منوعات
خالد العدل يكتب : الملكوت الخفى .
ما أن يقرر الإنسان أن يكرس نفسه لغاية أو لهف ، حتى يبدأ الفيض الإلهى يساعده ، وتخلق له الظروف والظواهر ، وتنبثق له فرص لا تخطر على بال بشر ، وكلها تصرخ .. أنا موجوده لك ،، أنا مُعدة لك لأساعدك على بلوغ ما تريد " كُلًّا نُمِدُّ هـؤُلاءِ وَهـؤُلاءِ مِن عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحظورًا " صدق الله العظيم .
آيات كثيرة تدل على أن من يريد حرث الدنيا سيوُتى من حرث الدنيا ، وسيذداد له فى حرثه ، لكن ليس له فى الآخرة من نصيب إذا لم يفكر فى الآخرة ، ومن يريد حرث الآخرة سيُعطى حرث الآخرة .
من يريد المعرفة والإقتراب الى الله ، من يريد فهماً أعمق ، وأكثر حياةً ، وأكثر حيوية ، وأكثر جمال ، وأكثر إحساس ، وأكثر حقيقية لله ، سيُعطى .
وستتفتح أمامه آلاف الأبواب وآلاف السبل ، وسيكون فريداً ، وسيتحدث عن تجربة لم يمر بها إلا العارفون الكبار ، وهذا من فيض الكرم الإلهى .
وحسرت الحسرات أن الفرص موجودة ، ومتاحة للجميع ولكننا لا نفعل .
بل إعتاد الناس أن يسافروا بعيداً بعيداً ، لكى يتمتعوا بشاهق الجبال ، وأن يسافروا قصياً ، لكى ينعموا بمنظر الأمواج العالية فى المحيطات والبحار الصاخبة ، وأن يتأملوا طويلاً فى الحركة الدوارة للنجوم ، ولكنهم ينسون أبداً ودائماً أن يتفكروا فى أنفسهم . " وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ " .
وأقصر طريق إلى الله ، هو طريق معرفة النفس ، وستجد الله أقرب ما يكون فى نفسك ، ومن نفسك ، " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ " صدق الله العظيم .
ويقول الله تعالى فى الحديث القدسى " ما وسعني لا سمائي ولا أرضي ، ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن "
فلو قُدر للإنسان أن يغوص داخل نفسه ، سيرى العجب ، سيرى الملكوت ، سيرى السماوات الداخلية ، سيرى أنوار الروح ، وشمس البصيرة ، ومصنع الخواطر ، ومسرح الهواجس ، وكهف النيات الخفى ، وقد يرى مسوخ الحسد ، وغيلان الحقد ، وشياطين الانتقام ، ووحوش الرغبة .
النفس التى إتسعت للرحمة المحمدية لابد أنها ملكوت مذهل