أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مكالمة هاتفية مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لبحث عدد من القضايا ولا سيما مسألة منع دخول مهاجرين مسلمين من 7 دول الي الولايات المتحدة.

وعلقت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن المملكة العربية السعودية، مهد الإسلام وموطن لاثنين من أقدس الأماكن الدينية لدى المسلمين، استخدمت لفترة طويلة نفوذها الديني لتعزيز دورها كقائد إقليمي لكن الآن نفوذها تسبب في وقوعها في أزمات معقدة.

وتضيف الصحيفة أن العائلة المالكة لديها رغبة في بناء علاقة أفضل مع الإدارة ترامب مما كان عليه مع الولايات المتحدة في عهد باراك أوباما الذي تعرض لانتقادات من المملكة العربية السعودية بأنه غير مستعد للدفاع عن حلفائه.

تنقل الصحيفة عن ابراهيم فريحات، أستاذ حل النزاعات في معهد الدوحة للدراسات العليا، أن قرار ترامب بمنع دخول جنسيات 7 دول أمريكا يضع السعودية في موقف محرج، مضيفة أنه من المتوقع أن المملكة العربية السعودية ستتخدذ موقفا ضد قرار ترامب لأنه استهدف بعض البلدان  مثل السودان واليمن وهم حلفاء رئيسيين للرياض كما أن السعودية تقدم نفسها كزعيمة للعالم الإسلامي.

وقال البيت الابيض إن الرئيس الامريكي دونالد ترامب تحدث يوم الأحد مع العاهل السعودي الملك سلمان حول اللاجئين في الشرق الأوسط، واتفاق منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وتحسين العلاقات الأمنية بين البلدين.

وأضاف البيت الأبيض وفقا للصحية: "طلب الرئيس ووافق الملك على دعم خطة وجود مناطق آمنة في سوريا واليمن، كما دعم الملك أفكار أخرى لترامب لمساعدة العديد من اللاجئين الذين نزحوا بسبب النزاعات المستمرة".

وقال البيت الأبيض أيضا إن الزعيمين اتفقا على أهمية التطبيق الصارم للاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية الأخرى بما في ذلك الولايات المتحدة في عام 2015.

وذكرت الصحيفة أن القادة السعوديين استقبلوا بحماس انتخاب ترامب، معربين عن أملهم في أن الموقف المتشدد للرئيس الجديد ضد إيران قد يأتي على مزاجهم لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمملكة.

وأوضحت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية أنتجت المزيد من المتطرفين الذين ذهبوا إلى شن هجمات على الأراضي الأمريكية من أي دولة أخرى شملها حظر دخول مواطنيها لأمريكا.

الصحيفة قالت إن رئيس موظفي البيت الأبيض رينس بريبوس أكد أن الباب مفتوح أمام إمكانية ضم المملكة العربية السعودية ومصر وباكستان لقائمة الدول الممنوع دخول مواطنيها لواشنطن.

لكن رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني ومستشار ترامب، الذي وضع قانون منع المهاجرين قال لشبكة "فوكس نيوز" في يوم السبت أن المملكة العربية السعودية لم تدرج لأنها تمر بتغيير كبير، مضيفا أنها ليست  المملكة العربية السعودية القديمة.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن من شأن فرض حظر على السفر من المملكة العربية السعودية خلق آثار بعيدة المدى، من بينها تعطيل التحالف التجاري والعسكري التي ساعد في تواجد الولايات المتحدة في المنطقة مضيفا أنه سيؤثر أيضا على عشرات الآلاف من الطلاب السعوديين الملتحقين بكليات الولايات المتحدة تحت المنح الدراسية التي تمولها الحكومة. وأكدت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية تأمل أن البيت الابيض سيسير عكس  سياسة أوباما مع إيران، والتي بلغت ذروتها مع الاتفاق النووي.