"هذا الشعب لم يجد مَنْ يحنو عليه" جملة باتت من أشهر العبارات التي جرى ترديدها على نطاق واسع في يونيو ٢٠١٣ ظهر صوته قويًا واضحًا يركز على كلمات بعينها ليكون معناها والمراد منها لا لبس فيه، ويتأكد دومًا أن يُخْرج كل حرف بشكل سليم وصحيح.

ظلت هوّيته غير معلومة حتى أُعْلن عن تقديم العقيد ياسر وهبة حفل افتتاح مشروع «قناة السويس الجديدة»، ليتضح أنه صاحب هذا الصوت المميز.

"اليوم الجديد" يرصد مشوار صاحب صوت الجيش الحاسم وكيفية وصوله لمنصبه الحالي..

العقيد ياسر وهبة ابن محافظة الغربية دفعة ٨٧ سلاح الإشارة، انضم إلى إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة برتبة نقيب، من خلال مسابقة لشغل وظيفة معلق عسكري، فاز بها لقوة صوته وسلامة نطقه، والأهم نبرته الحاسمة.

عمل العقيد «ياسر وهبة» في سلاح الإشارة دفعة ٨٧، ونظرًا لتميز صوته وقدرته على قراءة اللغة العربية بشكل صحيح نال وظيفته كمعلق عسكري بسهولة.

«بيان للمجلس الأعلى للقوات المسلحة».. بهذه العبارة خطف العقيد ياسر وهبة انتباه الجميع، قبل أن يبدأ بنبرته الحاسمة إلقاء تفاصيل البيان، الذي كان المصريون  في انتظاره بلهفة، لحساسية الظرف التاريخى الذي كانت تمر به البلاد حينها.

«وهبة» هو المعلق العسكري للقوات المسلحة، الذي يلقى بيانات المجلس الأعلى، ويتولى مهمة تقديم الاحتفالات الرسمية والندوات التي تنظمها إدارة الشئون المعنوية، فضلا عن التعليق على احتفالات تخريج الكلية الحربية، والأفلام الوثائقية التي تنتجها الإدارة.

اقرأ أيضا: بالفيديو - العقيد ياسر وهبة يثير ضحك السيسي: «أهلاً بالأزمات إيه يا ياسر»

لعب صوته العديد من الأدوار للتعبير عن رأي القوات المسلحة بالعديد من المواقف وخصوصًا في 30/6/2013 و 3/7/2013 نظرًا لقدرة صوته على الانتقال ببراعة من إحساس الفخر والاعتزاز بالشهداء، إلى حالة التهديد والوعيد لقاتليهم، يصيغ جمله وعباراته بحماس مقاتل، فيلهب مشاعر السامعين وهو يقول: «تلك الأعمال الإرهابية الخسيسة لن تثنينا عن القيام بواجبنا المقدس نحو اقتلاع جذور الإرهاب والقضاء عليه».

بعدها كان وهبة حاضرا بصوته الحازم الواثق في مناسبات مفصلية وحاسمة في عمر الوطن، تدخلت فيها القوات المسلحة لتعلى إرادة الشعب، فألقى بيان الفرصة الأخيرة لمرسي، عقب ثورة ٣٠ يونيو، حيث انطلق صوته وقتها قويًا: «القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب"، وتُمهل الجميــع ٤٨ ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذي يمر به الوطن، الذي لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر في تحمل مسئولياتها».

كما ألقى البيان الذي أعلن فيه المجلس العسكري الموافقة على ترشح الفريق أول وقتها عبد الفتاح السيسى، للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وقال: «استمع المجلس الأعلى إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وقدّر أن ثقة الجماهير فيه نداء يفرض الاستجابة له في إطار الاختيار الحر لجماهير الشعب، وقرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنه للفريق أول عبد الفتاح السيسى، أن يتصرف وفق ضميره الوطنى، ويتحمل مسئولية الواجب الذي نودى إليه».

«كنا نرغب بالاستئثار بك لأنفسنا فقط، وألا يشاركنا فيك أحد ولكن لا نستطيع أن نصم آذاننا عن مطالب الشعب المصرى.. ندعم قائدنا في أي قرار تتخذه وسنساعدك في تحقيقه أيا كان»، بهذه الكلمات وبصوت يملؤه الحماس، خرج العقيد عن سياق الكلمة الرسمية للتفويض، في نهاية يناير ٢٠١٤ بمسرح الجلاء العسكري، ما جعل القاعة تضج بالتصفيق.

كما شارك العقيد وهبة، لقاء الاصطفاف الوطنى الأخير بمسرح الجلاء، الذي اجتمع فيه السيسى مع ممثلين عن طوائف المجتمع المختلفة، وقدم خلاله شيخ الأزهر والبابا تواضروس.

كان آخر ما شارك فيه صوت القوات المسلحة، ياسر وهبة،  امس، تقديمه فعاليات افتتاح محور روض الفرج وعدد من مشروعات الطرق ضمن المشروع القومي للطرق، حيث داعبه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال عندما قال وهبة أثناء تقديمه للافتتاح:"كلما مرت الأمة بشدائد خرج من رحمها رجالًا أكثر جلدًا وشدة فمرحبًا بالشدائد وأهلًا بالأزمات التي تجعل الأمة تصطف صفًا واحدًا كالبنيان الواحد"، الأمر الذي جعل السيسي يضحك بشدة، قائلا: "أهلا إيه بس ولا عاوزين أزمات ولا شدائد، اوعى تزعل أنا بضحك معاك".