهما، معربا عن تطلع بلاده لتعزيز العلاقات وتنميتها في كافة المجالات.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس السيسي أكد اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية بين البلدين، مؤكداً أن زيارته إلى إندونيسيا، وهي أول زيارة لرئيس مصرى منذ عام 1983، تؤكد العزم الصادق على إعطاء دفعة قوية للعلاقات، خاصة في ضوء مساحة التفاهم الكبيرة بين البلدين إزاء مختلف الموضوعات الإقليمية والدولية.

وأعرب الرئيس السيسي، عن تقدير مصر لمواقف إندونيسيا الداعمة والمساندة لخيارات الشعب وإرداته الحرة، مشيراً إلى تجربة جاكرتا في التحول الديمقراطي وإمكانية الاستفادة من خبرتها. معربا تقدير مصر لموقف إندونيسيا المؤيد لحصول مصر على عضوية مجلس الأمن لعامىّ 2016/2017.

وذكر السفير علاء يوسف، أن الرئيس نوّه إلى التحديات التي تواجه العالميّن النامى والإسلامى، وفي مقدمتها التطرف والإرهاب، مؤكداً ضرورة الارتقاء بمستوى التعاون بين مصر كدولة رائدة في محيطها الإقليمي، وبين إندونيسيا بثقلها في العالم الإسلامي لمواجهة التحديات. مشيدا بمستوى التعاون الثقافى والدينى بين الدولتين، مؤكداً حرص مصر استمرار دور الأزهر الشريف في إندونيسيا، كمنارة لنشر القيم السمحة للإسلام الحنيف بوسطيته واعتداله.

وفي سياق متصل، أكد الرئيس اهتمام مصر بتعزيز الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مقدراً الجهود الإندونيسية المبذولة في هذا الصدد. مشيرا إلى أن مصر الجديدة تبني سياستها الخارجية على أسس من الانفتاح على الجميع، وفي هذا الإطار يبرز اهتمام مصر بالقارة الآسيوية وبدولها الصديقة، ومن بينهم إندونيسيا، مشيرا إلى آفاق التعاون الاقتصادي الواعدة ليس فقط بين البلدين ولكن أيضا مع رابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان».

من جانبه، أعرب الرئيس الاندونيسي عن اتفاقه في الرؤى مع الرئيس السيسي، حول أهمية إيضاح الروح الحقيقية السمحة للدين الإسلامي، وتفعيل قيمه السامية لتساهم في مكافحة الارهاب والتطرف والراديكالية. مؤكدا أهمية التعاون بين البلدين من أجل تحقيق هذه الأهداف.

ونوّه الرئيس السيسي، إلى تطلع مصر لتدعيم العلاقات التجارية مع إندونيسيا. وفي هذا الصدد، أكد الرئيس الاندونيسي اعتزاز بلاده بأن تكون مصر أكبر شريك تجاري لها في شمال إفريقيا، معرباً عن تطلعه لزيادة الاستثمارات الإندونيسية في مصر. وفي هذا الإطار، دعا الرئيس الإندونيسي الحكومة المصرية إلى تقديم المساعدة والرعاية للمستثمرين الإندونيسيين، وكذا للرعايا الإندونيسيين سواء من الطلبة أو العاملين في مصر. مؤكدا أن جميع المقيمين في الأراضي المصرية يتمتعون بكافة حقوقهم، وينعمون بالأمن والاستقرار شأنهم في ذلك شأن المواطنين المصريين.

ووجه الرئيس الشكر للرئيس الاندونيسي على إيفاده مبعوثاً شخصياً للمشاركة في حفل افتتاح قناة السويس، مستعرضاً الفرص الاستثمارية الواعدة التي سيتيحها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، وكذا المشروعات الوطنية الأخرى الجارى تنفيذها في مصر. وفي ذات السياق، أشار الرئيس إلى الاجراءات والتشريعات التي تتخذها وتصدرها مصر من أجل تهيئة مناخٍ جاذبٍ للاستثمار، منوهاً إلى الفرص التصديرية المتاحة أمام المنتجات المصنعة في مصر في أسواق الدول المجاورة، لاسيما في المنطقة العربية والقارة الافريقية.

وعلى الصعيد الاقليمي، استعرض الرئيس تطورات الاوضاع في المنطقة، وما تعانيه عدة دول فيها من ويلات الإرهاب والتطرف، مؤكداً أهمية أن تتم مكافحة الإرهاب من خلال استراتيجية شاملة لا تقتصر فقط على المواجهات العسكرية والأبعاد الأمنية، ولكن تمتد لتشمل كافة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية. مؤكدا أن مصر تؤيد الحلول السياسية لهذه الأزمات، بما يساهم في الحفاظ على كيانات ومؤسسات الدول ومقدرات شعوبها.

وأكد الرئيس، أن القضية الفلسطينية ستظل محتفظة بمكانتها المتقدمة على قائمة أولويات السياسة الخارجية المصرية، منوهاً إلى أنه يتيعن تحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يوينو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وفي هذا الصدد، أشارالرئيس الإندونيسي إلى أن بلاده تؤيد إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأعرب الرئيس الإندونيسي، عن أهمية قيام الدول الإسلامية بالتباحث في المشكلات والأزمات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، للبحث عن حلول لها وتدارك آثارها الإنسانية السلبية على شعوب دول المنطقة، ومن بينها تزايد أعداد اللاجئين والهجرة غير الشرعية وما يترتب عليها من تداعيات مأساوية. ورحب الرئيس السيسي بتلك الفكرة منوهاً إلى أهمية بلورتها وإعدادهاً جيداً لتحقق أهدافها المرجوة.

وفي نهاية المباحثات، وجه الرئيس الدعوة للرئيس الإندونيسي لزيارة بلده الثاني مصر، ما رحب به الرئيس الإندونيسي معرباً عن تطلعه لإتمام الزيارة.

وعقب انتهاء المباحثات، شهد الرئيسان مراسم التوقيع على مذكرتي تفاهم في مجال التدريب والتعليم الدبلوماسي، وفي مجال إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ولمهمة من تأشيرات الدخول.

وعقد الرئيسان عقب ذلك مؤتمراً صحفياً، ألقى خلاله الرئيس الكلمة المرفق نصها.

«بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس، السيدات والسادة،

أود أن أعبر بداية عن تقديرى البالغ لفخامة الرئيس الإندونيسى، وحكومة وشعب إندونيسيا الصديقة، على حفاوة الاستقبال التي لاقيناها خلال هذه الزيارة المهمة، التي تعبر عن عمق علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، والتى نعتز بها كثيراً.

لقد ناقشنا مختلف أوجه التعاون الثنائى سياسيا واقتصاديا، وعكست المناقشات استمرار تطابق مواقف البلدين، تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأوضاع الإقليمية في كل من الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، كما اتفقنا على العديد من الأفكار لتعزيز التعاون الثنائى، والتنسيق في المحافل الدولية لمواجهة التحديات المختلفة التي تواجه البلدين. وفى مقدمتها مكافحة خطر الإرهاب والتطرف، فضلا عن ضرورة التعامل الجاد مع التحديات التنموية المتزايدة التي تواجهها شعوبنا، كما شهدنا التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية.

وكذلك اتفقنا على تعزيز فرص التبادل التجارى والاستثمارى والثقافى بين البلدين، والاستفادة من الرصيد التاريخى الكبير للعلاقات الثنائية.

لقد طمأنت فخامة الرئيس على سلامة الطلاب والعاملين الإندونيسيين في مصر، حيث أن مصر آمنة ومستقرة وتحترم وتوفر الأمان لكل من يقيم على أراضيها.

لقد وجهت الدعوة إلى فخامة الرئيس الإندونيسى لزيارة مصر، لمتابعة نتائج اجتماعنا اليوم، وفتح آفاق تعاون جديدة، خاصة في المجالات التجارية والاقتصادية، وأتطلع إلى استقبال السيد الرئيس في القاهرة في أقرب فرصة. وشكـــــراً».

بداية الصفحة