كتاب وآراء

في بيتنا فرح

كتب في : الخميس 23 مايو 2024 - 10:35 صباحاً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

مما لا شك فيه أن جهاز العروس من أهم الأشياء التي يفكر فيها الآباء والأمهات عندما تصبح ابنتهم شابة ويتقدم لها الشباب للزواج بل هناك بعض الأسر من يقوم بتجهيز بناتهم من الصغر وهن أطفال بشراء مستلزمات المنزل التي تحتاجها العروس والمفروشات والملابس وما إلى ذلك مما هو متعارف عليه في مجتمعاتنا العربية فتبدأ الأم في تحضير ما يسمى (بالشوار) عند العامة

وما يطلق عليه بالجزائر (المتاع) أو الشوري

و(سدة المال) كما يطلقون عليه بالسودان الذي يشتمل على الثياب والعطور والمال ويختلف ذلك حسب إمكانيات المتقدم للزواج المادية وبالأردن وفلسطين تحصل العروس على مهرها من العريس وتقوم بشراء الذهب وهي (الشبكة) والملابس والعطور ومستلزمات الزينة ثم يجتمع اهل العروسين والأقارب فيما يسمى اجتماع (الجاهة) لإعلان الخطبة اما في سوريا يحضر اهل العروسين للتعارف وتسمى (جلسة التعارف) أو جلسة (فصل الحق) ليتم تحديد المهر والاتفاق على نفقات الزواج ويتحملها كلها العريس المتقدم للزواج

وفي لبنان يعدون ما يسمى بخزانة الثياب والتي بها اكسسورات العروس وملابسها والمفارش ومستلزمات المنزل الجديد اما بمصر فيقدم العريس المهر لأهل العروس ويتم تجهيز المنزل وفقا للمهر المدفوع حسب مقدرة العريس المادية ويساهم اهل العروسين في تجهيز المنزل حسب الاتفاق بينهم والعرف السائد الذي يختلف من مدينة لأخرى ومن عائلة لأخرى وكذلك يقدم العريس الشبكة للعروس وهي الحلي الذهبية والمجوهرات أو الألماس وفقا لاتفاق الطرفين وذوق العروس والمتَّبع بعائلتها ممن تزوجن قبلها ونجد مثلاً بأسوان يقوم العريس بإحضار كل ما يحتاجه منزل الزوجية ويقع على عاتقه بالكامل والعروس تحضر ملابسها فقط وبمدن أخرى قد يشارك اهل العروسين في الجهاز بالنصف ويحدد كل ما يتوجب أن يلتزم به كل طرف وكذلك تكاليف حفل الزفاف أما في الكويت يقومون بشراء جهاز العروس بعد استلام المهر المتفق عليه وفي السعودية يختلف من منطقة لأخرى ويحضرون ما يسمى

(بصندوق الملكة) ويحتوي على مهر العروس الذي يقدمه العريس لعروسه لتجهيز نفسها وبه الريالات الفضة والعطور ومساحيق التجميل وبالجزائر تقوم الأمهات باستئجار بعض السيدات والنساء لتطريز مفروشات العروس ولكن هناك من يخرجن على هذه العادات بالعصر الحديث من الفتيات ويفضلن شراء جهازهن بأنفسهن لاختلاف العصر عن الماضي اما في دول الخليج فيسمى جهاز العروس (الزهبة) وتأتي من كلمة الذهب والذي يشمل الذهب والملابس والمفارش والعطور والأدوات المنزلية وكذلك المهر المتعارف عليه لتجهيز العروس قبل الزواج ومن أطرف طقوس الزواج التي حكت عنها إحدى الجدات بعام 1915 أن جهاز العروس كان عبارة عن أربعة كنبات اسطامبولي وسرير بناموسية تل وهي ستائر من التل التي تغطي سرير النحاس المُطَعَّم بالعاج والأبنوس وست لمبات جاز كبيرة وسبعة أواني من النحاس عدة أحجام مختلفة وملابس وإبريق ومبخرة حيث بالماضي كانوا يستخدمون لمبات الجاز للإضاءة وليس النجف كوقتنا الحاضر أما بعام 1949روت إحدى السيدات أن جهازها كان عبارة عن أربعة غرف وغرفة النوم تشتمل على سرير من النحاس والناموسية التُّل ودولاب من خشب الورد وسراحة بمرآة وغرفة للضيوف تحتوي على طقم كنبة وست كراسي وأربعة فوتيه ومنضدتين وجرامافون لسماع الأغاني كما كانت المفروشات عبارة عن أربعة مراتب من القطن واغطية

وما يسمى (لحاف) وستة بطاطين صوف وأربعة سجاجيد وست كليم وكان يفرش مثل السجاد على الأرض وملاعق وسكاكين من الفضة وأواني من النحاس للطبخ ومصابيح تعمل بالزيت للإضاءة اما في الستينات والسبعينات استمر السرير النحاس وزاد على غرفة الضيوف أو ما أطلق عليها غرفة المعيشة بعد ذلك الأنتريه القطيفة المكون من كنبتين وأربعة فوتيه ومنضدة من الزجاج بأرجل من الخشب أو المعدن وكذلك ظهر الصالون المذهب ومرآة كبيرة تعلق على الحائط وتطور المطبخ أكثر حيث البوتاجاز والثلاجة والغسالة والأواني الألومنيوم للطبخ والستائر القطيفة والدانتيل والتليفزيون والأواني التيفال فتطور جهاز العروس بتطور العصر وحسب متطلباته وفي فترة التسعينات انتشر الأثاث المودرن وغرف النوم والدولاب البلاكار فيها العالي للسقف وكان هناك ايضاً موضة الكلاسيك وبتطور الحياة أصبح هناك الأجهزة الديجيتال وغرف المعيشة المودرن والأميريكن كيتشن أو المطبخ المفتوح على الريسبشن وغرفة الملابس التي تحتوي على وحدات من الأدراج للتخزين والأرفف واختلفت أدوات المطبخ حيث تجد الأواني السيراميك والبيركس والزجاج الحراري والكيتشن ماشين أو مُحَضِّر الطعام الكهربائي والكاتل بدلا من براد الشاي الذي يحضر به الشاي أو يغلي الماء وارتفعت تكاليف الجهاز والأثاث والأجهزة بشكل مبالغ فيه حيث عزف الشباب عن الزواج لارتفاع تكلفته وعدم المقدرة المالية وعدم تناسبه مع الدخل وهناك من أصبح يتزوج وهو مدين بقرض من البنك أو عليه أقساط ملتزم بسدادها كما هو الحال بمصر ولكن بالنهاية جهاز العروس لا يختلف أحد بأي بلد من البلدان على أهميته ويجب الإعداد له قبل الإقدام على الزواج ويتعاون الآن العروس والعريس في تجهيز ملتزمات واحتياجات المنزل من تأسيس منزل يليق بهم ويسعدون بالعيش فيه والزواج السليم هو القائم على الاتفاق بين الطرفين بشكل واضح وصريح ومراعاة كل طرف للآخر والتفاهم شيء أساسي ومن أعمدة الحياة الزوجية القائمة على المودة والرحمة ولن يبخل أي منهما في إعداد وتأثيث بيته بالشكل الذي يحبه ويجعله يشعر بالسعادة وأن تعبه ومجهوده يراه أمام عينه خاصة الشاب المتقدم للزواج والمسؤول أمام الله عن زوجته مسؤولية كاملة ويراعي الله فيها وفي بيته سيشعر تأكيدا بثمرة تعبه ولن يفرط في بيته وزوجته بسهولة كانت هذه جولة سريعة عن جهاز العروس في بعض البلدان وبين الماضي والحاضر ونرجو من الله ان يعم الفرح جميع البيوت ويهنأ الجميع.

بداية الصفحة