أقام الإخوان وأتباعهم فرحا بسبب ما نسبوه لوزير الخارجية السيد سامح شكرى من تسجيلات يتحدث خلالها مع الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لم يظهر صوته، معتقدين أنهم بذلك يصنعون فضيحة للنظام المصرى، لأن الحديث تناول بعض القضايا الإقليمية ونال من بعض الدول العربية.

ضع جانبًا موضوع التسجيلات وكيف حصلت عليها قناة «مكملين» الإخوانية، ومن سجلها، فنحن فى حرب منحطة، لا يتورع فيها الخصم عن اللجوء لأى طريقة فى النيل منا، ودعك من مسألة أخلاقية التسريبات، فعندما تنال منهم يتحدثون عن القانون واختراق الخصوصية، وعندما ينالون منا يعتبرون هذا نصرا مبينا أتاهم من الله، فلن نستطيع أن نقنعهم بشىء، لأننا أصلا لا نريد أن نقنعهم أو نطمع فى استجابتهم.

ما يهمنا هنا، أن ما ورد فى التسجيلات يشير إلى أن مصر الرسمية لا تتلون، لا تقول شيئا فى الخفاء وتعمل غيره فى العلن، فقد عكس الحديث المنسوب لسامح شكرى أن هناك أزمة فى العلاقات مع السعودية وأن هناك محاولات لاحتواء هذه الأزمة، وهو ما لا ينكره النظام المصرى، وهو أمر نعرفه ونشهد عليه ونعرف كثيرا من تفاصيله.

يعتقد صبيان الإخوان فى إعلامهم المتهافت أن مثل هذه التسريبات يمكن أن تلعب دورًا فاعلًا فى العلاقات الدولية، فالفرقاء وحتى الحلفاء يقولون فى حق بعضهم الكثير، لكن علاقات الدول لا تصاغ بالكلام بل بالأفعال والتصرفات، ولذلك فما فعله إعلام الإخوان لا يخرج عن كونه لهوا صبيانيا لن يلتفت له أحد.

صحيح أن التسجيل لوزير الخارجية - وهو وزير سيادى - أمر يثير الريبة، ولابد من تحقيق فيما حدث، لأنه يتعلق بالأمن القومى المصرى، لكن فى النهاية ما حدث يؤكد أن الإخوان لايزالون يعيشون فى وهم أنهم يمكن أن يكسروا هذا الوطن، وهو ما لن يتحقق لهم أبدًا.