كتاب وآراء

زيارة الرئيس الامركي للمنطقة العربية والشرق الاوسط .

كتب في : الخميس 08 مايو 2025 - 11:21 صباحاً بقلم : حسين عطايا

 

لا شك في ان زيارة الرئيس الاميركي "دونالد ترامب " للمنطقة العربية وتحديدا للمملكة العربية السعودية في هذا التوقيت بالذات وهي الزيارة الاولى خارج الولايات المتحدة ، تكتسب اهمية قصوى ، من خلال التوقيت وما يدور في المنطقة من احداث ورسم خرائط جديدة لدول الشرق الاوسط . هذه الزيارة والتي تُعتبر الاولى الرئس الامركي خارج الولايات المتحدة وقد اختار المملكة العربية السعودية لتكون وجهته الاولى والابرز في زيارته والتي ستشمل دولة الامارات العربية المتحدة وقطر ، ولكن ستستثني زيارة الكيان الصهيوني ، وفي ذلك دلالات تُبعد بنيامين نتنياهو عن هذا المشهد ومن اليوم حتى الثالث عشر من الشهر الجاري ستحدث متغيرات قد تكون مُفاجئة ومغايرة لما عهدناه سابقاً خصوصاً مع الموقف الثابت للمملكة العربية السعودية من حل للصراع العربي الاسرائيلي والذي يبدأ من حل الدولتين اي ان يكون للشعب الفلسطيني دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس ، هذا الامر بالغ الاهمية ويؤسس لمرحلة جديدة في مسار سياسي ودبلوماسي قد يتغلب على كل ما كانت الممانعة تخطط وتسوق له على مدار سنوات وعقود ، من الزمن ، وقد دفعت بعض شعوب المنطقة ودولها من العراق وسوريا ولبنان واليمن وبالطبع فلسطين اثمان باهظة وكانت الحرب الاخيرة عقب عملية طوفان الاقصى هي الاغلى ثمن على لبنان وفلسطين من حيث الخسائر في الارواح وما نتج عنها من دمار وخراب يحتاج لسنوات وسنوات لإعادة الاعمار وكلفتها الباهظة والتي لن تعود الى سابق عهدها إلا بمساعدة الاشقاء العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية . هذه الزيارة بالطبع سيترتب عليها نتائج كبيرة قد تحمل في طياتها الخير والسلام لبعض دول المنطقة ، وفي المعلومات التي تتحدث عن نية ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وفي إصراره على وجوب حل الدولتين قبل اي حديث في سلام او تطبيع مع الكيان الصهيوني سيكون بداية الطريق للبدء بتغيير الرئيس الامركي افكاره وبرامجه التي تقع تحت بند " الاتفاقات الابراهيمية " وتعديلها لتتلائم مع الاتجاه العربي التي تقوده السعودية ومصر ، وفي ذلك تحقيق لحلم الشعب الفلسطيني في قيام دولته على جزء من تراب فلسطين التاريخية . وفي موازاة ذلك يسعى ولي العهد السعودي لعقد مؤتمر قمة رباعي مع ترامب بالشراكة مع حلفاء السعودية مصر والاردن وقد يكون الرئيس اللبناني ضيف الشرف في هذه القمة . وهنا تختلف النظرة الامريكية عن النظرة السعودية لهذه الزيارة ، فالرئيس ترامب يهدف الى الحصول على مليارات الدولارات للاستثمار في بلاده والنقاش في الكثير من المواضيع التجارية والاقتصادية وما يررق تفكيره حربه التجارية والاقتصادية مع الصين والتي تشكل العلاقة الاستراتيجية بين السعودية والصين حجر الرحى في اهمية الزيارة وما تشكله السعودية من دور إقليمي ودولي هام جداً في هذه المرحلة . لذا وانطلاقاً من الدور المحوري للموقف العربي المستجد وعلى رأسه الدور السعودية المصري والذي بدا انه للمرة الاولى في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي اصبح للعرب موقفاً ثابتاً وراسخاً له اهميته ويفرض إحترامه على بقية دول العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الحليف الرئيسي والاستراتيجي لاسرائيل مع ما تشهده ايران من تراجع في دورها الاقليمي وما حملته الاشهر الاخيرة من احداث على ساحة الشرق الاوسط . هذا من جهة ومن جهة أخرى ما تشهده الساحة العربية الشرق اوسطية من متغيرات اثبتت الدور ابهام السعودي في حلحلة بعض المشاكل المزمنة والتي كان لايران دور محوري في تأجيجها على مر عقود ، وهذا ما حدث ويحدث في لبنان مع نشوء نظام سياسي جديد يُعيد لبنان لمحيطه العربي ، كما في سوريا وما حدث من تغيير بعد سقوط نظام الاسد وخروج إيران منها واليوم يجري البحث في عقد صفقة بين حماس واسرائيل قد تكون خاتمة الاحزان للاشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة سيُشكل وقفاً للمذبحة التي يعيشها اهلنا في قطاع غزة وقد ينعكس على ما يجري في الضفة الغربية . اما عن استثناء الرئيس الامريكي زيارته لاسرائيل سيُشكل صدمة لرئيس حكومتها بنيامين نتنياهو وتحالفه اليميني المتطرف وهذا كا قد بدأ من يوم امس لحظة إعلان الرئيس الامريكي وقفاً لاطلاق النار مابين الحوثيين والقوات الامريكية وقد كان مفاجئاً لاسرائيل وقيادتها لانه حصل من دون تنسيق معها ومع رئيس حكومتها الذي كان يُمني النفس بزيارة ترامب له مما سيشكل دفعة قوية له ولحكومته المتطرفة حتماً ستكون منطقة الشرق الاوسط ما بعد الزيارة مختلفة بالمضمون والشكل عما سبقها وستكون بداية لمرحلة جديدة قد تساعد شعوب المنطقة للعيش بهدوء بعيدا عن سردية محور الممانعة والتي عانت منها المنطقة لعقود نتيجة تدخل ايران في شؤن المنطقة ودولها .

بداية الصفحة