كتاب وآراء

'يوم العيد يوم التغيير والتجديد '

كتب في : الثلاثاء 21 يوليو 2020 - 10:27 مساءً بقلم : الشيخ / العمامرى عبدالقادر

إن الفطره السليمه فى الحيوان وباقى المخلوقات من ارض وسماء وشمس وهواء  أفضل من العقل المريض فى الإنسان فعقله المريض بالشهوات والرغبات وحب الذات قد يجعله  أصم وأبكم وأعمى عن كل حق منجذبا ومنجرفا بشده نحو كل باطل وضلال ولنا فى كتاب الله خير دليل على ذلك حيث"قال تعالى"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " والأمانة هى الفرائض وذلك مثل(الصلوات ، وإيتاء الزكاة ،وصوم رمضان وحج البيت ،وصدق الحديث وقضاء الدين والعدل فى المكيال والميزان وأشد من هذا كله الودائع) وهذه الفرائض هى التى فرضها الله على عباده فعرضها عز وجل على السموات والأرض والجبال على أنهم إن أدوها أثابهم وإن  ضيعوها عذبهم  فقال الله لهن أتحملن هذه الأمانة بما فيها؟ قلن وما فيها؟ قال عز وجل ان أحسنتن جوزيتن وإن عصيتن عقوبتن فقلن لاياربنا نحن مسخرات لأمرك لانريد ثوابا ولاعقابا وكان العرض عليهن تخييرا لا إلزاما ولو ألزمهن لم يمتنعن من حملهاوقيل ان الله عز وجل ركب فيهن العقل وافهمهن حين عرض الأمانة عليهن حتى عقلن الخطاب وأجبن بما أجبن فأبين أن
  يحملنهاوأشفقن منها أى خفن من الأمانة أن لايؤدينها فيلحقهن العقاب وحملها الإنسان يعنى آدم عليه السلام فقال الله لآدم إنى عرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال فلم تطقها فهل أنت آخذها بما فيها؟ قال يا رب وما فيها؟ قال إن أحسنت جوزيت وإن أسأت عوقبت فتحملها آدم وقال بين أذنى وعاتقى فتجد سيدنا نوح قضى ٩٥٠سنه ينادى البشر فاختاروا الغرق ورفضوا أن يركبوا معه سفينته ولكنه نادى الحيوانات مره واحده فإختارو النجاه والركوب معه فى السفينه وقرر ابن سيدنا نوح عليه السلام ألا يتغير رغم أنه كان في بيت النبوه وهو اكبر الدعاه فهو رسول الله ونبيه وعلى النقيض تجد إمرأة فرعون  تقرر التغير رغم أنها فى بيت اكبر طاغيه مدعيا أنه الإله المعبود حيث قال الله تعالى "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى فَأَرَاهُ الآية الْكُبْرَى فَكَذَّبَ وَعَصَى ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى فَحَشَرَ فَنَادَى فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الاَْعْلَى فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخرةِ وَالأوْلَى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى} صدق الله العظيم وتجد فى تفسيرقوله تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ "أى أن الله تعالى جل وعلا أمره نافذ  لكنه جل وعلا يغير ما بالناس إذا غيروا، فإذا كانوا على طاعة واستقامة ثم غيروا إلى المعاصي، غيرَّ الله حالهم من الطمأنينة والسعادة واليسر والرخاء إلى غير ذلك وقديملي لهم سبحانه ويتركهم على حالهم استدراجًا ثم يأخذهم على غرة كما قال تعالى" وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ " صدق الله العظيم وختاما انصحكم  نصح المحب لحبيه والخليل لخليله  والأب لإبنه  والجد لحفيده فلعلى لا أراكم بعد عامى هذا ألا تركنوا و تعتذروابالظروف فأنتم من تختارون طريقكم وليكن عيدكم يوم تغييركم فعيد سعيد مبارك لكم ولذويكم وللأمة الإسلامية جمعاء

بداية الصفحة