تقارير
حكايات برائحة الورد.. الأزهار تسر العين وتبهج القلب في معرض زهور الربيع

تتفتح الزهور مع نسمات الربيع لتحكي حكاياتها الخاصة، فلكل وردة قصة، ولكل لون معنى، ولكل زهرة سحر يميزها عن الأخرى تختلف في خصائصها وطرق العناية بها، ولا يعرف أسرارها إلا من أحبها وعشق جمالها، لتسر العين وتبهج القلب.. ومع انطلاق النسخة الـ92 من معرض زهور الربيع، تجولت عدسة «آخر ساعة» بين ألوان الزهور وأصنافها، لتستكشف مشاهد من الجمال الطبيعي المبهج.
◄ «الفيرجاتا والسلومي» إنتاج مصري لأول مرة
شهد سوق نباتات الزينة في مصر في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا، خاصة مع الاتجاه إلى «تمصير» العديد من النباتات التى كانت تُستورد من الخارج بأسعار مرتفعة، ولم يقتصر الأمر على تقليل التكلفة فقط، بل فتح المجال أمام خبرات محلية لتقديم بدائل بجودة عالية تلائم ذوق المصريين وتتحمل طبيعة البيئة المحلية.
ويتحدث عبد العزيز رضا، أحد العاملين فى مجال نباتات الزينة، عن تجربة مسئولى المشتل عن إنتاج نباتات لأول مرة فى مصر والتى كانت فى السابق تُستورد بأسعار باهظة.
■ الفيرجاتا.. يزين منزلك من الداخل
يقول عبد العزيز، إن الـ«فيرجاتا»، من نباتات الظل المميزة التى كانت تُستورد فقط من الخارج، لكنها اليوم تُنتج محليًا لأول مرة، وتباع بسعر 1500 جنيه، ويتميز هذا النبات بأوراقه اللافتة التى تشبه نبات البوتس، لكنها تكبر لتصبح أوراقًا عريضة وجذابة تبث طاقة إيجابية وتخطف الأنظار دائمًا.
كما أشار إلى نبات آخر يعد من النجاحات المحلية التى تم النجاح فى إنتاجها لأول مرة فى مصر، وهو «السلومى»، الذى يستخدم كنبات داخلى وأصبح عليه إقبال كبير خاصة من قبل أصحاب المشاتل وملاك الفيلل والحدائق ويباع بسعر 4000 جنيه للأصيص الواحد.. وكل من النوعين يحتاج إلى عناية خاصة، تتمثل فى الرى كل 3 إلى 4 أيام، مع استخدام سماد NPK كل 10 أيام، بالإضافة إلى رش أوراقه ببخاخ ماء للحفاظ على رونقها.
◄ صبار الأناناس والأبصال.. تجذب الأنظار
تبرز بعض الأنواع التى يزداد الإقبال عليها فى فصل الربيع، والتى تجمع بين الشكل الفريد والقدرة العالية على التكيف مع تغيرات الطقس، مما يجعلها اختيارا مثاليا للحدائق المفتوحة والمداخل.
تقول المهندسة هاجر رياض، المتخصصة فى نظم ومعلومات زراعية، إن صبار الأناناس، أحد أنواع نباتات الزينة التى تنتمى لفصيلة العصاريات، والتى تشتهر بتحملها الشديد للجفاف وقدرتها على التعايش فى البيئات الحارة، وأُطلق عليه هذا الاسم نظرًا لتشابه شكله الخارجى مع ثمرة الأناناس، الذى يجذب الأنظار.
وتوضح هاجر أن صبار الأناناس يحتاج إلى شمس قوية وماء قليل، لذا يفضل وضعه فى مداخل الفيلل أو على الأسوار الخارجية، حيث يتحمل الظروف القاسية مثل العطش الشديد وارتفاع درجات الحرارة، وتضيف أن سعر النبات يتراوح من 75 إلى 300 جنيه، حسب حجم النبتة، وهو من أكثر الأنواع التى شهدت إقبالًا هذا العام تحديدًا، بسبب موجات الحرارة العالية التى تجعل نباتات الظل أقل ملاءمة فى بعض الأماكن.
كما أشارت إلى نوع آخر من النباتات ينتمى لفصيلة الأبصال، وسُمي هذا النبات بذلك نظرًا لتشابه الجزء المدفون فى التربة مع شكل البصلة، ويُعرف بقوته وتحمله لمختلف الظروف الجوية.
◄ الجاردينيا.. «حساسة وبتحب الدلع»
تتنوع نباتات الزينة التى تزدهر كل عام مع قدوم الربيع، لكن تظل بعض الأنواع تحتفظ بمكانة خاصة فى قلوب محبي النباتات، لما تحمله من رائحة ساحرة ومظهر أنيق.. ومن بين هذه النباتات، تبرز «الجاردينيا» كواحدة من أجمل نباتات الظل وأكثرها حساسية، وتحتاج إلى عناية دقيقة لتزدهر وتمنح المكان طابعًا خاصًا.
تحدث عيد إبراهيم، مسئول بأحد مشاتل نباتات الزينة، عن هذا النبات قائلاً: «الجاردينيا من نباتات الظل الحساسة جدًا، وتحب الاهتمام برفق»، ويضيف أن الجاردينيا من النباتات الدائمة، حيث تنتج أوراقًا خضراء طوال العام، بينما تتفتح أزهارها البيضاء فى فصل الربيع، برائحة تشبه الفل والياسمين ولكنها أقوى.
ويوضح أن الجاردينيا تحتاج إلى عناية خاصة فى التسميد، فهى تحب فيتامين الحديد ويُفضل تزويدها به مرة واحدة شهريًا على الأقل، كما تتطلب تربة خفيفة من نوع «البيتومس»، وتُروى يومًا بعد يوم فى فصل الصيف، ومرة واحدة أسبوعيًا خلال الشتاء، والحفاظ أما أسعار الجاردينيا فتتفاوت حسب حجم النبات، وتتراوح بين 100 إلى 300 جنيه.
◄ «الأشجار المقزمة» تحف فنية بآلالاف الجنيهات
تحتل الأشجار المقزمة أو «البونساى» مكانة خاصة لما تحمله من فن، وصبر، ورسالة جمالية فريدة، فهى ليست مجرد نباتات، بل أشبه بتحف فنية ربانية تنبض بالحياة.
يؤكد المهندس أحمد مصطفى، الرئيس التنفيذى لإحدى شركات نباتات الزينة، أن شجرة البونساى تُعد من أغلى أنواع النباتات سعرًا وأطولها عمرًا، حيث قد تعيش من 100 إلى 200 عام.
■ الأشجار المقزمة بأشكال ربانية
وتتراوح أطوال البونساى من 20 إلى 40 سم، ويطلق على هذا الحجم اسم «ميني بونساي»، بينما تختلف الأشجار الأكبر حجمًا فى تكوينها، ويأخذ كل منها شكلاً ربانيًا مميزًا ينعكس في اسمها، فهناك «بونساى أنيميل» لتشابه شكلها مع الحيوانات، وأخرى تُعرف باسم «بونساي مشبك» لتداخل فروعها بطريقة فنية تشبه الشبكة، إضافة إلى الأنواع العشوائية التى لا تتشابه مع غيرها.
◄ «الجهنمية» لشرفات مزهرة طوال العام
الجُهنمية واحدة من أجمل وأشهر نباتات الزينة المتسلقة التى تُضفى على المكان لمسة بهجة لا تُضاهى، ويصفها المهندس محمود عويس، صاحب أحد مشاتل نباتات الزينة، بأنها «زرع مميز دائم التزهير»، بأحجام وألوان مختلفة، ما يجعلها من الخيارات المحببة لعشاق الحدائق والشرفات المزهرة.
■ الجهنمية بألوان الربيع الزاهية
ويشير عويس إلى أن الجهنمية فى الأصل شجرة متسلقة، لكنها يمكن تقزيمها من خلال التحكم فى القمة النامية لها، لتبقى بحجم مناسب يناسب أصص الزينة وتنتج أزهارًا ملونة بشكل متواصل، خاصة فى الأجواء المشمسة.
وتُعرف الجهنمية بغزارة تزهيرها، إذ تنتج زهورًا ورقية ذات ألوان متعددة مثل الوردى، البنفسجى، الأبيض، البرتقالى، وأحيانًا تُطعم لإنتاج لونين مختلفين فى نبات واحد.
أما عن سعرها، فيتراوح ما بين 700 جنيه إلى 40 ألف جنيه، بحسب عمر النبتة وشكلها، حيث قد يصل عمر الجهنمية إلى 50 عامًا.