كتاب وآراء

هل العنف طبيعة بشرية ام خلل قيمي

كتب في : الأحد 04 ديسمبر 2022 - 10:59 مساءً بقلم : د . ليلى صبحى

 

يكثر استخدام مفهوم العنف ضمن محاولات صياغة نظرية السلوك الإنساني أثناء فترات النزاعات أو الحروب سواء لدي الأفراد أو الجماعات ،

فالعنف يمثل مكانا مركزيا في هذا الإطار ، لانه يبرز بوضوح في ظاهرة الثورات والحروب والتي لا تتوقف عند حدود الممارسة الفردية أو الموقف الشخصي ، بل تكبر دائرة العنف لتتحول إلي فعل جماعي ، ويري الفيلسوف " جون اوك "الذي يميل لاهواءه ونزعاته أكثر من كونه يسعي لقانون الطبيعة إن أهم ما تفتقده الطبيعة هو الحكم المنظم الواعي الذي يبغي فض النزاعات التي تؤدي في نهايتها إلي صراعات ودمار وقتل ، وهذا ما يعني انعدام القيم الإنسانية والأخلاقية. ان دخول أعداء الوطن في دعوه منهم كمرتزقة إلي تمزيق أواصر بنيه المجتمع بحجة أن شرزمة من الخونة يقومون بأعمال عنف وشغب ، إنما هو نوع من الخيانة والعنف الناجم عن انعدام القيم الإنسانية والأخلاقية وذلك مقابل حفنة من الجنيهات أو الدولارات التي يمولهم بها شرذمة من المأجورين والعملاء الموالين بالتالي لجهات اعلي من اجل السيطرة والهيمنة علي دول تحيا امنه ، إنما هو تدهور في النسق القيمي والأخلاقي وانعدام الوازع الديني والحس الوطني. إن فقدان القيم الأخلاقية في البنية الذاتية للفرد تجعل منه إنسانا فاقد الهوية وفاقد الأهلية ، ليس اهلا للانتماء إلي وطن يحتويه، وهو من يجعل من العنف وظيفة إجتماعية مشوهة ، كما في الحروب الأهلية والمظاهرات التي تتفجر فيها عدوانية الإنسان وعنفه، وفي الحروب المعنوية التي يتجلي فيها العنف في أبشع صوره في الشائعات والدعوة إلي تخريب نسيج الوطن. في سياق متصل إن قل الوازع الإنساني والأخلاقي أو كاد أن ينعدم بات العنف سمة وانعدام الأخلاق ليس اقل درجة من القتل المباشر ،وحين تنحرف الإرادة والإنسانية عن مضمونها لتتحول إلي فعل مرتزقة يحاولون اختراق نسيج ولحمة وطن سعيا وراء الماده التي يزودهم لها إرهابيون دوليون هم بالتالي عملاء لأعداء الوطن فهذا انعدام للقيم الإنسانية والأخلاقية في دعوه منهم إلي العنف والتدمير ، وما علاج لهذا العنف وانهيار القيم وتقويضها الا الوعي والاستبصار لقيم المواطنة والولاء والحب العميق للوطن .

بداية الصفحة