كتاب وآراء

مطلب قومى.... لأعادة الروح لأدبنا العربى الذى علّم العالم ...

كتب في : الجمعة 16 مايو 2025 - 12:34 مساءً بقلم : نبيل شبكة

 

بشهادة وعلم جميع أدباء عالمنا العربى  نجد ونشعر بما يعاني منه الأدب العربي الحديث في السنوات الأخيرة من حالة تراجع وركود، ساهمت في تأخر إنتاجنا وانعزاله عن المشهد الثقافي العالمي. وتعدّ إحدى أهم أسباب هذا التراجع تأثرنا بالنموذج الغربي والوقوف على حدود الأدب العربي القديم بخصائصه الفنية والأسلوبية السائدة، دون محاولة خلق نموذج حداثي يساير عصرنا الحديث المعروف بعصر المعلومات ....  وللانجراف المتسارع للغات الأجنبية حتى فى الحياة العامة...
      فهناك  حقيقة يؤكدها تاريخ الثقافة العربية خلال القرن الماضي والذي شهدت عقوده الاعتماد على التجريب في الشكل الأدبي و الاهتمام بإكساب اللغة الفصحى  جماليات البساطة مع الاحتفاظ بجزالة الأسلوب وفخامته ..  الأدب في كل العصور كان دائماً هو المنوط به إثراء اللغة وإثراء متخيلها وتنمية كفاءتها التعبيرية سواء كانت نثراً أو شعراً،
     كما أن اللغة العربية لها مكانتها المميزة بين لغات العالم ولن تتاثر بما يشاع عنها من انها تضعف أوسوف تنقرض هو أكذوبة كبرى لأننا نلاحظ   في العصر الحديث مدى كثافة التواصل البشري بين الثقافات واللغات المختلفة، فالأدب بأنواعه المختلفة سواء كان شعراً أو قصة أو رواية أو مسرحاً أو نقداً أدبياً أو أدب أطفال أو أدب رحلات، كل هذه الأنواع من أهم مصادر إحياء اللغة العربية 
      ويرى العديد من الأدباء  أن المشكلة الآن في التواصل مع اللغة الأدبية ترجع إلى ضعف التعليم اللغوي في المدارس والجامعات، حيث تم إهمال اللغة بشكل لافت وتم كذلك تجاهل النصوص الأدبية الرفيعة والحديثة، وفي مقدمتها الشعر الذي يؤكد الشعراء أن قراءته تساعد على تطوير اللغة، و لا ننسى أن الأدب هو الذى أسس و أنشأ اللغات وليس العكس فالكوميديا الألهية التى الفها دانتى مثلا  كانت السبب فى رواج وأنتشار اللغة اللاتينية ......
       الأدب هو المحور الأساسي للثقافة العربية عبر تاريخها، فثقافتنا ثقافة لغوية قولية، وقد كان الشعر سائداً في العصر القديم، لأن اللغة هي التي فرضت وجود الشعر، حتى في الزجل والنوادر كان الاعتماد الأساسي على اللغة، لما فيها من ألوان بديعية كالجناس والطباق وغيرهما .
        لذلك يأتى دور حكومتنا الرشيدة الان فى مساندة وتشجيع  الأدباء والعلماء وكل من يهمهم أمر الأدب العربى  فى مصرتا الغالية وفى العالم العربى فى محو الضعف اللغوي الذي يعانيه المواطن من خلال كافة الوسا ئل الأدبية و العلمية و التربوية والثقافية والاعلامية والدينية والفنية والرياضية وغيرها  .ولننظربتمعن وأهتمام كبير الى جواب الشاعر الأموي أبي تمام حين سأله أحدهم: مالك لا تقول ما يفهم؟ فأجابه: وما لك لا تفهم ما يُقال ؟
 . نبيل شبكة
مستشار ثقافى سابق  المنصورة

بداية الصفحة