الأدب

محمد عبد الواجد يكتب .. ما بين الحلم والفشل

كتب في : الأربعاء 09 مايو 2018 - 1:28 مساءً بقلم : محمد عبد الواجد

عندما تحلم بتغير كل من حولك ، عندما تحلم بـ " المدينة الفاضلة" و ما تحتويه من بشر تحكمهم الإنسانية ، وتسود فيها المثاليه ، وتبذل كل ما فى وسعك لتحقيق هذا الحلم ..

 

فعندما تصاب بالفشل يتملكك إحساس رهيب بالموت .. نعم الموت ..

الموت الداخلى ، موت الروح ، موت الأحلام ، موت الرغبة في الحياة ..

 

إن أصعب ما يصل له الإنسان هو إحساسه التام و قناعته بالفشل ، و تكمن قوة القهر فى هذا الإحساس حسبما تكون درجة أهمية ما فشل في تحقيقه ..

و تكون فى أقصى درجاتها عندما يكون فشل الإنسان فى تحقيق كل أحلامه و طموحاته ، مغلفة بمبادئه و قيمه التى تربى عليها و كبرت معه و بداخله ..

 

عندما تتعامل بإنسانية وتحلم بالمثاليه وتسعى لنشرها فى الوسط المحيط بك من أقارب و أصدقاء و جيران ، لكى تبنوا معا "المدينة الفاضلة" ..

عندما تسعى جاهداً لنشر الوعي و المبادئ و القيم ، و تسعى لنشر الحب و الآلفة و الأخوة والجود والكرم ، وحب الغير ، والتكافل الإجتماعى بكل أنواعه ، عندما تكرس كل وقتك وجهودك لخدمة المجتمع و الفقراء و المحتاجين ..

 

يأتى من هم لا قيم و لا مبادئ لهم ، ليستغلوك ، و يستغلوا كل ما تسعى لتحقيقه لمصالحهم الشخصية ، و لظهورهم على أحلام الفقراء والمحتاجين ..

وكما أن هناك من يتاجروا بالدين ، و من يتاجروا بالوطنية .. أصبح الكثير يتاجر بعمل الخير ..

 

وفى حالة أنك أصبحت على علم تام بما يدور بداخلهم ، وبأنهم لم يتغيروا .. أعلنت التحدى بين نفسك ، بأنك قادر على أن تغييرهم للأفضل واضع نصب عينيك "المدينة الفاضلة" التى تحلم بأن تبنيها لكى يعش بها الجميع ..

 

لكن دون جدوى .. بائت كل محاولات التغيير بالفشل ، حتى أنك لم تستطع تغيير أقرب الناس إليك ..

مات الحلم بداخلك ، و إنهارت " المدينة الفاضلة" التى طالما حلمت ببناءها ..

بداية الصفحة