أخبار مصر

الرئيس السيسي حذر منها.. كيف تستخدم جماعات الشر الحروب الحديثة في هدم وتدمير الدول؟

كتب في : الاثنين 02 اكتوبر 2023 - 12:09 صباحاً بقلم : نادر مجاهد

 

من يتابع ما يبث من سموم على منصات التواصل الاجتماعي، وما يذاع على القنوات المأجورة، وما تروج له جماعات وقوى حاقدة على هذا الوطن، سيتأكد أن هناك مخططا ممنهجا لضرب استقرار هذا البلد واعادة مسيرته إلى الوراء لعقود، فما من مشروع يقام ولا إنجاز يتحقق ولا برنامج ينفذ، إلا ويجد من يشكك فيه، ويضرب في مصداقيته، بينما هناك دوائر دولية، ومؤسسات عالمية، تعتبر ما تحقق في مصر يعد نموذجا يحتذي، وتجربة ملهمة للدول الأخرى..

كثيرة هي النماذج، وعديدة هى المشروعات والإنجازات.. من مشروع "حياة كريمة" إلي التخلص من العشوائيات، مرورا بتنفيذ قناة السويس الجديدة، وتنفيذ أكبر مشروعات سكنية في جميع المحافظات، وأكبر شبكة طرق.. وهناك أيضا المزارع والمصانع.. وغير ذلك من مشروعات كبرى، إلا أن هذا لم يروق لدعاة الفوضى والإرهاب.. فراحوا يبثون السموم وينشرون اليأس ويغرسون البؤس كي يجهضوا حلم المصريين في المستقبل.. ولعل تحذير الرئيس السيسي اليوم في مؤتمر " حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز" من الحرب الحديثة لتدمير الدول يؤكد خطورة مثل هذه الأفعال التي تقف ورائها جماعة الشر، وفي ذات الوقت تؤكد أيضا أهمية وعي المواطنين بهذه المخططات الخبيثة، التي تتخذ من الإفك وسيلة لنشر الأكاذيب، والدعايات السوداء، لكن الحقيقة المؤكدة أن كل تلك المحاولات ستفشل وهذه المؤامرات ستسقط أمام وعي المصريين.

الدكتورة ليلى عبد المجيد، أستاذ الإعلام بكلية الإعلام، قالت إن  جماعات  الشر بل والدول باتت تعتمد على مواجهة الدول الأخرى بالحرب النفسية التي تعمل على تدمير نفسية الشعوب وإحباط المواطنين حتى تتمكن من تفكيك وحدة المجتمع وتفرقة أفراده، وهو ما يسمى بالحرب الحديثة.

وتعتمد هذه الحرب الحديثة – في معركتها – بشكل أساسي، على الوعي، إذ تراهن على المجتمعات ذات الوعي المنخفض، حتى تتمكن من بث المعلومات والأخبار الكاذبة، التي تُحبط المواطنين، وتشككهم في الإنجازات الدائرة داخل مجتمعهم، وبناء على ذلك تزعزع ثقتهم في الحكومة والدولة.

وتقول الدكتورة ليلى عبد المجيد، هذه الحرب خطيرة جدا، لأنها تلعب على نفسية المواطن وإضعافها بل وإحباطها ويأسها وتدميرها، حتى تتمكن من عدم قدرة هذا المواطن على مواجهة المعلومات الخاطئة، بل الأخطر من ذلك، هو انتقال هذه الحرب إلى مرحلة ثانية تبدأ فيها استخدام هذا المواطن لخدمة أغراضها الخبيثة عبر تحويله لسلاح تستخدمه ضد دولته بتصديقه للمعلومات الخاطئة التي بثتها له لتصبح الحرب الحديثة هي حرب الدُول لنفسها.

تشير الدكتورة ليلى عبد المجيد، إلى هزيمة 1967م، فتقول رفض المصريون الهزيمة، رغم وقوعها، إلا أن طبيعة الشخصية المصرية دائمًا ما ترفض الهزيمة وتحارب اليأس، فاستمرت العمليات العسكرية، والفدائية، حتى هزم المصريون صورة المقاتل الإسرائيلي، وأنه "الجندي الذي لا يٌقهر"، واستعادت مصر أرضها وكبرياءها في نصر أكتوبر 1973م.

وبسبب الروح المعنوية الصلبة للمصريين، يعمل أعداء هذا الوطن على ضرب هذه الروح، وإضعافها، وإحباطها من خلال بث الشائعات، والترويج لها، والدعاية السوداء التي تعقب كل مشروع وإنجاز جديد وتشكك في نجاحه لتفسد على المصريين الشعور بكل خطوة تتخذها الدولة نحو التنمية، وما أكثر أعداء مصر الذين لا يريدون لها سلامًا ولا لشعبها ترابطًا واستقرارًا!

لم تكن الحرب الحديثة، وبث الشائعات وليدة اليوم، وإنما هي حرب قديمة دائما ما يعتمدها الخصم في معركته حتى يستطيع إضعاف أفراد المجتمع الذي يريد محاربته، وهناك دول ما تزال تدفع ثمن تمزق شعوبها وتفرقة مواطنيها، وهذا ما كانت تخطط له تلك الحرب الحديثة.

وتؤكد الدكتورة ليلى عبد المجيد، أستاذ الإعلام، أن وجود وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التواصل عبر الإنترنت، دعم بقوة، تصاعد حرب الشائعات وذلك بسبب وجود حسابات كثيرة مزيفة ولجان مخصصة لبث الأخبار المغلوطة والترويج لها، ولذلك تطالب أستاذ الإعلام، بمزيد من التصدي الإعلامي للحرب الحديثة التي تستلزم أيضًا تصديا ثقافيًا وتربويًا، يبدأ من المنزل، ثم المدرسة، والجامعة .

الدكتورة ليلى عبدالمجيد

 

ووفق تقرير حكومي نشره المركز الإعلامي لمجلس الوزراء عن حصاد مواجهة الشائعات خلال العام الماضي 2022، تبين أنه كلما ازداد تصدي الدولة للشائعات كلما تصاعدت جهود الحرب الحديثة في ضخ المزيد من الأخبار المغلوطة .

بحسب ما ذكره التقرير، بلغت نسبة الشائعات 20.5%عام 2022، مقارنة بـ 18.7% عام 2021، و18.2% عام 2020، و15.8% عام 2019، و10.3% عام 2018، و7.4% عام 2017، و5.2% عام 2016، و2.5% عام 2015، و1.4% عام 2014.

تلك الأرقام تؤكد حجم ما تتعرض له مصر من شائعات وبيانات مغلوطة تستهدف النيل من استقرار مصر وإجهاض مسيرة البناء والتنمية.

بداية الصفحة