أخبار مصر

هنا القاهرة.. شعب كريم وقائد حكيم ومساعدات غزة على مد البصر.. جوتيريش يؤكد مصداقية مصر ويفضح إسرائيل | صور

كتب في : الأحد 24 مارس 2024 - 7:12 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

حملت زيارة سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى مصر، وما انبثق عنها من تصريحات على مدار يومين، حجم المأساة الموجودة في قطاع غزة، والأكاذيب الممنهجة التي يروج لها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والأهم: أن كل كلمة قالها جوتيريش أكدت صواب الرؤية المصرية منذ بداية الأزمة، وإلى اليوم، على مستوى المأساة الإنسانية، وسبل علاجها، وخطورة التخاذل الدولي، ما أوصل الوضع حاليا إلى حافة المجاعة.

وبالأمس، زار أنطونيو جوتيريش معبر رفح البري، وأشاد خلال المؤتمر الصحفي من أمام المعبر، بالجهود المصرية المبذولة في مساندة أهل غزة، ومقابلته المصابين الفلسطينيين الذين جاءوا إلى مدينة العريش لتلقى العلاج اللازم، ورؤيته لحافلات المساعدات الإنسانية المتواجدة بالمعبر وتنتظر دخولها إلى قطاع غزة.

 

 

وأكد أن الفلسطينيين في غزة، أطفالا ونساء ورجالا، ما زالوا عالقين في كابوس لا ينتهي، هناك مجتمعات تُطمس، ومنازل تهدم، وعائلات وأجيال بأكملها يتم محوها فيما يطارد الجوع والمجاعة السكان، مضيفا أن الناس في جميع أنحاء العالم تشعر بالغضب للفظائع التي نراها جميعا كل يوم أثناء حدوثها.

وأضاف أن شهر رمضان لنشر قيم الرحمة والترابط والسلام، وإنه لأمر فظيع أن الفلسطينيين في غزة، بعد معاناة على مدى أشهر كثيرة، استقبلوا شهر رمضان والقنابل الإسرائيلية لا تزال تتساقط عليهم والرصاصات لا تزال تتطاير والمدفعية لا تزال تقصف، والمساعدات الإنسانية لا تزال تواجه عقبات تلو الأخرى.

 

 

ووصف جوتيريش الوضع بأنه مأساوي ومثير للغضب أخلاقيا، محذرا من أن توسع الهجوم سيؤدي إلى تدهور الوضع للمدنيين الفلسطينيين وللرهائن ولجميع سكان المنطقة. وقال إن الخيار واضح، إما زيادة المساعدات بشكل كبير أو المجاعة، ودعا إلى أن يكون الاختيار إلى جانب المساعدة والأمل والجانب الصحيح من التاريخ.

واليوم، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقصر الاتحادية، أنطونيو جوتيريش، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، و"فيليب لازاريني" مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، و"إلينا بانوفا" المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر.

وتناول اللقاء العديد من الموضوعات الدولية والإقليمية، مع التركيز على تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث استعرض الرئيس الجهود المكثفة للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بالقدر الكافي لإغاثة المنكوبين بالقطاع، سواء بالطريق البري بالتنسيق مع الأجهزة الأممية ذات الصلة، أو من خلال الإسقاط الجوي لاسيما لمناطق شمال القطاع.

 

 

وثمن الرئيس مواقف السكرتير العام من الأزمة الجارية، وحرصه على الالتزام بمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ونشاطه المستمر لحث المجتمع الدولي على التحرك لإنهاء الحرب وحماية المدنيين، مؤكداً ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسئولياته في ذلك الصدد، ومشدداً على خطورة قطع بعض الدول دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيما يعد عقاباً جماعياً للفلسطينيين الأبرياء.

 

 

وأعرب السكرتير العام عن تقديره الكبير لدور مصر الإقليمي كركيزة محورية للاستقرار، مشيداً بالجهود المصرية للدفع نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحرص مصر على إبقاء منفذ رفح البري مفتوحاً بشكل متواصل على مدار الشهور الماضية منذ بدء الأزمة الراهنة.

أشار إلى زيارته أمس إلى المعبر، مثنياً في هذا الإطار على ما لمسه من جهد مصري ضخم لقيادة وإدارة عملية إيصال المساعدات إلى أهالي غزة، على الرغم من العراقيل والصعوبات الشديدة التي تواجهها تلك العملية، معيداً التشديد على ضرورة وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية ليتسنى إدخال المساعدات وتوزيعها بشكل فعال على أهالي القطاع.

 

 

وشهد اللقاء طابقاً في المواقف بشأن خطورة الموقف وضرورة تجنب تغذية العوامل المؤدية لاتساع نطاق الصراع، وكذلك الرفض التام والقاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ورفض والتحذير من أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية، بما لها من تبعات كارثية على الوضع المتدهور بالفعل، فيما شدد الرئيس والسكرتير العام للأمم المتحدة على حتمية حل الدولتين كمسار وحيد لتحقيق العدل والأمن والاستقرار بالمنطقة وضرورة تهيئة الظروف الملائمة لتفعيله.

 

 

وظهر اليوم، وخلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية سامح شكري، دعا الـأمين العام للأمم المتحدة، لإطلاق سراح جميع الرهائن فورًا وبدون شروط، مشددا على ضرورة أن تنتهي المعاناة، مؤكد أن الفلسطينيين في غزة يحتاجون بشدة إلى ما وُعدوا به من طوفان من المساعدات وليس قطرات، وتحقيق ذلك يتطلب خطوات عملية للغاية بأن تزيل إسرائيل ما تبقى من العوائق والاختناقات أمام الإغاثة.

وشدد على أن الطريقة الوحيدة الفعالة لنقل البضائع الثقيلة هي عن طريق البر، مشيرا لضرورة أن تكون هناك زيادة هائلة في السلع، معقبا "الفظائع الحالية في غزة لا تخدم أحدا، ولها تأثيرها في جميع أنحاء العالم، والاعتداء اليومي على الكرامة الإنسانية للفلسطينيين يخلق أزمة مصداقية للمجتمع الدولي، يتحدى القيم التي نعلنها باعتبارها عالمية، ويتحدى كذلك القانون الدولي و المبادئ الإنسانية الأساسية".

وحث أنطونيو جوتيريش جميع البلدان على ضمان سلامة النظام الدولي لحماية اللاجئين وحقوق جميع الأشخاص المتنقلين، مشيدا بحكمة القيادة المصرية في هذه الأوقات الصعبة، وبكرم شعب مصر والتزامهم بقيم الرحمة والسلام والتسامح، ويكفي أنه على أحد جانبي الحدود من ناحية مصر، توجد شاحنات إنسانية محجوبة على مد البصر.

بداية الصفحة