الأدب

خيوط رداءٍ

كتب في : الاثنين 19 ديسمبر 2016 - 6:53 صباحاً بقلم : صفوت ناصف

أسدلَ هذا  الليلُ ستائراً

في غرة شهرٍ عربىّ

تتراكم سحب فوق الضىّ

والرعد يزلزلُ أركان الوجدِ

والغيث يسابق دمع العين

ينفثُ في دمعي شيطان

يتجاسرُ طميُ الأرض عليّ

ويَسِمُ  ردائي بالأحزان

يضيق الثوب

ويطبق صدري

يصّاعَدُ فيّ شهيق رؤاى

تدور السحبُ

وتنسج من تفسير الحلم

رداءً حيًّا

تنتثر بذور خريف العمر

تؤمُّ الطمي

فتنبت ألما

يرويها دمعي

تورق بؤسا

تصطف غيوم الكون على عينيّ

فتُكَبِّلُ نور الفجر

يعتصر نداه

وتصب كئوس الدمع

على أوتار الحزن لديّ

فيتوه من الأحداق ربيعٌ

كان يداعب فى شفتىّ

البسمة

ينطلق أذان الفجر رويدا

ورويداً ينفك القيد على كتفيّ

فيكبر

والصوت يزاحم نبع بريق علوىّ

يحترق الغيم

يتبخر

يصرخ صوت الأنةِ فيّ

أتوضأ من نهر نداه

 يتلاشى ما وسمَ الطَّمْيُ

يجف الثوب

يتطهر من إعياء الغَيّ

وتردد كل خيوط ردائى

لا إله إلا الله

فتطوِّفُ كل شموس الكون

تتكئُ على جنبيّ

صفوت ناصف

بداية الصفحة