أخبار عاجلة

تفجير الكاتدرائية لن يكون الأخير.. فصناعة انتحاري أمر غاية في السهولة!

كتب في : الجمعة 16 ديسمبر 2016 - 12:43 صباحاً بقلم : منى البغدادى

لجنة تجديد الخطاب الديني منقسمة حتى الآن حول تكفير داعش واستشهاد الأقباط !

 

 الأزهر والأوقاف مختلفان دائمًا وقليلاً ما يتفقون وأفكار المتطرفين تغزو المجتمعات العربية

 

 مؤلفات منظري التيار السلفي الجهادي توزع في الأسواق علانية.. فمن يصنع الإرهابي؟

 

يعتنق الجهاديون أفكار يستمدون أكثرها من مؤلفات لمؤسسي التيار السلفي قديمًا، ومن تحريف آيات القرآن الكريم ووضعها في غير مواضعها في أوقات كثيرة، والاستدلال بالآيات في تبرير أعمالهم، رغم أن مفهوم الآية يكون واضحًا، إلا أنه طالما تخدم أهدافهم فلا بأس.

 

ثبات انفعالي غير موصوف، وقدرة على الشرح والإتيان بالآحاديث النبوية في مواضيع مختلفة، فكم من الوقت يملك مواطن «فقير دينيًا» ليثبت أمام شخص يتحدث إليه وعلامات وجهه تسبق لسانه؟، إضافة إلى الاستشهاد بكتب العشرات من منظري الفكر السلفي الجهادي.

 

 

تجهيز الانتحاري عملية معقدة تحتاج وقت لكنها ليست بالأمر الصعب الآن

عملية تجهيز الانتحاري تحتاج وقت، لتهيئته نفسيًا وروحيًا لكي يرتدي حزام ناسف يُفتت جسده إلى قطع صغيرة في لحظات، فالمسألة بجانب إنها تحتاج إلى وقت، تطلب أيضًا أشخاصًا يمتلكون القدرة على الإقناع، ويبدو أن التيار الجهادي يمتلك العديد من هؤلاء.

 

آيات الجهاد في القرآن الكريم تكون دائمًا حاضرة للاستشهاد بها في أي وقت، بل تكون دائمًا الأساس الذي تبنى عليه سواعد الانتحاري وأقدامه، وهيّ كثيرة ومتعددة، وأنزلها الله سبحانه وتعالى في زمان ومكان يختلف عن الذي نعيشه، فجهاد الكفار والمشركين أيام الرسول لم يُقصد به تفجير الكنائس الآن.. المسألة مختلفة كليًا وجذريًا.

 

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: «لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم»، فهل معنى ذلك أن كل من له صديق مخالف له في العقيدة يكون متبعًا ملته؟!، بالتأكيد «لا»، فالخطاب كان للنبي صلى الله عليه وسلم حينما طلب منه اليهود والنصارى تغيير القبلة إلى قبلتهم.

 

 

القضية ليست في كتب منظري التيار السلفي وإنما في القدرة على التأثير والإقناع

وبصرف النظر عن عشرات الكتب التي تمكن منظرو التيار السلفي الجهادي من نشرها في المجتمعات العربية وفي مصر، فإن القضية ليست في تلك الكتب بقدر ما هيّ تخص القدرة على التأثير والإقناع، وخلط الحابل بالنابل واستحضار أحاديث الرسول وآيات القرآن في وقت غير مناسب تمامًا

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي، طالب في أكثر من مناسبة بتجديد الخطاب الديني وتنقيته من المفاهيم التي يُمكن أن تؤدي في النهاية إلى صنع إرهابي، وكلف المؤسسات الدينية بأن تقوم هيّ بهذا العمل، ولكن تلك المؤسسات يشغلها صراعات داخلية، ويبدو أنها لا تعمل بانسجام، ويتضح أكثر أن بعضها يحاول إعاقة بعض.

 

وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، وشيخ الأزهر أحمد الطيب لا يتفقان أبدًا، فدائمًا أحدهما لديه وجهة نظر والآخر عكسها تمامًا، فما بال المؤسسة الدينية الأكبر في العالم الإسلامي (الأزهر الشريف) عاجزة عن تنقية الخطاب الديني فمن يقوم بهذا العمل إذا؟

 

 

خلاف داخل لجنة تجديد الخطاب الديني عن «تكفير الداعشي» و«استشهاد القبطي» !

عجز المؤسسات الدينية يتضح على سبيل المثال وليس الحصر، في اجتماع عقدته وزارة الأوقاف، اليوم الخميس، للجنة تجديد الخطاب الديني، حضرها عدد من الشخصيات، منها الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، والمفكر السياسي مصطفى الفقي، طالب الاثنان بتعريف موقف المنتسب إلى داعش في الإسلام وأيضًا القبطي الذي يستهدف في الأعمال الإرهابية.

 

حتى هذا الاجتماع في ظل الظروف الحالية، شهد اختلافًا داخل اللجنة، فبعض الأعضاء رفض تكفير داعش والبعض رفض الجزم بأن الأقباط شهداء، وهو ما دعى وزير الأوقاف إلى تأجيل مناقشة ماسماها «القضايا الخلافية» إلى وقت آخر.

 

الباحث الإسلامي، أحمد بان، يرى أن عدم وجود تعريف واضح للشخص المنتمي لداعش، هو أحد أسباب المشكلة، فحتى الآن لم يطلق الأزهر عليه «كافر»، معتبرًا أن تكرار استهداف الكنائس في ظل عدم تنقية الخطاب الديني وعجز الأزهر والأوقاف واختلافهم «أمر وارد».

 

ويجمع الباحثون والمتخصصون الإسلاميون، على أن صناعة انتحاري في ظل الأوضاع المحلية والدولية حاليًا ليس بأمرًا صعبًا طالما توافرت البيئة التي تمكن صانعيه من ذلك، وطالما أن المفاهيم الصحيحة لا تصل إلى المواطن من خلال المؤسسات المنوط بها تقديم هذا الفكر له.

بداية الصفحة