كتاب وآراء

المرء'مسير أم مخير'

كتب في : الجمعة 01 مارس 2019 - 9:55 صباحاً بقلم : محمد العمامرى

اخى الكريم واختى الكريمه انتما مسيران فى الحدث مخيران  فى الفعل وإن الله قد قدر لنا الحدثان النافع والضار فالنافع ليختبرمدى شكرنا لله على ما أنعم به علينا والضار ليختبر مدى صبرنا على تحمله وفى كلا الأمرين او الحدثين سواء الضار أو النافع فالله لايحاسبناعليهما  لأن الحدث بنوعيهما هو قدر للعبد  فهومجبر عليه وبالتالى فالعبد لايحاسب على هذا الحدث لانه من صنع الله وبقدر الله فلا تدخل من العبد فيه اما الفعل أو القول سواء فعل الخير او فعل الشرفهو اختيار من العبد بنفسه حيث خيره الله بأن يفعل او لا يفعل اويقول اولايقول فالعبد هنا مخير فى الفعل والقول ومن ثم فيحاسب على ما يفعل او ما يقول  ومن ثم فنحن مجبرين فى الحدث مخيرين فى الفعل " فعلى سبيل المثال" إذا صدمت انت احدا بسيارتك فالذى قد اصاب المصدوم  من ألم هو حدث وقدر بالنسبة له وليس فيه تدخل او فعل من المصدوم مالم يكن مقصرا وذلك فى إهماله بعدم الالتزام بقواعد المروراما ما فعلته انت كصادم بسيارتك لهذا المصاب  فهو فعل قمت به انت لذلك فسوف تحاسب انت عليه  لأنك كنت مخير ان تصدمه أو لا تصدمه ولكنك بإهمالك اخترت ان تصدمه لذلك فأنت سوف تحاسب على هذا الفعل لأنك كنت مخير و كان هذا هومفهوم انك مجبر فى الحدث مخير فى الفعل"أما بالنسبه للزواج قسمه ام نصيب "فالسنه النبويه تؤكد أن الزواج قسمة ونصيب قدرهما الله بناء على علمه الأسبق باختيارك اوبماستختارفى المستقبل لان حاضرك ومستقبلك بالنسبة لله معلوم عند الله مسبقا" فهو علام الغيوب"  فأنت  اخى الحبيب مخير فى الزواج  بأن تتزوج اولا تتزوج وكذلك مخيربمن سوف تتزوج او من ستكون  زوجتك بناء على اختيارك انت بنفسك وما يؤكد ذلك ايضا قول رسول الله"تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"وقوله"تنكح المرأه لاربعه لمالها وجمالها ونسبها ودينها فإظفر بذات الدين تربت يداك" وهنا يوجد حذف ضمنى وهو " ان لم تظفر بذات الدين جعلت يداك فى التراب" وقال عليه افضل الصلاة والسلام "إياكم وخضراء الدمن قالوا وماخضراء الدمن يا رسول الله قال المرأة الحسناء فى المنبت السوء" وأقوال النبى هذه كلها تدل انك مخير فى اختيار الزوجه فلو كنت اخى الكريم مجبر على ان تتزوج بامرأة بعينها او كنت اختى الكريم مجبره على الزواج من رجل بعينه لماقال الرسول" تخيروا" ولاتنكح" ولااياكم "  فالحقيقه ان الزواج قسمه ونصيب مقدر ومكتوب دون إجبار من الله وذلك بناء على علم الله الأسبق بما ستفعل  فالله أقرب اليك من حبل الوريد ويعلم ماتوسوس به نفسك فيفهمك  ويعرف كيف تفكر ومن ستختار كزوجه  للمستقبل وذلك بناء على ووفقالمبادئك  واحاسيسك ورغباتك فيقدر الله ويكتب لك هذا الاختيار الذى اخترته انت بنفسك ووحدك وذلك دون تدخل من الله بمشيئته حتى لا يأتى اليوم الذى تتجرأ وتلوم الله على انه فرض عليك واختار لك  زوجتك  هذه السيئة الخلق او الخبيثه ، حيث كتب الله لك  هذا الاختياردون إجبار منه ولكن بناء على اختيارك انت وإرادتك انت والسؤال الذى يطرح نفسه ماهو" قول البعض ان الزواج اختيار من العبد وليس من الله كما نفترض فلماذا قال الله الطيبون  للطيبات والخبيثون للخبيثات " واختار الله الطيب للطيبه والخبيث  للخبيثه فالاجابه ستكون والرد سيكون متضمن وموجود  فى هذه الايه نفسها  وهو انه اذا كان الزواج إجبار فعلا من الله وباختيارالله كما يقول البعض لتزوج الطيب الطيبه كما قدرالله واختار الله فتبقى الخبيث للخبيثه فالايه الكريمه ما هى إلا الفطره التى يرتضيها الله لنا  ولكن لان الإنسان يخالف هذه الفطره  بإرادته و باختياره مخالفا بذلك قول الله تعالى فى كتابه الكريم "الطيبون للطيبات" ومخالفا ايضاأقوال النبى فى الأحاديث أعلاه سالفة الذكر "فاظفر بذات الدين "فاختارالعبد زوجته بناء على هواه ولم يتزوج الطيبه رغم انه طيب لأنه قد أعجبته المرأه ذات المال او الجمال او النسب وترك ذات الدين فتزوج الخبيثه بدلا من ان يتزوج الطيبه وكذلك بالنسبه للمرأه فإنها لم تختار ذو الدين وغفلت قول رسول الله " من أتاكم من تردون دينه وخلقه فزوجه فإن لم تفعلوا تكن فتنة وفساد فى الارض" فما ينبغى ان  يكون كما ورد فى كتابه تعالى ان يتزوج الطيب الطيبه فيتبقى الخبيث للخبيثه مصداقا لقوله تعالى "الزانى لا ينكح إلا زانية او مشركة  ولكن للأسف ليس هو الكائن لان العبد خالف باختياره ماوجهه الله إليه فى كتابه وسنة رسوله فلو كان العبدمجبرا  وليس مخير كما يفترض البعض لألزم الله الطيب ان يتزوج الطيبه  وألزم الخبيث ان  يتزوج الخبيثه ولكن الله وجه العبد للأفضل له دون اجبار  سواءفى القرآن او أحاديث النبى سالفة الذكر اعلاه  وختاما" فأنت اخى مخير وانت اختى مخيرة فى الزواج لأنه فعل فانتما مجبران فقط فى الحدث  والزواج ليس حدث تكون انت مجبر فيه ولكن فعل انت مخير فيه وبما أن الزواج فعل وليس حدث ففيه  حريه فى الاختيار ولست اخى الكريم مجبر على زوجه بعينها وكذلك لست انت ايضا اختى  الكريمه مجبرة على زوج بعينه حتى لا يأتى اليوم الذى تلومان فيه الله عز وجل بل لاتلومان إلا أنفسكما  ومما لاشك فيه أن الأمر مختلف مع اختيارالله لأزواج الأنبياء لقوله تعالى "لستن كأحد من النساء"فحتى اختيار الله للسيئات منهن كامرأة لوط وامرأة نوح كان ذلك للتشريع وما يؤكد ذلك قوله تعالى "ان من ازواجكم واولادكم  عدو لكم فاحذروهم"صدق الله العظيم

بداية الصفحة