منوعات

فاروق الأمة 'عمر بن الخطاب ' رضى الله عنه

كتب في : الثلاثاء 08 يناير 2019 - 11:31 مساءً بقلم : ماجده الروبى

صلوا على النبي

" كان عمر  رضى الله عنه يدعو فى الليل ويقول : لَتَتَّقِيَنَّ الله يا عمر أو ليعذبك الله

نبدأ حلقتنا بموقف حصل مع واحده من الصحابيات الجليلات .. فى مرة لاقت شاب ماشي فى طرقات المدينة وشكله غلبان وموطى راسه ( يعنى شكله من الزُهاد .. زاهد الحياة ) فسألت وقالت مين ده ؟ قالوا لها ده واحد من القُراء ( قارئ للقرآن ) ولكن يا جماعة المؤمن مش كده ، المؤمن القوى أحب إلى الله من المؤمن الضعيف فده مش زُهد .. ده ضعف .. فقالت الصحابية : والله ليس  هكذا رأيتُ عمر ( يعنى إذا كان عمر ماكانش كده رغم أنه كان زاهد وقارئ للقرآن ) فتحكى الصحابية وتقول : قد كان عمر قارئ للقرآن ووالله رأيت عمراً إذا مشى أسرع وإذا تكلم أسمع وإذا ضرب أوجع .. رضى الله عنه وأرضاه

 

سيدنا عمر مرة كان ماشى فى طرقات المدينة فشوية ولاد صغيرين بيلعبوا عمرهم بين ١٠ سنين و ٩ سنين .. فيعدى عمر فأول ما شافوه طلعوا يجروا وكله استخبى ماعدا واحد بس فضل واقف مكانه .. فعمر راح له وقال له: يا بُنى لماذا لم تجرى كما فعل أصحابك؟ 

فقال: أيها الأمير الطريق ليس ضيق لأُوسِع لك أحتراما .. ولم أخطئ حتى أجرى ،فسيدنا عمر بص له كده وقال : إن هذا الغلام سيكون له شأنُ عظيم ..

 

عارفين يا جماعة ده لما هيكبر هيبقى مين ؟ هيبقى عبد الله بن الزُبير  بن أسماء بنت أبي بكر .. وهيبقى خليفة للمسلمين بعد كده  .. شايفين فطنة عمر بن الخطاب .. رضى الله عن عمر

 

فى مرة برده سيدنا عمر كان ماشى فى الطرقات فلاقى شوية ولاد بيلعبوا تحت نخلة والبلح اللى ينزل منها كان كل واحد يلم حبة وياخده .. فأول ما شافوا سيدنا عمر خافوا وقالوا : أمير المؤمنين .. أمير المؤمنين .. وطلعوا يجروا ماعدا واحد ما لحقش يجرى .. فبص لعمر وقال له والله يا أمير المؤمنين لم أسرق إن هذا ألقاه الله

.. فعمر ابتسم وقال له: صدقت .. فعمر يدوب لسه ماشى .. فالولد قال له: يا أمير  إن أصحابى ينتظرونك حتى تمضى فيأتون لى فيضربونى ويأخذوا منى التمر .. ( أيوه يعنى عايز إيه ؟! عايز سيدنا عمر يحميه لحد ما يوصل البيت )  عارفين سيدنا عمر هيعمل إيه ؟ هيوصله فعلا .. تخيلوا .. شايفين شخصية سيدنا عمر شديد وحنين .. قوى ورقيق المشاعر .. ومشى فعلا سيدنا عمر مع الولد ووصله لحد بيته ..

 

الصحابة بيقولوا كنا نسمع عمر بن الخطاب فى الليل يقوم لربه ويقول: آه يا عمر يا ابن الخطاب كنت وضيعا فرفعك الله وكنت فى ضَلال فهداك الله .. ومره سمعوه بيقول لنفسه : لَتَتَّقِيَنَّ الله يا عمر أو ليعذبك الله

 

مرة كان سيدنا عمر قاعد فى بيته ودخل عليه واحد من الرعية وكان عايز صدقة بس كان عايز يطلبها بطريقة غير مباشرة فيدخل ويقول يا عمر الخير جُزيت الجنة اكسو بنياتى وأمهن ( يعنى اكسو مراتى وبناتى) فعمر يحب ينكش الرجل شوية ويهزر معاه .. فقال عمر: وإن لم أفعل ؟ ( افرض ما سمعتش الكلام ) فقال الرجل : والله لئن لم تفعل  لتُسألن عن حالى يوم أن تكون المساءلات .. ويكون المسؤل بينهن إما نار وإما جنة .. ( يعنى أنت هتتسأل عن حالى يوم الحساب ويكون السؤال يا تدخل بيه النار  أو تدخل بيه الجنة على حسب اللى عملته ) فسيدنا عمر خاف وقال: ويحك انتظر وخلع سيدنا عمر  رداؤه وكسا الراجل وكمان أعطى له فلوس من بيت المال ..

 

هنحكى كمان موقف وهتشوفوا منه قد إيه سيدنا عمر غيور أوي على رعيته .. مرة كان سيدنا عمر ماشى فى الطرقات فلاقى راجل وست واقفين فى الطريق وعمالين يتكلموا مع بعض .. فعمر ماعجبهوش اللى بيحصل ده .. فقام جايب الدرة وقام ضارب الراجل ( على فكرة الدرة دى حاجة مش بتوجع .. يعنى الضربة بيها مابتسبش أثر  .. يعنى حاجة مش جامدة .. هو هدفه بيها التنبيه بس ) فضرب سيدنا عمر الراجل .. فقال الراجل: ويحك يا أمير المؤمنين إنها امرأتى .. دى زوجتى .. ووالله وصلنا الآن إلى المدينة .. فعمر قال له هذه امرأتك! فقام سيدنا عمر أعطى للراجل الدرة وقال : أخفقنى كما خَفقتك ( أضربنى زى ما ضربتك ) .. فيرفض الراجل .. فيصمم عمر ويقول له أخفقنى .. ويرفض الراجل ويقول له : سامحتك يا أمير المؤمنين .. وسيدنا عمر قال للراجل كلام حلو أوى قال: لماذا تقفا هكذا فى الطريق وتعرضان المسلمين لغيبتكما ! شايفين تفكيره .. لازم نتقى الشبهات .. رضى الله عن عمر

 

تعرفوا مرة وصل خبر لسيدنا عمر أن فى عبيد سرقوا ناقة بتاعت راجل وكان مش من المدينه يعنى كمان غريب عن البلد وأكيد دى الركوبة الوحيدة له .. فعمر استدعى العبيد وسألهم بتشتغلوا عند مين .. فقالوا: عند حاطب بن أبي بلتعه .. فطبعا يا جماعة المفروض دى سرقة .. يعنى يقام عليهم حد السرقة ، عارفين سيدنا عمر عمل إيه ؟ عمل حاجة عجيبة هتبين فقه سيدنا عمر بأن عنده فقه الواقع اللى تلات اربع الناس النهارده مفتقدينه .. يعنى عارف إيه الحكم اللى ينفع يطبقه النهاردة وايه الحكم اللى ما ينفعش يطبقه .. فسيدنا عمر استدعى حاطب بن أبي بلتعه .. وسأل الأعرابى : بكم ناقتك ؟  فقال له: ب٤٠٠ دينار فقال لحاطب أعطى له ٨٠٠ دينار .. فحاطب مستغرب .. أصل هو  ماسرقش دول العبيد بتوعه هم اللى سرقوا .. يعنى يدفع هو فلوس ليه ؟ وكمان يدفع الضعف؟!

 

فسيدنا عمر قال: والله يا حاطب لو أن عبيدك سرقوا مرة ثانية .. لأقطع يدك أنت .. ويوضح سيدنا عمر لحاطب السبب اللى خلاه يحكم بكده بإنه يقول: يا حاطب أتُشغلونهم ولا تُطعمونهم !! .. يعنى عبيدك لو شبعانين ماكانوش هيسرقوا فلازم تدفع الفلوس لأن ده خطأك أنت ..

 

شايفين سيدنا عمر عمل إيه .. هم سرقوا عشان جعانين فيطبق الحكم على سيدهم مش عليهم هم .. رضى الله عن عمر

بداية الصفحة