يشعر الملياردير إيلون ماسك بخيبة أمل كبيرة جراء مشروع ميزانية ترامب، الذي ينتظر موافقة الشيوخ الأمريكي بعد تمريره بصعوبة من قبل مجلس النواب، وذلك في أول انتقاد علني لإدارة ترامب بعد ابتعاده أو بالأحرى انسحابه.

ويعد إيلون ماسك أحد أقطاب تكنولوجيا الأقمار الصناعية والسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، وكان داعمًا ماليًا رئيسيًا لحملة ترامب الرئاسية لعام 2024، حيث أنفق أكثر من ربع مليار دولار حتى فوزه بالمنصب ، بحسب القاهرة الاخبارية .

دور متزايد

وفور توليه المسئولية قام ترامب بتعيين حليفه ماسك لقيادة وزارة كفاءة الحكومة، والذي عكف على إجراء تخفيضات كبيرة في أعداد الموظفين الفيدراليين، ما أثر على آلاف الموظفين في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وفي غضون ذلك، واجهت شركة تسلا انتقادات عالمية واسعة النطاق لدور ماسك المتزايد في السياسة، وشهدت أسهم الشركة انخفاضًا كبيرًا كما واجهت منشآت تسلا موجة من المظاهرات السلمية وأعمال التخريب، بما في ذلك حرائق في محطات الشحن.

خيبة أمل

وبعد 3 أشهر من تواجده بجوار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، التراجع خطوة إلى الوراء، بعد الضربة المالية الكبيرة التي تلقتها الشركة بسبب عمله في إدارة البيت الأبيض، معلنًا أنه سيقلل وقت عمله مع الحكومة الأمريكية.

وفي أول تعليق له على إدارة ترامب، بحسب صحيفة ذا هيل، كشف إيلون ماسك أنه يشعر بخيبة أمل إزاء مشروع قانون ميزانية ترامب، الذي يمول أجندته القادمة، مؤكدًا أن مواد القانون تقوض عمل وزارة كفاءة الحكومة "دودج".

حشد الرافضين

وقبل إقراره، شهد مشروع القانون نقاشًا حادًا بين الجمهوريين، حيث رفض تحالف الولايات الزرقاء التراجع عن موقفه، ونظرًا لضعف الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، توجه ترامب إلى الكونجرس لحشد الرافضين في مؤتمر الحزب الجمهوري.

وبأغلبية صوت واحد فقط، أقرّ النواب الأمريكي، مشروع القانون الضخم، والذي يُحدد أولويات أجندة ترامب للميزانيات القادمة، بعد جلسة استمرت طوال الليل، ويهدف من بين أمور أخرى إلى تمديد تخفيضاته الضريبة التي أقرها في ولايته الأولى.

صدمة ماسك

وشدد الملياردير الأمريكي، على أنه مصدوم بعد رؤية مشروع القانون الذي يصفه ترامب بالمشروع الجميل والكبير، يمر عبر مجلس النواب، مؤكدًا أن تلك الحزمة التشريعية الضخمة تزيد من عجز الميزانية وتقوض عمله فريقه الماضي.

ويرى ماسك أن مشروع القانون الكبير، الذي نص على زيادة سقف الدين بمقدار 4 تريليونات دولار، يمكن أن يكون إما جميلًا أو كبيرًا، في تهكم واضح على اسم التشريع، مضيفًا أنه لا يعلم إن كان الأمران ممكنين معًا.

عقبات الشيوخ

ومن المنتظر أن يواجه مشروع قانون ترامب الخاص بالميزانية العامة لأجندته، طريقًا صعبًا داخل مجلس الشيوخ الأمريكي، بعدما حذّر من يُوصفون بأنهم صقور المالية في المجلس من المخاطر والتداعيات المحتملة التي ستؤدي إلى عجز فيدرالي.

ويرى المشرّعون المعارضون لمشروع ترامب، أن الهدف الأول لعملية تسوية الميزانية هو خفض العجز، ولكن الحزمة المقدمة حاليًا ستؤدي إلى ارتفاع حاد في العجز الفيدرالي بمقدار 3.8 تريليون دولار على مدى العقد المقبل.