منوعات

باحث أثري'أحمد عامر': 'الفراعنه' أول من كرموا الأمهات

كتب في : الاثنين 21 مارس 2016 بقلم : نادر مجاهد

الفراعنه دائمًا لهم السبق عن غيرهم من الحضارات والشعوب التي عاصرت وجودهم وتعاليمهم، ونصائحهم مازالت ذات أهمية كبيرة يُحتذي بها حتي الآن، فقد تفوقوا في الطب والعمارة والفلك والدين وآمنوا الثواب والعقاب والحياة والموت والبعث بعد الموت للحساب.

ولعبت المرأة دورًا هامًا على مدار التاريخ منها كأم ومنها كزوجه ومنها كحاكمة للبلاد .

ويقول الباحث الأثري أحمد عامر، إنه في بداية عهد الفراعنه كانت الأم تشارك زوجها في تربية أولادها خلال مراحل طفولتهم النامية على أن تسلم له زمام أمرهم وأمرها في مراحل صباهم وفتوتهم ونضجهم، فنجد أنها كانت تحمل إلى ولدها طعامه وشرابه في مدرسته كل يوم وقد دأبت زوجة «آني» حكيم القرن السادس عشر على ذلك فترة طويلة فظل زوجها يحمد لها صنعيها بأكثر مما كان يزكي صنعيه.

وأوصي «عنخ شا شنقي» بالحفاظ على كرامة الزوجه الأم في حضرة أبنائها بمثل قوله «لاتضحك ولدك وتبكيه على أمه، تريد أن يعرف قيمة أبيه فما ولد فحل من فحل من غير أم»، وقد جسد الأدب الديني فضل الأم الأرمل في حمل عمل عبء تربية ولدها في شخص الربه «إيسه» التي كانت قد احتنضت وليدها «حور» إثر مقتل أبيه وتوارت به في أحراج الدلتا عدة سنين أهلته فيها حفيةً لإسترجاع مُلك أبيه، كما نسبت إليها أسطورة متأخرة أنها قد ألحقت ولدها بمدرسة أتقن فيها أساليب الكتابة ومارس فيها فنون الرياضة والنزال أي حظي فيها بمقومات التربية والتعليم كاملة.

وتابع عامر أنه مع هذا الدور المشرف لبعض الأمهات فنجد أن تخوفت قيم المجتمع عواقب لين الأم مع أبنائها ونتائج تدليلها لهم في مراحل صباهم وأصرت أن يتولي أبوهم أمرهم في هذه المراحل دونها أو على الأقل يشرف عليها وعليهم فيها.

وهكذا نبه حكيم مصري قديم إلى مغبة اللين بين ولده وأمه حين قال له «طوبي لمن كان جادًا حتي إزاء أمه، فهو جدير بأن يتبعه الناس كافه» وقد عني بذلك أن من يعتاد الجدية في بيته يسهل عليه أن يمارس السياده خارجه، وأن حياة اللين والتدليل في البيت قد تفسد الشاب على شخصيته، ونجد أن الحكيم «آني» عندما نضج ولده وصاه على أمه حيث قال له «ضاعف الطعام الذي تخصصه لأمك، وتحملها كما تحملتك، فطالما حملت عبئك ولم تلقه عليّ، وإذا ولدت بعد أشهرك ظلت لصيقة بك وأسلمت لك ثديها طيلة ثلاث أعوام، وتحملت أذي قاذوراتك دون أنفة نفس قائلة ما هذا الذي أفعله» إلى أن قال «وعندما التحقت بالمدرسة لتتعلم الكتابة فيها، واظبت دوني على الذهاب إليك يوميًا بالطعام والشراب من دارها، فإذا شبت وتزوجت وإستقررت في دارك،ضع نصُب عينيك كيف ولدتك أمك وكيف عملت أن تربيك بكافة السُبل ولا تدعها تلومك وترفع كفيها ضارعه إلى الإله فيستجيب لدعاواها»، وأخيرًا نجد أن المرأة في مصر القديمة كُرمت وأخذت حقها ومع ظهور الأديان السماوية فيما بعد أكدت على ذلك الأمر.

بداية الصفحة