ثقافه وفنون

المايسترو سُهيل السرغيني ساقي الأرواح وناشر ثقافة السلام و التعايش والتسامح بالموسيقى العريقة بالعالم.

كتب في : الجمعة 09 يونيو 2023 - 9:31 مساءً بقلم : محمد سعيد المجاهد/المغرب

 

تُعد الموسيقى الأندلسية أحد أبرز الألوان الموسيقية التي يتميز بها المغرب ويُصنفها مُعظم الباحثين ضمن الموسيقى التراثية ذات النفس التاريخي، نظراً إلى الدور الكبير الذي لعبه هذا اللون الموسيقي في تقريب المغاربة من طبيعة الحياة اليومية في الأندلس، لا سيما أنها ترعرعت في ظل الحُكم الإسلامي بالأندلس إبان عهد الدولة الأموية الذي شهد حركة فنية قوامها الإبداع والابتكار. برزت الموسيقى الأندلسية كأحد ألمع الأشكال الموسيقية التي تميز الحضارة العربية بعد أن أصبحت الحياة الأندلسية تتخذ ميسماً جمالياً، وكثر السهر والحفلات والزهو بهذه الموسيقى التي تعتبر اليوم في نظر الباحثين خليطاً من الأنماط الموسيقية التي مزجت شكلها العربي بالإيبيري، والمشرقي بالأمازيغي. وحينما نكتب عن المُلحنين والمؤلفين الموسيقيين وخُبراء في تاريخ الموسيقى الأندلسية والمغربية وفن الفلامينكو فإننا نؤرخ بشكل أو بآخر للموسيقى ودورها في حياة مجتمعاتنا ومساهمتها في الارتقاء بالذائقة الفنية للجماهير العربية الدواقة. فإن الموسيقى عالم يدخل في كل المجالات، بما في ذلك الفيزياء، بدليل أن أنيشتاين كان يعتبرها شريكة في تسهيل حل ما يستغلق على عالم الفيزياء. ومن هنا نجد أن كل الحضارات، منذ العصرين السومري والبابلي وصولاً إلى العصور الإسلامية الأموية والعباسية والاندلسية وعصر النهضة الأوروبية اهتمت بالموسيقى وربطتها بطقوسها، وتعاملت معها على أنها جزء من التكوين الفكري والوجداني والعاطفي والعقلي للإنسان منذ أزمانه الغابرة، بل عملت على تطوير وسائطه وآلاته كما في حالة العود العربي مثلاً الذي كان بطنه جلداً، قبل أن يكتسب إسمه من المادة الخشبية التي يُصنع منها. لقد جرت العادة أن يقوم هواة الفن والموسيقى العرب، إذا ما أرادوا صقل مواهبهم بالدراسة الأكاديمية، بشد الرحال إلى مصر؛ رئة العالم العربي الفنية وبوابة العبور والإنطلاق نحو الشهرة والنجومية، وموطن أرقى وأقدم مدارس الموسيقى على مستوى العالم العربي ممثلة بالمعهد العالي للموسيقى العربية بالقاهرة. وهذا المعهد تمّ افتتاحه ابتداء في عام 1914. فالمظاهر الموسيقية الإسبانية بتطوان على عهد الحماية،ففي يوم 29 أبريل من سنة 1921تمكنت مجموعة مكونة من خمسة أشخاص شغوفة بحب الموسيقى يتقدمها السيد مانويل كرسيا سانودووخيرالدو manuel – garcia_sando y giraldo والسيد ضون رفايل مارتنيس بلتران،Refael martines beltran والسيد ادوارد بلانكو ويرتا educardo blanco huertan والسيد خوسي منا لوبيز jose mena lopes والسيد انطونيو كاطون رميريسantonio gaton ramiresمن عقد اجتماع بالقاعة الكبرى بمجموعة المدارس الإسبانية، لتدارس سبل تأسيس نواة لمعهد موسيقى إسباني بتطوان ليسد الفراغ بالمدينة، وليحقق رغبة العديد من المهتمين بعلم الموسيقى والإيقاع، فتكلفوا بتسيير العمل الموسيقي من خلال إعطاء دروس في الموسيقى للمتعلمين بحصة ثلاثة دروس في اليوم بمشاهرة خمسة عشر بسيطة بقاعة المدارس الأسبانية، لعدم توفرهم على مقر دراسي للموسيقى، أو وجود ترخيص رسمي من طرف الدولة، أو إعتمادات مالية، وركزت الدروس في البداية على إيقاع violenوcontrabajo وما كادت تطل 1925حتى أصبح المعهد الموسيقي الإسباني بتطوان يضم أزيد من ثلاثين تلميذاً كُلهم يؤدون المشاهرة. وانطلاقاً من تاريخ 26 ماي 1930تم وضع نظام للمعهد الموسيقي الإسباني الذي أصبح تحت إشراف المديرية المدنية والشؤون العامة التابعة للمقيمية الإسبانية بالمغرب، يرأسها القنصل المحلي ومفتش التعليم الإسباني بالمنطقة الريفية، إضافة إلى كاتب إداري، و ثلاثة أعضاء معينين من مختلف الأقاليم. وبداية كانت المواد الموسيقية التي كانت تدرس حسب النظام المذكور هي solfeo ونظرية الموسيقى.التاريخ وفلسفة الجمال الموسيقي،ثم-contrabajo armonia-violoncello-violin-conjunto vocal Elnstrumental-piano-flauta-trompa-clarines-trompeta-sacsofono-guitar،بالإضافة الى برمجة الدروس الخاصة للتعليم حسب الاليات المناسبة. وبعد وفاة مؤسس الموسيقى الإسبانية بتطوان السيد انطونيو كاتون بتاريخ 5 غشت 1930والذي كان يُشرف على إدارة المعهد الموسيقي عوض بالسيدة بيلار اكارا رويز pillar agarra ruiz المتخرجة من المدارس الموسيقية بمدريد بتاريخ1927. وبتطوان تم تأسيس هذه الجمعية في وقت متأخر حيث تم عقد أول اجتماع لها بتاريخ 26اكتوبر1952 تحت التنظيمات للنصوص العشرين التي اشتمل عليها القانون الأساسي المنظم لهذه الجمعية، الهادفة إلى تثقيف ودعم ونشر الثقافة الموسيقية الغربية بتطوان، ولإحياء الحفلات وكل المظاهر الفنية، وتدعيم المعهد الموسيقي الإسباني المغربي بما يقوي المجال الفني، وتكثير الأنشطة الفنية. فالمعروف أن الموسيقى أنواع وأصناف، إلا أن الموسيقى الأندلسية هي التي تحتل الصٌَدارة عند أبناء الحمامة البيضاء تطوان الأندلسية الأصيلة، وتُعتبر أعلاها وأفخمها على الإطلاق، وهي التي نقلها المهاجرون الأندلسيون من غرناطة إلى هذه المدينة عند هجرتهم إليها في أواخر القرن التاسع الهجري. ولا يتيسر الحديث عن الموسيقى والإبداع في فن الغناء بتطوان، دون الإشارة إلى إحدى المعالم الفنية الرائدة بالمغرب، وهي معلمة "المعهد الوطني للفنون الجميلة"، والمعروف عند أهل هذه المدينة باسم "المعهد الموسيقي". وهو المعهد الذي تم تأسيسه على يد الفنان الإسباني ماريانو بيرتوتشي السابق الذكر، سنة 1945. والذي تم انتقاله إلى مقره الحالي بالحي المدرسي سنة 1957، أي بعد استقلال المغرب، حيث تم تدشينه من طرف جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، ثم أسندت إدارته إلى الفنان محمد السرغيني. لقد كان هذا المعهد من المعالم الرائدة في فن الرسم والنحت، حيث احتضن بين جوانبه كبار الأساتذة والمتخرجين الذين بلغ صيتهم حد العالمية، بعد أن تخرجوا منه، فتابعوا دراستهم الفنية في الدول الأوربية ا

بداية الصفحة