العالم العربى

المغرب : ذوي الهمم و التحديات.. ملائكة الرحمن يعيشون في عالمهم الخاص

كتب في : السبت 04 نوفمبر 2023 - 8:36 مساءً بقلم : محمد سعيد المجاهد/المغرب

 

الزيارة الخالدة التي قام بها الوفد الصيني مؤخراً إلى مقر جمعية إشراقات قلب لآباء وأصدقاء الأطفال ذوي التثلث الصبغي بتطوان،تاثر الوفد الصيني وأعجب كثيرا بالعطاءات الاي تقدمها هذه الجمعية بمكتبها واطرها للأطفال ءوي الهمم. فملائكة الرحمن ذوي الهمم يعيشون عالمهم الخاص بهم، تنظر إليهم وينظرون إليك بود مبتسمين، لا تعرف سر إبتسامتهم ولا معناها، لكنهم يعرفون لماذا ابتسموا برغم أنهم لا يستطيعون التعبير عن ذلك، وعندما تجالسهم تجد البراءة والنقاء تملأ المكان، وتشعر بإرتياح كبير قد لا تشعره مع الأصحاء لأنك تعلم أنك بين قلوب بيضاء لا تعرف حقداً أو كراهية، لا تعرف إلا الصدق والعفوية، فتحتضنهم بشدة ليسري دفء جميل هادىء في جسدك ينسيك ولو لبعض الوقت قبح عالم الأصحاء وتشوهاته. وخاصة لما تزور مقر جمعية إشراقات قلب لآباء وأصدقاء الأطفال ذوي التثلث الصبغي بتطوان وتعيش لحظات سعيدة مع هؤلاء الأطفال ملائكة آلرحمن والخدمات الجليلة الاي تقدمها الجمعية للأطفال ولأسرهم المعوزة وانت معهم ومع مرور الوقت تجد نفسك مدمنا على الاقتراب من ذلك العالم الجميل كلما شعرت بالهم والحزن، وبرغم إقترابك لا تستطيع دخول ذلك العالم لأنه مقتصر على القلوب النقية، فترقبهم من بعيد علّك تكتشف سراً من أسرار سعادتهم، لكنك في كل مرة تفشل فلا تعود إلا بجرعة حب أو بسمة أمل، سريعاً ما تتلاشى عند عودتك إلى عالمنا الأسود، لتنطلق إلى هذه الحياة البائسة في صراع مستمر يستنزف عمرك وطاقاتك ويصيبك بالهم والتعب والأحزان، ويقتل فيك معنى الإنسانية شيئاً فشيئاً لتتحول إلى آلة تعمل وتأكل وتنام، لا تملك مشاعر أو إحساس أو روح، وتمضي بك الأيام حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا لتغادر هذه الحياة دون أن تعيشها، اللهم إلا من تلك اللحظات التي إقتربت فيها قليلاً من عالم ملائكة التحديات ذوي الهمم فلمست شيئاً من طعم الحياة ومعناها. وحُبهم للوطن والسلطان صادق لا طمع بل حب نابع من افئدة نقية

بداية الصفحة