منوعات

لماذا يجلبون لنا الكراهية؟

كتب في : السبت 13 مارس 2021 - 12:15 مساءً بقلم : عبدالنبى ابوهيف

الثورات العربية أنتجت ظاهرة الكراهية، قد يبدو الأمر غريباً أو صادماً لدى البعض، ولكنه هذاهو الواقع الذي نعايشه، فقد وجد فرصة للتعبير عن نفسه، سواء بالتحريض على العنف والقتل، أو على التكفير، أو بالغاء الآخر، إذا كانت الكراهية متأصلة في الثقافة العربية، فإنها زادت وانتعشت أخيراً مقابل تراجع قيم التسامح والتعايش والمواطنة، ماذا حدث بعد الثورات؟ أنعشت أسواق التقسيم المذهبي والطائفي والحض على كراهية الآخر المختلف معه، أحياناً في الدين أو في الحدود الجغرافية، كما يحصل في ليبيا أو اليمن، على سبيل المثال، بعيداً عن التنظير، فمشهد الكراهية يلاحقنا كل يوم، ولا يحتاج إلى كاشف للأضواء، خطابات التخوين للآخر، خطاب الإلغاء للآخر، خطابات التحريض الطائفية، خطابات التكفير والاستعداء لمن ينتسب إلى دين آخر أو مذهب آخر.الكراهية صارت عابرة للقارات، والكلمة تختصر، أحياناً، الاشتباك الحاصل في العلاقات بين الدول والمجتمعات، وأكثرها شهرة عبارة «لماذا يكرهوننا؟» التي التصقت بالرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011، الكراهية امتدت إلى الشعوب ومعظم الأنظمة العربية، وربما كانت العلاقات العربية ـــ الإيرانية أبرز تجلياتها، فهي دخلت في الرياضة وفي السياسة وفي الثقافة، بل أضيفت إلى كونها مصطلحاً سياسياً ارتبط بالعلاقة الملتبسة بين العرب والغرب، والذي بدوره أجاد استخدام الكلمة لإشاعتها في مجتمعاته وخلق حالة الفوبيا من الإسلام. أما الجريمة الإرهابية التي وقعت في باريس والدول الاخري، فليست سوى إحدى تلك الإطلالات، حيث انتعشت حالة الكراهية، ورفعت منسوبها بفضل من ضخَّ فيها دماء جديدة، وللأسف باسم الإسلام والدين الإسلامي هو يسير وليس عسير وجاء محمدبن عبدالله وقال انما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق.

بداية الصفحة