ثقافه وفنون

ورحلت سيدة الشاشة فاتن حمامة

كتب في : الاثنين 19 يناير 2015 بقلم : المصرية للأخبار

ولدت الفنانة الراحلة فاتن حمامة في 27 مايو من عام 1931، في محافظة الدقهلية، وانتقلت منذ صغرها مع أسرتها إلى منطقة عابدين بوسط القاهرة، التي شهدت بوادر طفولتها.

وتغير مسار حياتها بعد اشتراك والدها في مسابقة لأجمل طفلة؛ ما دفعه لإرسال صورة لها في زي ملائكة الرحمة (ملابس التمريض)، ونشرت الصورة على غلاف مجلة «المصور» في ذلك الوقت.

ولعب القدر دوره، أثناء بحث المخرج محمد كريم عن طفلة لتلعب دور البطولة في فيلم «يوم سعيد» عام 1940، أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فوجد صورة الطفلة «فاتن» على غلاف المجلة، ليعرض على أهلها أن تلعب الطفلة ذات السنوات التسعة هذا الدور.

وحضرت فاتن حمامة أمام المخرج الذي طلب منها إلقاء نشيدا كاختبار أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي انبهر بدوره قائلا: «هي دي يا كريم.. دي لُقطة».

بعد فيلمها الأول مع المخرج محمد كريم، قام باستدعائها عام 1944 لمشاركة الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم «رصاصة في القلب»، ثم فيلم «دنيا» عام 1946، ثم التحقت بالمعهد العالي للتمثيل في نفس العام.

اقتنع الفنان يوسف بك وهبي بموهبة الفنانة الصاعدة فور رؤيتها في المعهد، مطالبا إياها بنمثل دور ابنته في فيلم «ملاك الرحمة» عام 1946، وتوالت بعد ذلك أعمالها الفنية التي بلغت 98 فيلما.

تزوجت الفنانة فاتن حمامة من المخرج عزالدين ذوالفقار أثناء تصوير فيلم أبو زيد الهلالي عام 1947، وأسسا معًا شركة إنتاج سينمائية وقامت بإنتاج فيلم «موعد مع الحياة» عام 1954، وكان هذا الفيلم سبب تلقيبها بـ«سيدة الشاشة العربية».

انتهت علاقة سيدة الشاشة العربية بالمخرج عزالدين ذو الفقار، عام 1954 بعدما اتفقا على الطلاق.

في نفس العام من طلاقها أسند إليها بطولة فيلم «صراع في الوادي» في ثاني عمل يجمعها بالمخرج يوسف شاهين، وقام بتجسيد دور البطولة أمامها الفنان الصاعد في ذلك الوقت ميشيل شلهوب (عمر الشريف).

واشتهرت «حمامة» برفضها للمشاهد الساخنة والقبلات، ولكنها وافقت على تقديم قبلة جمعتها بعمر الشريف في فيلم «صراع في الوادي».

ومن جانبه أشهر الفنان عمر الشريف إسلامه عقب الفيلم، وتزوج من سيدة الشاشة العربية، ليستمر زواجهما حتى عام 1974.

وفي تصريح لها وصفت فترة زواجها الثاني بـ«الحلم الذي لا تريده أن ينتهي».

حازت سيدة الشاشة العربية على جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين عام 2000، على مجمل أعمالها الفنية.

وأثناء احتفال السينما المصرية بمناسبة مرور 100 عام على نشاطها، تم اختيارها كأفضل ممثلة، وتم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلمًا من أحسن ما أنتجته السينما المصرية.

وفي عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما حصلت على العديد من الجوائز، منها «وسام الأرز من لبنان عامي 1953 و2001، ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب، والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001، وميدالية الشرف من قبل جمال عبد الناصر، وميدالية الشرف من قبل محمد أنور السادات، وميدالية لاستحقاق من ملك المغرب الحسن الثاني بن محمد، وميدالية الشرف من قبل إميل لحود، ووسام المرأة العربية من قبل رفيق الحريري، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 2013».

وجه القمر.. أبلة حكمت

رغم تعدد أدوارها السينمائية التي بلغت 98 فيلمًا، إلا أنها كانت مقلة في الظهور التليفزيوني، حيث إنها لم تقدم للدراما المصرية سوى عمليين فقط، «ضمير أبلة حكمت» عام 1991، ومسلسل وجه القمر عام 2000، الذي يعد آخر أعمالها الفنية على الإطلاق.

استنادا إلى مقابلة صحفية أجرتها الراحلة منذ فترة، أعلنت عن مغادرتها لمصر من عام 1966 إلى 1971 احتجاجا على الضغوط السياسية التي تعرضت لها، حيث كانت خلال تلك السنوات تتنقل بين بيروت ولندن.

وقالت في اللقاء: «ظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلما للسجن في منتصف الليل، وأشياء عديدة فظيعة ناهيك عن موضوع تحديد الملكية، وقد تعرضت إلى مضايقات من المخابرات المصرية حيث طلبوا مني التعاون معهم»؛ وأدى رأيها هذا إلى منعها من السفر والمشاركة بالمهرجانات، ولكنها استطاعت ترك مصر بعد ذلك.

وأثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبد الناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبد الناصر بـ«الثروة القومية».

وكان الرئيس جمال عبد الناصر قد منحها وسامًا فخريًا في بداية الستينيات، ولكنها لم تعود إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاته.

جمعت الفنانة فاتن حمامة وزوجة الرئيس الراحل أنور السادات السيدة جيهان السادات علاقة صداقة قوية، وكانا تتبادلان المكالمات الهاتفية على فترات، كما جمعتهما عشرات المناسبات واللقاءات الخاصة والعامة خلال سنوات ابتعاد سيدة الشاشة عن الأضواء.

أكدت في لقاء إعلامي على عدم اجتماعها بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، واصفة إياه بـ«الرجل الطيب».

وأعلنت الراحلة تأييدها لثورة 25 يناير 2011، مطالبة الثوار بالحفاظ على مكتسبات الثورة.

كان لها رأيا مشابها لمعظم الفنانين في رفض نظام الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين.

ونشر عنها رفض حضور لقاء الرئيس الأسبق محمد مرسي بالفنانين؛ نظرًا لمرضها.

كانت سيدة الشاشة العربية من ضمن العديد من النجوم والنجمات الذين التقوا الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن حملته الانتخابية في 2014، إلا أن وضع الفنانة الكبيرة فاتن حمامة كان مختلفًا، فالرئيس المحتمل وقتها ترك مقعده وتوجه لها ليلقي سلاما خاصا، قائلا: «لا يمكن أن يفوتني أبدا أن أوجه كلمة شكر خاصة لك».

رحلت الفنانة الكبيرة عن عالمنا يوم السبت 17 يناير عام 2015، إثر أزمة قلبة مفاجئة في منزلها، عن عمر ناهز الـ84 عامًا، لينتهي معها مشوار مليء بالعطاء الفني، لكنه باقيا ليخلد أسمها في سجلات تاريخ السينما المصرية.

بداية الصفحة