يعتقد بعض المتعالمون بأن صفات كالأمية والجهل لا توجدان ألا عند أمم معينة كبعض الدول العربية والأفريقية الآسيوية -  كما يوحى بذلك الغربيون والأعداء - وهم يتناسون أن الأمية والجهل وجدتا منذ بدء الخليقة وفى كافة أرجاء المعمورة ,  وبدأت الشعوب تتفهم أمور الحياة وتناضل حسب امكانياتها وظروفها لتتقدم وترقى بين سكان الكرة الأرضية ----- والجاهلية مرتبطة دائما بالسلوك لا بالعقل أو العلم , بينما الأمية تعنى عدم معرفة الشيء أو العلم به   ...  والمتتبع لتاريخنا العربى الملىء بالمآسى والخدع منذ عقود طويلة ليجد أننا وصلنا الآن كنتيجة طبيعية للكبت والقهرالذى عايشته شعوبنا  ولأغفال التخطيط السليم لكل أمورنا الأجتماعية والأقتصادية والسياسية ومنها طبعا التعليم ومكافحة الأمية والزامية الحاق الأبناء بالمدارس .... الخ  -- فقد أصبح عدد الأميين فى العالم العربى  يزيد عن 70 مليون ثلثيهم  تقريبا من الأناث  --  بلغ عدد الأميين فى العالم حوالى 17% موزعين فى كل الدول  :  مثلا فى أمريكا يوجد من 15 الى 40 مليون من الشباب لا يعرفون حتى تعبئة طلبات التحاق بالعمل --- وفى فرنسا حوالى 3 مليون أمى   -  وفى بريطانيا حسب بعض الأحصائيات 15% من الشباب بينما فى المانيا 4 مليون وفى الصين 230 مليون ----أما اليابان فلا يوجد بها أمى واحد !!
    لقد أزدادت فى الآونة الأخيرة أيضا كارثة أمية المتعلمين فى كل الدول – ويحضرنى كمثال على ذلك ما قابلته فى أحدى أكبر دول العالم عندما كنت طالبا  فى الجامعة بها وسألت أحد طلبتها الحاصل على الماجستير هل يعرف أشهر دولة منتجة للنفط فى الشرق الأوسط وذكرت له أسمها ففوجئت به يقول بتعجب أنه لم يسمع عنها مطلقا – وعند مناقشته كان رده الغريب  :  أن هذا ياسيدى وظيفة وزارة الخارجية فى بلدنا  وليست وظيفتى كمواطن ....!
     وفى بلادنا العربية الكثير من مثل هذه الأمور الناتجة عن البعد عن القراءة وعدم الأهتمام بالثقافة فى الماضى لعقود وسنين طويلة....  والآن  أقول بكل تفاؤل  --- بدأت  مرحلة ما بعدا ثورتنا  المجيدة  تؤتى بعض ثمارها بظهور فئات من الشباب الواعى المنتبه لأهمية الثقافة والبحث العلمى والقراءة  والرافض للعنف والشائعات والمحسوبيات والفساد بكل أنواعه والمساند للعدالة  -  من أجل مستقبل مشرق تتعاون فيه كل دول العالم العربى رائدة الحضارة الأنسانية ومصدرتها الى كافة بقاع العالم                                           
                                                   والله الموفق والمستعان
نبيل شبكة
مستشار ثقافى سابق – المنصورة