منوعات

أصل الحكاية

كتب في : الاثنين 14 مايو 2018 - 12:27 صباحاً بقلم : شيماء يوسف هنا

أم سحلول في الماضي ... سادت مهنة الدلالات .....!! والدلالة ... (أم سحلول) أمرأة عجوز ... كريهة مبغضة ... بخيلة ... لا يحبها أحد .... من أهل القرية ...! غير أنها .... ذكية جدا ... وخبيثة ... وسابقة لعصرها ... فكانت تقرض المحتاج .... بعد أن تأخذ منه الضمانات المؤكدة .... برهن منزله ... أو بقرته ... أو حقله أو أعز مقتنياته لها ... وبالطبع فلم تكن تقرضه إلا بشرط أن يرد لها القرض .... مضاعفا ....! وأغلب المقترضين ... لا يتمكنون من سد الفوائد المتراكمة عليهم .... فتصبح أم سحلول .... هل المالكة الحقيقية .... لممتلكاتهم ...! وأم سحلول .... التي أصبحت غنية ... كان لا بد لها أن تحمي نفسها .... فتقربت من شيخ القرية ... ومن كبيرها ... بأن قدمت لهم بعض التسهيلات في القروض ... بل ... وكانت تصرف لهم مبالغ معلومة .... لحمايتها ... ولجعل ما تقوم به .... رسميا ... وشرعيا ...!! وقامت بتوظيف أشد الرجال وأقواهم لحمايتها ....! وعلى ذلك ... فقد كثر عملائها .... وزادت ثقتهم بها ... وشعر الناس أن خزنتها أكثر أمنا من منازلهم .... فصاروا يضعون عندها ودائعهم .... و أثمن ممتلكاتهم ... كأمانات ....! وبذكائها ... الرهيب ... عمدت الدلالة على إقراض البعض من أمانت الآخرين .... دون أن يشعر أحد منهم بذلك ....!! وصارت أم سحلول ... أهم شخصية في القرية ... وأغنى شخصية بينهم ... وصاحبة السلطة التي تتحكم بالجميع ... كبيرهم وصغيرهم ... ذكرهم وأنثاهم ... حتى أصبح أهل القرية كالعبيد المسخرين لديها .... هي سيدتهم ... التي تتحصل على أغلب رزقهم ونتاج كدحهم ... بالرباء ... وعلى مسمع ومشهد من الجميع ...! ومباركة من الكبار والمشائخ ...! فلأم سحلول ... أسمن جزء من كل قطيع للماشية ... ولأم سحلول ... بيوت كثيرة من بيوت أهل القرية ... بعد أن تملكتها وأجرتها على الغير ... ولأم سحلول ... ثمر أكثر الحقول ... ومياه أغلب الأبار ... ولأم سحلول ... عرق وسواعد أكثر شباب القرية ... المسخرين لخدمتها وحمايتها .... وإجبار الممتنعين عن السداد ...! ومن ذلك اليوم اصبح يطلق ام سحلول علي كل سيده جشعه واصبحت رمز للجشع

بداية الصفحة