كتاب وآراء

الشائعات قنابل موقوته

كتب في : الأربعاء 18 يناير 2023 - 11:02 مساءً بقلم : د . ليلى صبحى

 

تصديق وترديد الشائعة قنبلة موقوتة تستهدف الفرد الذي ينقلها بجهل مصدقا إياها،

وما يلبث ترديدها أن يشكل ضررا بالغا للمجتمع وبرضه وأهله ووطنه،

وللشائعة أنواع عديدة منها شائعة العنف التي تنشر بسرعة ، والشائعه البطيئة ، والشائعة الغاطسة، وأكثر واشد انواع أنواع الشائعات تلك التي تسير ببطء لانها تصيب أهدافها بدقة ، وهي ملازمة للإنسان بغض النظر عن زمان ومكان انتشارها في المجتمع. الشائعات يمكن أن تدمر مجتمعات وأسر وتفتت وحدتها الوطنية ، ولها خطر عظيم وشر كبير ، طالما تضارع في خطورتها الحروب البيولوجية المدمرة، في حين أن الوطن العربي بشعوبه، شعوب مثقفة واعية قادرة علي كشف زيف الشائعة، وكلما تدني المستوي الثقافي للمجتمع وكان أقرب للتخلف كلما انتشرت الشائعة وكثر مصدقوها ومرددوها ، فيما يبدو انتشارها في المجتمعات المتحضرة والمتقدمة أقل انتشارا، وعلي الصعيد السيكلوجي كلما كان الانسان متوازنا مع نفسه ومع محيطه الإجتماعي كلما قلت نسبة تصديقه للشائعة وترديدها ،وأن وجدت الشائعة فإنه يرفضها. تناول بعض الباحثين ورجال الدين الآراء حول ناقل الشائعة، مطلقين عليه انه فاسق، ومروجها مجرم ، وشريك أصيل في نقل اثارها الخطيرة والمدمرة علي الفرد والمجتمع مستعينين بقول الله تعالي " يا أيها الذين آمنوا أن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا " موضحين أن الإسلام عالج قضية الشائعة عبر التثبت، باعتبار ناقل الشائعة من الفاسقين، وضرورة التفكر في عواقب الشائعة المدمرة ، ذلك أن مصدر الشائعة قد يكون من أهل النفاق او من الكفار أو من الأعداء . من الجدير بالذكر انه لا يحق لأي مواطن أن ينقل خبرا دون أن يكون متأكدا من صحبته ، وعدم تصديق الشائعات الا بعد التأكد من مصداقيتها بعد الرجوع لأهل الاختصاص، ذلك أن الشائعة تستهدف تدمير الفرد والأسرة والمجتمع والوطن بأسره بكل مكوناته ، ولها آثار سلبية يسعي مروجوها الي تمرير مصالحهم العدوانية والشريرة. وفي نفس السياق الأمة العربية مستهدفة من قبل اعداءها، لذلك عليها أن تكون في يقظة من المؤتمرات التي تحاك في الخفاء، والشائعة سلاح فتاك من قبل هؤلاء الأعداء الذين يتربصون بها ، في حين أن انتشار الشائعة او عدم انتشارها في مجتمع له علاقة بمدي تطور قوي المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وهناك مطالب جماهيرية في هذا المضمار جاري تحقيقها أن تكون هناك قنوات اتصال علي المستوي الإجتماعي والسياسي والاستراتيجية مفتوحة بين مختلف فئات المجتمع بدءا من الأسرة الصغيرة ، ذلك أن هذة القنوات تحد من أثر الشائعات ان وجدت في المجتمعات، فإن القيم هي المحرك للسلوك ، وأن تطابقت القيم مع سلوك الفرد فان ذلك يحد من نقل وتقبل الشائعة.

بداية الصفحة