كتاب وآراء

سيناء والتعليم ************

كتب في : السبت 06 مايو 2017 - 7:02 مساءً بقلم : حازم محمد سيد أحمد

 قال تعالى ﴿وَقُلِ اعْمَلُوْا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْـمُؤْمِنُونَ﴾ (سورة التوبة) إن نهضة الأمم والشعوب ورقيها وسيادتها وسعادتها تتوقف على تقدمها في مجال العلم والعمل، وبهما تبني الأمم أمجادها فلا تبنى الأمجاد على البطالة والجهل والفقر والمرض، وقد دعا الإسلام إلى العمل والاحتراف والاشتغال بالعلوم النافعة؛ وبالعمل والاحتراف المتقن تتبوأ الشعوب الصدارة بين الأمم، والله سبحانه وتعالى يحب اليد التي تعمل وتجتهد لتقدم الخير لنفسها ووطنها ودينها، والمؤمن المحترف يحبه الله ورسوله جزاء ما قدم، ومن أحبه الله ورسوله هداه الله واجتباه وحفظه ووقاه وجعله من أوليائه وأدخله في رحمته فيسعد في الدنيا والآخرة، والعمل الشريف يزكي النفس ويكفي المؤمن ذل السؤال، ويعلم الإنسان العمل لخدمة الغير والعمل بروح الفريق والاشتراك في عجلة الحياة وخدمة المجتمع، ويذهب عنه حب الذات، ويقضي على الكثير من الأمراض النفسية؛ و فى الوقت الذى تخوض فيه قواتنا المسلحة المصرية معركة تطهير سيناء من الإرهاب ، فإنها وفى ذات الوقت تقود معركة لا تقل أهمية عن تحقيق الأمن والأستقرار فى هذه البقعة الغالية من أرض الوطن .وهى معركة البناء والتعمير..إيمانا منها بأن التنمية هى السلاح الأهم فى القضاء على الإرهاب ، وأن التعمير هو الدرع الذى سيحقق الأمان والترابط بين جميع اجزاء الوطن.وان العمل على المسارين وهما البناء والتعمير وكذلك الإهتمام بالتعليم وخاصة التعليم الأزهرى منه ، وكذلك لإحداث التنمية في سيناء، وحتى يعرف الجميع أننا ذاهبون إلى سيناء للتعمير والتعليم ،فهنا يتطلب منا أو من موظف التعليم فى الدولة أن يكون أميناً في أدائه لوظيفته ، وان يترفع عن كل ما ينقص من كيانه كخادم للأمة، أو يهز من ثقة الجمهور به كممثل للدولة أ و للمنشأة الخاصة التي يعمل فيها، فوظيفته التي يشغلها ليست ملكا له، بل هي تكليف لا تشريف، ولذلك يقول الرسول r لأبي ذر ناصحاً له : ( يا أبا ذر إنها أمانة ، وإنها حسرة وندامة إلا من أخذها بحق الله فيها ) . وبناء عليه ، يجب على الموظف ألا يستخدم الوظيفة لتحقيق مصالح خاصة سواء له أم لأقاربه أم لمعارفه ، لان في هذا الاستخدام المصلحي للوظيفة استغلالاً، والاستغلال خيانة، ويحذرنا الله سبحانه وتعالى من الخيانة فيقول (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ))و أما الفرد غير السوي فإنه يستطيع بسهولة أن يخرق القواعد والمبادئ الأخلاقية بـالكذب ، والخيانة ، والخداع ، والسرقة دون أن يتأثر ودون أن يعاني من ضميره الكثير ، وإن كان مـن يـتعامل معهم يتأثرون ويتألمون بدرجة كبيرة بمثل هذا النوع من السلوك ،ولقد حثنا إسلامنا على محاسبة النفس ومراجعة السلوك فى جميع تصرفاتنا وتحركاتنا ، وحثنا على التراجع عن الأخطاء بالتوبة والإستغفار والرجوع إلى رب العباد ، ومن ذلك قول المولى عز وجل(( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) وكما جاء في الأثر : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم،وأن أن الهدف من نشر التعليم الأزهرى هو القضاء على الإرهاب، وحماية أبناءها من الوقوع ضحية للفكر المتطرف نتيجة نقص الوعي والثقافة، علاوة على تحقيق نهضة تعليمية دينية وسطية من خلال المعاهد الأزهرية فى سيناء الحبيبة ،مع القضاء على العديد من المشاكل التى تواجه المعلمين إثناء الذهاب إلى معاهدهم التى يعملون بها ، ومنها الطرق الغير آمنة وعدم وجود موصلات إلى بعض الأماكن مم يسبب فى تأخرهم عن الوصول إلى معاهدهم ومدراسهم ،و إن الوصول الي طالب مبدع في التعليم يتطلب بالضرورة اعداد معلم قادر علي الابداع ، وان نقضي علي الأفكار المتطرفة بسيناء بالتعليم المتقن القائم علي اسس منهجية سليمة،و مشاكل التعليم فى شمال سيناء فى عدم كفاءة بعض السادة المدرسين وعدم وجود سكن ملائم وكافى للمدرسين وعدم وجود بعض التخصصات فى بعض المعاهد والمدارس ، وأن المستوى الثقافى والعادات والتقاليد الخاصة بأهل شمال سيناء هما عاملان أساسيان في مشكلة التسرب التعليمي حيث تتعدد الزوجات وتتنقل الأسر وخاصة العاملة بمجال رعي الأغنام من مكان لآخر ما يجعلهم يقتصرون في تعليم أولادهم على المرحلة الإبتدائية او عدم إتمامها بالأساس ،ومن ناحية الثقافة الإلكترونية عن طريق توزيع أجهزة "التابلت" على جميع الطلاب خاصة بالمراحل الثانوية ، وتوزيع الأجهزة الإكترونية على المعاهد والمدراس مما يساعدهم على سيدر العملية التعليمة بكل معهد أو مدرسة ،وسيظل الأزهر الشريف وعاء يحتوى ويستوعب الجميع وبعدها يقرر بأى نص يأخذ به بشرط أن يكون فيه مصلحة المسلمين ومكانة الأزهر المرموقة ليس مقيدا بمذهب ولا تيار معين وليس مغلق بفكر واحد يحجر علوم الشريعة فيجب أن يحتفظ الأزهر بسلطة مستقلة عن الدولة ولا مرجعية نهائية وتكون مرجعيته استشارية لمصلحة الإسلام والمسلمين ويكفى الأزهر فخرا ولمشيخته العزة والريادة وعدم العبث به وبمكانته وذكر الجميع بأنه هو الذى جمع الفرقاء أثناء الثورة كعادته وخرجوا من عنده متفقون ويكفى لمشيخة الأزهر فخرا أيضا بأن الوثيقتان الوحيدتان اللتان اتفق عليهما من جميع التيارات السياسية كانتا من الأزهر ومشيخته هذا هو الأزهر خرج من الثوار أيضا من داخل وخارج مصر وكانوا علماء وعادوا إلى أوطانهم قادة وزعماء 0 ويتذكر الجميع أن الإمام محمد عبده هو الذى منع خديوى مصر من التدخل فى شؤون الأزهر وأخير مقابلة فضيلة الأمام الأكبر لقداسة بابا الفتيكان . ومن أبرز خصائصه أيضا وسطيته واعتداله ووسطية علماؤه وذلك امتثالا لقول الله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا..... ) ولهذا صارت وسطية الأمة علة تكليفية بالشهادة على سائر الأمم لاتقوم إلا بالعدل ولاتقبل إلا من عدل ومن المعلوم أن القرآن الكريم يوضح بعضه بعضا ويفسر بعضه بعضا فإذا كان الله تعالى قد وصف هذه الأمة بأنها أمة وسطا فلقد وصفها وصفا آخر أعظم وأجل حيث قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ...... ولهذه الخيرية حيثيات وهى تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ... ) ولذلك كانت الوسطية والخيرية دليل على التلازم بينهما لأنه لايكون وسطا إلا على العدل بالدلالة وخيار الناس أعدلهم 0فهذا هو الأزهر بعض من كل ...... فإياكم وتحزب الأزهر الشريف أو المساس به وبعلمائه الأجلاء وبمناهجه وعلومه الراقية المبينة الواضحة وجامعته مستمدة من الجامع امتداد من الأزهر الحديث المعاصر ( واتقوا شر الحليم إذا غضب ) وعلى الأزهر الأهتمام بمعلمين شمال سيناء لأنهم هم رجال مربطون فى أغالى بقعة من أرض الوطن وأخيرا من أمور الإدارة الناجحة أن أفضل الرؤساء هم الذين لا يكتفون بمجرد الاستماع إلى مرؤوسيهم ، بل من يظهرون اهتماما صادقا بمشكلات العاملين ،قد تكون بحاجة إلى الانفراد بنفسك احيانا ، فليس من المفترض أن تشارك موظفيك كل ما تقوم به من أعمال طوال الوقت ، ولكن عليك أن تدرك أن إزالة العوائق أمام اتصال الأخرين بك هي أفضل السبل لكي تصبح على علم تام بمجريات الأمور .

**************

حازم محمد سيدأحمد

بداية الصفحة