العالم العربى

موسكو وحلب.. هدنة في ظلال الصواريخ

كتب في : الأحد 13 نوفمبر 2016 بقلم : عصام الخولى

مع سعى روسيا للتمهيد لهدنة إنسانية جديدة في حلب، اشترطت موسكو إجلاء الجرحى والمصابين والالتزام بتقديم المساعدات الإنسانية كشرط أساسي لموافقتها على إعلان الهدنة.

 

ودعا المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، البعثة الإنسانية لمنظمة الأمم المتحدة إلى الالتزام بهذه الشروط، لافتا إلى أن "تجربة الهدنة الإنسانية السابقة أظهرت أن تعهدات ممثلي الأمم المتحدة حول وجود اتفاق مع المسلحين لتسهيل المهام الإنسانية مجرد أقوال لا أساس لها".

 

وأضاف أن "أي محاولة من القوافل الإنسانية للاقتراب من الممرات الإنسانية كانت تنتهي بتعرضها لإطلاق نار من قبل المسلحين إضافة إلى تلغيهم الطرق والشوارع المخصصة لهذه القوافل".

 

وأكد كوناشينكوف أن وزارة الدفاع الروسية ستكون مستعدة للنظر في إعلان هدنة إضافية بمجرد الحصول على تأكيد رسمي من قبل البعثة الإنسانية للأمم المتحدة حول استعدادها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأحياء الشرقية وإخلاء الجرحى والمصابين من هناك.

 

من جانبها، تصر روسيا على أن نيران فصائل المعارضة، هي التي نسفت سالف الهدن وأن هم موسكو الأول هو حماية المدنيين، لكن نيات روسيا المعلنة، لا تجد أي منطق على الأرض بينما توزع طائراتها نيرانها فوق رؤوس المدنيين في حلب نفسها ليل نهار، ولا تدخر جهدا في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسبل كافة.

ويرى مراقبون أن عرض روسيا ليس إلا حيلة منها، لإخلاء ذمتها أمام المجتمع الدولي، من عرقلتها إدخال المساعدات إلى حلب، في وقت ارتفعت فيه تحذيرات الأمم المتحدة من نفاد المخزون الغذائي في المدينة، خلال أيام.

 

وهي بذلك تسعى أيضا، للتسبب في مواجهة بين الأمم المتحدة وفصائل المعارضة، بإصرارها على أن تضمن المنظمة الدولية، ألا تستغل المعارضة الهدنة إن طبقت لتعزيز صفوفها، وتغيير الواقع العسكري، فتظهر موسكو وكأنها الحمل الوديع الداعي للسلام، بينما تعرقل المعارضة طريقه.

 

وعرضها المشروط هذه المرة، حيلتها في قراءات أخرى، لتجميع قطعها البحرية المدمرة، قبالة السواحل السورية، وهو التحرك الذي حذرت استخبارات غربية من أنه استعداد روسي، لهجوم غير مسبوق على حلب، في غضون الأيام القليلة المقبلة.

 

ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل، يبدو عرض الدب الروسي، بحسابات لا تخطأ التوقيت، فبينما يرسم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خطوط سياسات بلاده الخارجية، تريد موسكو عبر هدنتها المقترحة المشروطة هذه أن تشجعه كما شجعتها تصريحاته، على اتخاذها حليفا، يسعى جديا لمكافحة الإرهاب قبل الخوض في أي أجندة سياسية بشأن مستقبل سوريا.

بداية الصفحة