منذ الحادي والثلاثون من أكتوبر 2015، وتحظر روسيا تحليق طائراتها إلى مصر، بسبب الحادث الإرهابي الأليم الذي استهدف طائرتها على أرض الفيروز "سيناء"، والتي راح ضحيتها 217 راكبًا و7 من أفراد طاقمها، بسبب تفجير عبوة ناسفة زرعت على متن الطائرة فى مطار شرم الشيخ.

ولكن بعد مضي أكثر من عام على الحادث الإرهابي الأليم، وتوقف الرحلات الطيران الروسي لمصر، بات تحليق الطيران الروسي في سماء مصر على بعد خطوات، خصوصًا بعدما كثف الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم اتصالاته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأيام الماضي.

السيسي هاتف بوتين أولاً لمؤاساته في مقتل السفير الروسى في أنقرة، معربًا عن تضامن مصر مع روسيا، قيادةً وشعبًا، ووقوفها إلى جانبها فى مواجهة قوى الإرهاب الآثم، وهذا ما قبله الرئيس الروسي بالترحيب والشكر، والتأكيد على قوة ومتانة العلاقات المصرية الروسية.

الاتصال تطرق إلى استعادة تحليق طيران روسيا في سماء مصر، وهذا ما أكد عليه بوتين بأنه يعتزم استئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين القاهرة وموسكو قريبًا، وهذا ما رحب به الرئيس مشيدًا بالقرار.

ولكن قرار بوتين باستئناف الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة، لم يكن محل صدفة أو مجاملة للرئيس المصري، ولكن نابع من دراسات وأبحاث وتحقيقات جرت في الفترة الماضية، وخلصت إليه التقييمات الأمنية والفنية، التي تعاون بشأنها الجانبان المصري والروسي، والتي أفادت بمدى ضراوة تأمين مصر لسمائها ومطاراتها وأجوائها، وتشديد الرقابة على المنافذ الجوية والحدودية.

بالعودة قليلًا إلى الوراء وبالتحديد في نهاية أغسطس، ستنجد روسيا كشفت عن خطط استئناف الرحلات الجوية مع مصر، بعدما اختبر الخبراء الروس عددًا من المطارات المصرية، واختاروا الأكثر أمنا وسلامة لتكون محط الوصل بين القاهرة وموسكو.

ميخائيل برياتشاك، المتحدث باسم لجنة النقل لدي مجلس الدوما الروسي، قال خلال لقاء تلفزيوني على قناة " لايف الروسية": "إن أول رحلة بين موسكو والقاهرة، ستكون رحلة تجريبية بعد توقف الرحلات منذ حادث الطائرة الروسية، مضيفًا أنه حال إقرار تقرير اللجنة الرحلة التجريبية، فستكون ضمن الرحلة أيضا لجنة مختصة، تقوم بإجراء قياسات مرة أخرى، وهذا قد يؤدي بالفعل إلى إنهاء توقف الرحلات وستكون منتظمة، لافتاً إلى أنه تم اختيار  مطار القاهرة الدولى لهذه الرحلة".

مكسيم سوكولوف، وزير النقل الروسي ، أكد  أن الرحلات غير المنتظمة بين روسيا ومصر لن تستأنف فورا إلى جميع المطارات المصرية، وإنما فقط إلى المطارات التي وصلت إلى المستوى المطلوب من الأمن، حسب تصريحاته لوكالة "تاس" الروسية.

وكانت مصر قامت بسلسة من الإجراءات الأمنية في مطاراتها، ونفذت مطالب الروس بتحقيق سلامة وأمن الطيران ومكافحة الإرهاب في مطاراتها لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، خصوصًا بعد انتهاء التحقيقات الدولية في حادث الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء.

ولكن يبدو أن الأزمة على وشك الانتهاء، وسنشهد مرة أخرى الطيران الروسي يحلق في سماء القاهرة، بعدما توطدت العلاقة بين البلدين وبدأت مرحلة شهر العسل بين موسكو والقاهرة، و ستشهد الأيام المقبلة انفراجة في العلاقات وعودة السياح الروس والتبادل التجاري والاقتصادي وغيرها.