أخبار عاجلة

مديرة منزله: تعيّط زى الأطفال لما ابنه اتقتل والكلب مات

كتب في : الثلاثاء 30 اغسطس 2016 بقلم : منى مجاهد

منذ أن وعت «فتحية» على الحياة وجدت نفسها فى بيت محمد نجيب.. فى البداية كان شقيقها يعمل فى منزل الضابط الصغير محمد نجيب، وقبل أن يموت جاء بوالدته العجوز وشقيقته «فتحية» لتعملا فى منزل الرجل.

 

اسمها الحقيقى «مسعدة»، أما «فتحية» فهو اسم الدلع، هى لا تُعتبر مديرة للمنزل أو «خدامة» ولكنها جزء من العائلة، ألقى على كتفيها المسئولية بعد توليها إدارة شئون منزل الحلمية -الوحيد الذى كان يمتلكه (نجيب)- إلا أن الأعباء زادت فور توليه مقاليد الحكم، خاصة أن بيته أصبح قبلة للزوار كل ساعة.

 

منذ أربعينات القرن الماضى؛ ظلت فتحية هى الظل الخفى للرئيس الأول، لازمته حتى فى منفاه: «جمال عبدالناصر قال لـ(نجيب) روح قصر المرج غيّر جوّ يومين، ومن ساعتها واحنا ماخرجناش منه».. رافعة أكف الضراعة إلى الله: «منه لله عبدالناصر، حبس أسرته كلها معاه».

 

الصلة الوحيدة بين محمد نجيب والعالم الخارجى هو ذلك الزر المستدير الذى يقوم بتحريكه حتى يستقر على موجة «إذاعة بى بى سى اللندنية».. يستقى منها أخباره، وما أن يملَّ حتى يجلس على مكتبه قابضا بيده على قلم ومنكفئاً بوجهه على ورق «فلوسكاب» أبيض، ويظل يكتب ويكتب مذكراته، وما بين سطر وسطر يُشعل دخان «البايب».

 

وبين نفثات دخانه تدق الساعة معلنة الثانية عشرة ظهرًا، وهو وقت الغداء فيتردد صدى صوته بين أرجاء الفيلا الصامتة- اللهم إلا نباح الكلاب ومواء القطط: «يا فتحى بيه.. فين الغدا»، لتأتى «فتحية» على استحياء حاملة «صينية» مستديرة عليها قطع اللحمة «الموزة» التى يعشقها أو عدد من صوابع المحشى. وتقول الخادمة: «كان بيحب ياكل كل حاجة.. ودايماً بيقول (الحمد لله على النعمة اللى الواحد فيها.. يا رب خُد لى حقى)».

 

 

«وفاة الرئيس محمد نجيب إثر أزمة قلبية»

نص المنطوق الذى سمعه الرئيس (الميت الحى) عام 1966 أثناء إنصاته لإذاعة لندن، لتداعبه «فتحية»: «هوّ فيه رئيس اسمه نجيب غيرك ولاّ إيه».. فيرد عليها مبتسماً: «دى لعبة من المخابرات.. لم يكتفوا بإبعادى فأرادوا قتلى حياً».. «عيّط زى الأطفال»، هكذا تصف مديرة المنزل حال الرئيس الأول فور سماعه خبر مقتل ابنه «على» فى ألمانيا، خاصة أن «النفى» لم يسمح له بتقبل العزاء فيه.

 

 

اقرأ ايضا: بعد 29 عامًا على رحيله.. هل ظلم «ثوار يوليو» نجيب؟

 

 

يحب نجيب الكلاب

وله معهم قصص، تروى «فتحية»: «كان عنده كلبة اسمها (لايكة).. ده غير (خروبة) اللى كانت بتخلف كتير قوى.. ده غير القطط اللى كانوا موجودين عشان يصطادو التعابين فى الفيلا.. وكل كلب له (التعيين) بتاعه فى الأكل والشرب، ولو حد فيهم تطاول يمنع عنه كل حاجة لحد ما يتعلم الأدب.. كان بيتعامل معاهم زى ما القائد بيتعامل مع المجندين».. وتؤكد «فتحية» أن «نجيب» ينقطع عن الأكل لأيام لو توفى كلب من كلابه.

 

وعندما كان ينزل إلى الحديقة يمسك عصا حديدية ويشرع فى لعب «الجولف» لتسلية وقته: «كان يرمى الكورة بعيد ويجرى وراها، وكنت أقول له (بقى فيه رئيس يعمل كده)». لم يقتصر عملها على أوقات استيقاظها؛ حيث اعتادت «فتحية» -التى تعيش الآن فى أحد منازل عائلة الرئيس الأول- على تقديم الدواء فى منتصف الليل لـ«محمد نجيب».

 

لم يزره أحد فى منفاه سوى أقربائه. وخلال أوقات مرضه فى المستشفى كان يُبعد «كمامة» الأكسجين من على وجهه، وتقول «فتحية»: «كان عاوز يستريح ويموت بعد الظلم اللى حصل له.. حتى بعد ما مات «شحططونا» من قصر كوبرى القبة فى الشارع».

 

مديرة منزل محمد نجيب: «عيّط زى الأطفال لما ابنه اتقتل والكلب مات»

بداية الصفحة