أخبار عاجلة

وطنية المصلحة.. حكاية «إخوان طز في مصر» من التفريط للتجمل بـ«مصر مش للبيع»

كتب في : الاثنين 16 يناير 2017 - 12:29 صباحاً بقلم : عبد العزيز عبد النبى

غريب هو أمر الإخوان، دائما ما يحبون ركوب الأمواج حتى وإن كانت مخالفة ومناقضة لهم، فبالأمس كانوا أصحاب دعاوى «ظز في مصر» واليوم ينادون «مصر مش للبيع».. «فلتكن تيران وصنافير المصرية هي نقطة التحرر»، هكذا عبر ما يُسمى بـ «التحالف الوطني لدعم الشرعية» عن دعوته لأسبوع من التظاهرات، ضد اتفاقية تسليم جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية.

 

الدعوة إلى التظاهر جاءت بالتزامن مع دعوات قوى وطنية أخرى حتى لا يترك الإخوان الفرصة لركوب الموجة مجددا، تحت زعم حرصهم على مصلحة البلد، ورغم قلة التفاعل مع هذه الدعوات بالتدريج حتى اختفت التظاهرات الإخوانية من المشهد، إلا أنهم لا يملون ولا يكلون، وفي النهاية تكون لدعواتهم مأرب آخري، حيث اتهم التحالف في دعوته الأخيرة النظام الحالي بـ «بيع مصر بالقطعة» و«سحق سيادة الوطن على أراضيه»، وفي الوقت نفسه استغل الفرصة للحديث عن قضية عزل مرسي باعتبارها انقلابًا، والدعوة إلى الإفراج عن سجناء الإخوان وعلى رأسهم المرشد الأسبق مهدي عاكف والقاضي محمود الخضيري. ولكن اللافت هذه المرة ليس استغلال أنصار جماعة الإخوان المسلمين لقضية مثيرة للرأي العام، وإنما حديثهم عن الوطن والحدود الذي يناقض المعتقدات الأصيلة للجماعة، وبشكل خاص يخالف حديثهم السابق عن الجزيرتين.

 

البداية عند أدبيات حسن البنا مؤسس الجماعة، التي لا تنكر الانتماء الوطني بشكل تام لكنها تضعه في مقارنة مع الانتماء إلى الدين الإسلامي، وبالتالي تراه «حفنة من التراب العفن» كما عبر سيد قطب أعتى منظري الإخوان، أو كما قال مهدي عاكف «طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر»، في سياق حديثه عن أن الحاكم يجب أن يكون مسلمًا أولًا ولا يشترط كونه مواطنًا مصريًا، أو في أفضل الأحوال كما قال البنا: «كل بقعة فيها مسلم يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله وطن عندنا، له حرمته وقداسته والإخلاص له والجهاد في سبيل خيره».

 

ورغم ذلك حاول منظري الإخوان في أدبياتهم الحديث عن الفكر الإخواني على أنه منطلق إلى الوطنية، وتفسير وجهة نظر البنا بشكل عائم مثلما قال عثمان رسلان في كتابه «التربية السياسية عند جماعة الإخوان المسلمين»: «يمكن القول إن جماعة الإخوان بلورت جامعة وطنية تنطلق من الإسلام ذاته، تحقق الوحدة والتعاون، وتجعل لغير المسلمين كل حقوق المواطن وواجباته».

 

وبينما عدّد التحالف الإخواني ما اعتبره جرائم مصرية في التفريط في أرض الوطن، وأحقية مصر في أراضي حلايب وشلاتين وحصتها في مياه النيل التي يهددها سد النهضة الإثيوبي؛ تجاهل في حديثه خريطة مصر التي نشرتها صحيفة «الحرية والعدالة» الإخوانية دون تضمين حلايب بها، وتصريحات الرئيس السوداني عمر البشير بأن حلايب سودانية بعد تصريحات مرسي المرحبة بتسليمها إلى السودان، وحتى الوثيقة الأمريكية المسربة التي كشفت عن مشروع لاتفاق إسرائيلي مصري فلسطيني لتوطين الفلسطينيين من قطاع غزة في سيناء، ، إبان حكم مرسي، وهو مشروع تاريخي تطرحه الجماعة منذ 1954.

خريطة نشرتها صحف مصرية حصلت على نص الوثيقة

 

على صعيد آخر، وبمجرد البحث في محرك البحث «جوجل» عن آراء الإخوان في قضية تيران وصنافير، سوف يجد القارئ رأي الناشط الإخواني الشاب عمار مطاوع، الذي كتب في مارس 2015 مؤكدًا سعودية الجزيرتين، وتناقل رأيه الصفحات الرسمية للجماعة وكذلك المؤيدة لها، مثل «مكملين» و«مكافحة العلمانية» وبرنامج «جو تيوب» الإخواني الساخر.

 

وجاء حديث مطاوع مليئًا بالمغالطات التاريخية، حيث أدان السعودية لتركها الجزيرتين محتلتين من قبل إسرائيل منذ 1967، وتمر فوقها الطائرات المشاركة في التحالف العربي لمساندة نظام عبد ربه منصور هادي في اليمن دون اهتمام بالعلم الإسرائيلي المرفوع فوقهما. في حين تشير المعطيات التاريخية الموثقة إلى استرداد مصر للجزيرتين من الاحتلال الإسرائيلي مع استردادها أراضي سيناء بعد معركة السادس من أكتوبر 1973.

بداية الصفحة