أخبار عاجلة

وداعًا فيدل كاسترو.. إلى الرفيق جيفارا بعد 90 عاما

كتب في : الأحد 27 نوفمبر 2016 بقلم : جمال مبروك محمد

بعد مرور ثلاثة أشهر على احتفالات كوبا بعيد ميلاده التسعين، رحل «أبو الثورة الكوبية»، تاركا العاصمة هافانا حزينه على وفاة زعيمها الأشهر.

 

الزعيم الكوبي ورفيق المناضل الأشهر تشي جيفارا، وأعلن شقيقه راؤول، الذي خلفه في رئاسة البلاد، نبأ الوفاة عبر التلفزيون الوطني قائلا «توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية في الساعة 22:29 هذا المساء».

وأضاف الرئيس الكوبي أن جثمان شقيقه  فيدل، سيجري حرقه وفقا لرغبة المتوفى دون مزيد من التفاصيل عن تفاصيل جنازة زعيم الثورة الكوبية.

 

وكان كاسترو في حالة صحية سيئة منذ أن أصيب بمرض معوي كاد أن يودي بحياته في 2006 وتنازل عن السلطة لشقيقه الأصغر راؤول كاسترو رسميا بعد ذلك بعامين.

 

ولد كاسترو في 13 أغسطس 1926، وتولى رئاسة كوبا عام 1959، بعد ثورة أطاحت بحكومة فولغينسيو باتيستا، واستمر حتى عام 2008، وسلم السلطة لشقيقه راؤول كاستروـ حيث فاز حينها بانتخابات عامة، تبنى كاسترو في 1965 الفكر الاشتراكي، وأسس الحزب الشيوعي الكوبي وتولى فيه منصب الأمين العام.

 

 

جيفارا وكاسترو.. البداية من المنفى

التقى فيدل كاسترو بالمناضل والرفيق تشي جيفارا في المكسيك بعد الإفراج عنه ونُفيه من كوبا، سافر كاسترو إلى المكسيك بحثاً عن أرض محايدة لتهيئة عدد من الرجال للنضال ضد باتيستا ونظامه. وهناك أعاد كاسترو تشكيل حركة 26 يوليو في عام 1955 برفقة 81 من الثوّار المنفيين، وكان من بينهم الرئيس الحالي لكوبا شقيقه راؤول كاسترو، والأرجنتيني إرنستو تشي جيفارا.

 

وبعد رحلة طويلة من العناء- لم تسلم من الخيانة أيضا- وصل الثوار إلي سواحل كوبا بالسفينة «غرانما» ومنها ضلّوا طريقهم في المستنقعات المغطّاة بالغابات الاستوائيّة، وبعد أن أمضوا سبعة أيام من الجوع ودوار البحر المستمرَّين على السفينة وأثناء السير في سلسلة جبال «سييرا مايسترا» أمطر وابل من الرصاص على الثوّار فأصيب "جيفارا" في صدره وعنقه لكنّها كانت إصابات طفيفة، وبعد هذا الكمين الذي تسبب بمقتل الكثير من الثوّار، أعلن باتيستا عن مقتل "فيدل كاسترو" لكنّ من تبقّى من الثوّار واصلوا السّير حتّى بلغوا مرحلة من الانهاك لم يتمكّنوا بعدها من إكمال الطريق.

 

وكانت هذه المرحلة بداية حرب الثورة الكوبيّة والتي استمرّت لسنتين بعد هذه الحركة وانتهت في اليوم الأول من عام 1959، بعد أن غادر "باتيستا" "كوبا" وسافر إلى "إسبانيا" في ليلة رأس السّنة الجديدة وذلك عندما زحفت قوّات 26 يوليو إلى العاصمة هافانا.

 

 

كاسترو رئيسًا

وانتزع كاسترو السلطة في ثورة 1959 وحكم كوبا 49 عاماً بمزيج من الكاريزما والقبضة الحديدية فأقام دولة الحزب الواحد وأصبح شخصية رئيسية في الحرب الباردة.

 

وصورت الولايات المتحدة وحلفاؤها كاسترو شيطاناً لكن الكثير من اليساريين حول العالم مولعون به خاصة الثوار الاشتراكيين في أميركا اللاتينية وأفريقيا.

 

وتصدى كاسترو لغزو دعمته وكالة المخابرات المركزية الأميركية في خليج الخنازير عام 1961 كما نجا من عدد لا نهائي من محاولات الاغتيال.

 

وساعد تحالف كاسترو مع موسكو في إثارة أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 وهي مواجهة مع الولايات المتحدة استمرت 13 يوماً وجعلت العالم أقرب ما يكون لنشوب حرب نووية.

 

واشتهر الزعيم الكوبي السابق بارتداء الزي العسكري وتدخين السيجار لسنوات طويلة من وجوده في السلطة كما اشتهر بخطاباته الطويلة المفعمة بالوعيد والخطابة النارية التي توجه سهامها في الغالب إلى الولايات المتحدة.

 

وفي كوبا أطاح كاسترو بالرأسمالية وحظي بالشعبية بعد أن جعل المدارس والمستشفيات في متناول الفقراء، لكن كان هناك الكثيرون من الأعداء والمنتقدين لكاسترو ومعظمهم من الكوبيين المنفيين في ميامي والفارين من حكمه إذ كانوا يرونه طاغية شرساً.

 

ولم تنجح محاولات واشنطن ولا الكوبيين المنفيين ولا انهيار الشيوعية السوفيتية في انهاء حكم كاسترو، بل المرض الذي أجبره على التنازل عن السلطة لشقيقه الأصغر راؤول كاسترو مؤقتا في 2006 ثم نهائيا في 2008.

 

ورغم تمجيد راؤول الدائم لشقيقه الأكبر فإنه غير شكل كوبا منذ تولي السلطة وأجرى إصلاحات اقتصادية على غرار نظام السوق واتفق مع الولايات المتحدة في ديسمبر على إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية وإنهاء عقود العداوة.

 

وبعد ذلك بستة أسابيع أبدى فيدل كاسترو تأييداً فاتراً للاتفاق مما أثار تساؤلات بشأن موافقته على إنهاء العداوة مع الولايات المتحدة.

 

وعاصر كاسترو زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكوبا هذا العام. وكانت هذه أول زيارة يقوم بها رئيس أميركي لكوبا منذ 1928.

 

وفي سنواته الأخيرة لم يعد كاسترو يتولى أي منصب زعامة، وكان يكتب مقالات رأي في الصحف تتناول الشؤون الدولية ويلتقي بالزعماء الأجانب من حين لآخر لكنه كان يعيش في شبه عزلة.

بداية الصفحة