أخبار عاجلة

أحمد بن حلي.. رحيل رجل الظل في الجامعة العربية

كتب في : الاثنين 10 يوليو 2017 - 12:11 صباحاً بقلم : أمنية أيمن مطر

أعلن السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، امس، وفاة السفير أحمد بن حلي نائب أمين عام الجامعة العربية في كندا.
 
وكتب زكي، على صفحته بـ "فيس بوك": "بمزيد من الحزن ننعى إلى كل أصدقائه وأحبائه الأخ السفير أحمد بن حلي نائب أمين عام الجامعة العربية بعد أن وافته المنية في كندا حيث كان يتلقى العلاج من مرض عضال".
 
وتابع: "عرفناه رجلا محترما ودبلوماسيا قديرا وغيورا على الجامعة وعلى المصالح العربية.. ندعو له بالرحمة والمغفرة ولأسرته بالصبر والسلوان".

 

كفاءة لا تضاهى
 
أحمد بن حلي هو دبلوماسي جزائري سابق يشغل حاليا نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس القطاع السياسي في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ورئيس إدارة مجلس الجامعة. إضافة إلى ذلك، يشرف على الأمانة الفنية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
 
الجزائري ابن حلي هو ثاني شخصية تتولى هذا المنصب بعد التونسي نور الدين حشاد، وهو النائب الوحيد الذي تم التجديد له نظرًا لكفاءته وخبرته الطويلة في منظومة العمل العربي المشترك.
 
وتدرج بن حلي في عمله كمستشار للأمين العام للجامعة العربية، ثم كأمين عام مساعد أثناء فترة تولي عصمت عبد المجيد، ثم كنائب للأمين العام منذ عهد عمرو موسى، كما عمل قبل ذلك سفيرًا لبلاده في السودان.

 

ميلاده
 
ولد "بن حلي" في بلدية الخميس في ولاية تلمسان في 26 أغسطس 1940، وتابع دراسته الابتدائية في مدرسة القرية وفي الكتاب، ودراسته الإعدادية وجزءًا من التعليم الثانوي في مدينة وجدة بالمملكة المغربية بالمدرسة الحرة زيري بن عطية ومدرسة القرآن الكريم وثانوية الوحدة.

 

حرب العصابات
 
التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1960 حيث تدرب على فنون حرب العصابات وإزالة الألغام بمركز التدريب العسكري بمدينة كبدانة بالمغرب ثم انتقل إلى عمليات الحدود المغربية الجزائرية بالفيلق الرابع التابع لجيش التحرير الوطني الجزائري في أحفير ثم في سبدو بجبل عصفور، وترقى لدرجة مساعد أول. وقبيل الاستقلال استدعي إلى مقر القيادة العليا لجيش التحرير بوجدة حيث عمل سكرتير في المكتب المركزي للعد BCE مع فريق من المسئولين البارزين من بينهم الرائد عبد القادر عبد العزيز بوتفليقة، والنقيب سي جمال شريف بلقاسم والملازم أول سي سليمان (التواتي).
 
وبعد إعلان وقف إطلاق النار بين الجزائر وفرنسا دخل إلى الجزائر مع ما سمي بمجموعة وجدة عبر تلمسان واستقر في وهران.
يحمل وسام جيش التحرير الوطني الجزائري والعديد من الدروع والأوسمة تقديرًا لنشاطه في مجال العمل العربي ومن ضمنها درع الدبلوماسي المثالي من منظمة الأفرو آسيوي.

 

حياته بالقاهرة
 
التحق في سنة 1964 بالقاهرة حيث استكمل دراسته الثانوية والجامعية وتخرج سنة 1970 من جامعة القاهرة قسم الصحافة والإعلام.
شارك سنة 1971 في مسابقة لوزارة الخارجية للتعيين في السلك الدبلوماسي وكان ترتيبه الأول وتدرج في السلك الدبلوماسي إلى أن حصل على درجة سفير وعين في سنة 1992 سفيرًا للجزائر في السودان حيث لعب دورًا هامًا في تنقية أجواء العلاقات الجزائرية السودانية التي كان يشوبها التوتر.
 
وفي سنة 1994 عين في جامعة الدول العربية بدرجة مستشار للأمين العام للجامعة حيث عمل مع الدكتور أحمد عصمت عبد المجيد وفي سنة 1997 ترقى إلى منصب أمين عام مساعد. السفير بن حلي مع الدكتور عصمت عبد المجيد والسفير أحمد عادل.
ثم عين في سنة 2009 نائبًا لعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في ذلك الوقت.
 
وعندما تولى الدكتور نبيل العربي منصب أمين عام للجامعة في سنة 2011 جدد تعينه كنائب للأمين العام. ويحتل السفير بن حلي موقع الرجل الثاني في جامعة الدول العربية، وهو يتابع الملفات السياسية والقضايا الساخنة التي تتعامل معها الجامعة.

 

مصالحة العراقيين
 
وكان الأمين العام السابق السيد عمرو موسى قد كلفه بتنظيم مؤتمر المصالحة للعراقيين بمقر الجامعة في نوفمبر 2005 والذي جمع مختلف التيارات العراقية بما فيها ممثلو المقاومة العراقية كما لعب دورًا هامًا مع مواطنيه السفير رمضان لعمامرة مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي والسفير سعيد جنيت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لغرب أفريقيا في معالجة الأزمة الموريتانية التي اندلعت في سنة 2008 عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ ويساهم السفير بن حلي في توسيع مجالات التعاون بين الجامعة والعالم الخارجي من خلال إقامة المنتديات مع الصين والهند وروسيا ودول أمريكا الجنوبية وغيرها.
 
ويفضل السفير بن حلي العمل في الظل بعيدًا قدر المستطاع عن الأضواء وإن كان موقعه في الجامعة يحتم عليه التعامل مع وسائل الإعلام وبالتالي دخول عالم الأضواء، كما يتصف بتصريحاته المتفائلة والمتوازنة والملتزمة مع ما هو متفق عليه من قبل دول الجامعة.

 

مقال أسبوعي
 
نشر عدة مقالات في الجرائد الجزائرية وكان معروفًا بعموده الأسبوعي في جريدة الشعب الجزائرية تحت عنوان لكل مقام مقال، وهمسة من الأعماق، ألقى العديد من المحاضرات والندوات عن العمل العربي المشترك في أبعاده السياسية والأمنية والدولية.

 

بداية الصفحة