كتاب وآراء

المكارثية اتجاه فكري

كتب في : السبت 04 مايو 2024 - 10:15 مساءً بقلم : د. ليلى صبحى

 

المكارثية اتجاه سياسي ظهر في أمريكا عام 1952 م حيث كان الصراع شديدا بين أمريكا وروسيا ، وتعني عدم تقبل المعارضين ، وشيطنة اي فكر معارض مهما كان مصدره موثوق منه المكارثية تعني توجية التهم المغرضة وابرزها خيانة الوطن وبث الفتن والتهم المغرضة دون تقديم دليل او وثائق تكشف عن صحة الاتهام ، ومن أهم من وقعوا في شراكها مارتن لوثر وشارلي شابلن. تهدف المكارثية الي التفتيش في نوايا الشعوب ، وقد ظهر هذا الإتجاه السياسي علي يد رئيس أحد لجان الكونجرس الأمريكي ويدعي السيناتور مكارثي الذي أجبر أوربا علي السير حذو الولايات المتحده ، كما أجبر دول العالم الثالث وخاصة الدول العربية علي العمل بالمكارثية، وللأسف انهارت المكارثية في أمريكا، لكنها انتعشت في الدول العربية ، وعلي سبيل المثال لا الحصر كان حلف بغداد من تبعات المكارثية . وفي نفس السياق نجد ان بعض الدول العربية الموالية للصهيونية وظفوا مسلكياتهم المنحرفة دينيا واخلاقيا وقيميا ووطنيا لخدمة المكارثية ، وأيضا بعض الشيوعيين العرب اللذين امتثلوا لهذا الإتجاه الذي ينتمي الي عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جوزيف مكارثي ، من الغريب إستخدام كلمة "عديمي الضمير" في الفقرة 14 من المكارثية بمعني السلوك المخادع او غير الأمين. من الجدير بالذكر ان المكارثية هي إحدى وسائل الأنظمة السياسية التي تسعي لاغتيال خصومها وقتلهم معنويا عبر اتهامهم ، كما أنها تعني إستخدام أساليب التحقيق والاتهام التي تعتبر غير عادلة لقمع المعارضة ، ومن ثم نجد أن ما أصبح يعرف بإسم عصر مكارثي قد بدأ قبل صعود مكارثي الي الشهرة سياسيا بعد انهيار التحالف بين الشرق والغرب في زمن الحرب مع الإتحاد السوفيتي ، في حين اتخذ مصطلح مكارثية معني أوسع حيث استخدم المصطلح بشكل عام لوصف الاتهامات المتهوره المدعمة بالخيانه والتطرف اليساري المتطرف الي جانب الهجمات الشخصية المغرضة الغوغاءية علي وطنية الخصوم السياسيين، وهذا ما يدعي في مجال علم النفس بسيكلوجية المؤامرة .

بداية الصفحة