تكنولوجيا وإتصالات

علم النفس الرقمي في مرمى الأخلاقيات.. تحذيرات من ثغرات تهدد الخصوصية والعدالة النفسية

كتب في : الأربعاء 28 مايو 2025 - 9:41 صباحاً بقلم : المصرية للأخبار

 

د. نيفين حسني تحذّر: البيانات النفسية في خطر وموافقة المستخدم ليست كافية

  • تحيّز الخوارزميات و"التصميم الاستغلالي" يهددان ثقة الناس في التطبيقات النفسية
  • العلاج النفسي عن بُعد.. هل نعيش "سطحية عاطفية" بواجهة رقمية؟

في عصر تتزايد فيه تقاطعات التكنولوجيا مع السلوك البشري، يبرز علم النفس الرقمي كأحد أهم التخصصات التي تحاول فهم الإنسان من خلال تفاعلاته الرقمية، واستخدام هذه المعطيات لتقديم تدخلات علاجية أو دعم نفسي. لكن مع التوسع الهائل في هذا المجال، تتصاعد تحذيرات المتخصصين من ثغرات أخلاقية قد تُعرض المستخدمين لمخاطر نفسية أو انتهاكات للخصوصية.

في هذا السياق، تسلط الدكتورة نيڤين حسني، استشاري علم النفس الرقمي وعضو الهيئة الاستشارية العليا لتكنولوجيا المعلومات، الضوء على أبرز هذه التحديات، مؤكدة أن الحاجة أصبحت ملحة لوضع إطار أخلاقي صارم يضبط العلاقة بين النفس والتكنولوجيا.

 

الدكتورة نيفين حسني استشاري علم النفس الرقمي

 

الخصوصية.. قلب الأزمة في التطبيقات النفسية

تقول د. نيفين إن التطبيقات النفسية الرقمية – مثل أدوات العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو متتبعات المزاج – تجمع بيانات بالغة الحساسية عن المستخدم، تتعلق بحالته النفسية اليومية، نومه، تفكيره، وحتى تفاعلاته على وسائل التواصل الاجتماعي. وأي تسرب لهذه البيانات أو استخدامها دون موافقة صريحة يعد، حسب قولها، "انتهاكًا سافرًا للخصوصية الشخصية".

الموافقة المستنيرة.. الشكل القانوني دون المضمون النفسي

في السياق الرقمي، تؤكد د. نيفين أن العديد من المستخدمين لا يدركون حجم التحليل النفسي الذي يخضعون له عند استخدامهم لتطبيق معين، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتضيف: "من الضروري أن تكون هناك موافقة مستنيرة واضحة وسهلة الفهم، تشرح للمستخدم كيف ستُستخدم بياناته ولماذا، لا أن تكون مجرد شرط قانوني مخفي بين السطور".

تحيّز الخوارزميات.. خطر غير مرئي

تشير د. نيفين إلى أن الذكاء الاصطناعي المستخدم في تقديم التوصيات أو التشخيصات النفسية قد يكون مبنيًا على بيانات غير متوازنة، مما يؤدي إلى تحيّزات ضد فئات بعينها مثل النساء أو الأقليات. وتقول: "هذه الخوارزميات قد تُنتج قرارات غير دقيقة، وهو ما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية للفرد".

علاقة سطحية.. العلاج الرقمي تحت المجهر

ترى د. نيفين أن التحول إلى العلاج النفسي الرقمي (عبر الرسائل أو الفيديو) غيّر طبيعة العلاقة التقليدية بين المعالج والمريض. وتوضح أن هذه العلاقة قد تصبح أكثر هشاشة، وأكثر عرضة لسوء الفهم، ما يتطلب إعادة تعريف الحدود المهنية والأخلاقية في بيئة العلاج الرقمي.

تطبيقات بلا مراجعة علمية.. من يساعد من؟

تحذّر د. نيفين من أن السوق الرقمي مليء بتطبيقات نفسية تفتقر إلى الأسس العلمية، بعضها قد يعطي تشخيصات خاطئة أو نصائح مضللة، مما يعرض المستخدمين لخطر نفسي حقيقي، خاصة أولئك الذين يعتمدون عليها بديلاً عن العلاج السريري.

تصميم استغلالي.. حين يصبح علم النفس أداة للإدمان

تكشف د. نيفين عن مشكلة مقلقة تتعلق باستخدام علم النفس الرقمي نفسه في تصميم تطبيقات تهدف لتعزيز الإدمان الرقمي، وليس الوقاية منه. وتقول: "الإشعارات، والتمرير اللانهائي، وآليات المكافأة اللحظية هي أدوات مصممة علمياً لاحتجاز انتباه المستخدم. هذه الممارسات تضع الربح قبل رفاهية الإنسان".

الحاجة إلى أخلاقيات مشتركة

في ختام حديثها، تؤكد د. نيفين أن التقدم التكنولوجي يجب ألا يكون على حساب الكرامة النفسية والإنسانية. وتدعو إلى صياغة أطر تنظيمية أخلاقية بمشاركة خبراء علم النفس، والتكنولوجيا، والقانون، تضمن تحقيق الاستفادة القصوى من هذا العلم الواعد دون الوقوع في فخ الاستغلال أو الإضرار.

بداية الصفحة