كتاب وآراء

نقم مغلفة بنعم

كتب في : السبت 14 إبريل 2018 - 12:22 صباحاً بقلم : جيلان فرغلى

يجب أن نلتفت إلي كل الأحداث التي نمر بها في حياتنا ونتوقف قليلاً ونتساءل بشأنها ولا نجعلها تمر مرور الكرام،ولا نفسرها بمعناها الظاهر لنا فهناك تفسير ومغزي باطن يقبع خلف كل المجريات وأكبر دليل علي ذلك العبر من قصة سيدنا موسي والخضير بشأن الغلام والسفينة والجدار كل تلك الأحداث جيئت في القرآن لتوضح لنا أن هناك معاني حقيقية باطنة خلف كل الأحداث حتي ندرك ونعي الحكمة وراء مالا يعجبنا أحيانا، ففي الواقع هناك أمثلة كثيرة علي أشياء مغلفة في باطنها بحكم كالشخص الثري الذي غناه يجعله يضطهد الآخرين ويجعله يلهث خلف كل ممنوع ومحرم فحكمه الله تأتي بفقره وفقدانه كل أمواله وهنا يأتي الله بذلك ليرده له وهذه هي االحكمة الباطنة لهذا الشخص الذي ربما يندب حظه ويتساءل لما حدث لي هكذا!!!!!! ومقامر الخمر الذي يبدد كل ماله في السُكر وتأتي حكمه الله الباطنه لتفيقه علي موت أحد أبنائه فحينها يندب الحظ أيضاً ويتساءل لما حدث لي كل ذلك بالرغم أن بعد وفاة أبنه أصبح شخص ملتزم حتي ولو لم يكن لنفسه وانما ليصلح علاقته بربه حتي يستجيب دعائه لأبنه المتوفي بغض النظر عن أي شئ هنا المغزي والهدف من الحكمة واحد هو تحويل الشخص من مقامر للخمر إلي شخص ملتزم. والراقصة مثلا حينما يبتليها الله بمرض خبيث ومعدي يجعلها تترك مهنتها وتتضرع إلي الله دوما فتمت وهي متجردة من كل ذنوبها. كل تلك الحكم يرونها أصحابها أنها نقم في البداية ولكن الله قد غلف بداخلها هدايا لهم وهم لا يدركون ذلك في النهاية وعلينا نحن أيضا كبشر أن نحلل ونتعمق في الأحداث ونتمهل في الحكم علي الأشياء التي لا تروقنا.

بداية الصفحة